تقرير – المنبر 24
لم تكن ظروفا عادية تلك التي عاشها الشعب السوداني عقب إندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م ،،حالة من الإحباط واليأس والعجز مع دمار تام للبني التحتية ومؤسسات الدولة خاصة البنوك، وفقدان مصادر الرزق ومحدودية السيولة بالأسواق…
في ظل هذه العتمة كان بنك الخرطوم منارة ونقطة ضوء للشعب السوداني عبر خدمة تطبيق ( بنكك ) الذي ظل ولا زال هو السند للمواطن .
تحمل البنك ويلات الحرب وتحمل جزءا كبيراً من التكلفة الباهظة لضمان إستمرارية هذه الخدمة في ظل ظروف معيشية قاسية ما كان لهذا الشعب مواجهتها والعمود في وجهها لولا هذا السند ..
وجوه للإنجاز
لم تعيق الظروف الراهنة والمرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد البنك عن تطوير خدماتها والاستمرار في تقديم سلسلة خدمات مصرفيه مثل فتح الحساب “أون لاين” ،وخدمة “أون بوكس” للشركات وإعادة خدمة مباشر بجانب رفع سقف التحويلات المالية إلي ( 15 ) مليون خلال اليوم . وتعهد البنك بالاستمرار في تطوير المنظومة المصرفية للارتقاء بالخدمة لأعلي مستوياتها.
وعلي ذات الخطي أعلن مصرف الراجحي بالمملكة العربية السعودية عن توفير خدمة التحويل المصرفي السودانيين المقيمين لبنك الخرطوم مجانا. حيث يتمكن العملاء من إجراء التحويلات عبر فروع مصرف الراجحي أو من خلال تطبيق الهاتف المحمول.
آفاق جديدة
لم يتوقف بنك الخرطوم رغم تطاول أمد الحرب في السودان عن مد الأيدي بالسند للمواطن السوداني بل ظل يتكبد المشاق لتخفيف المعاناة عنه والنظر بعين الاعتبار لمعاناة أكبر جالية سودانية بجمهورية مصر العربية ، حيث إشتقت المدير المكلف للبنك لمياء ساتي بسفير السودان بالقاهرة فريق اول ركن عماد الدين عدوي لبحث فتح الآفاق الاقتصادية و التجارية للبنك بالقاهرة وكيفية خدمة عملاء بنك الخرطوم المقيمين بسبب الظروف الراهنة .
تدمير مُمنهج
وقالت الصحفية الإقتصادية نازك شمام إن حرب السودان التي بدأت في ١٥ أبريل من العام الماضي أسهمت في توقف قدر كبير من التطبيقات البنكية نسبة لعمليات تدمير البنى التحتية الممنهجة التي قامت بها مليشيا الدعم السريع مما أدى إلى أضرار بالغة في القطاع المصرفي لأكثر من 37 مصرفا، إلا بنك الخرطوم قد تفوق على جميع المصارف من خلال خدمة بنكك التي استطاعت ان تحقق مصالح المواطنين .
رفقة آمنة
منصة” المنبر 24″ إستطلعت آراء بعض أعضاء الجالية السودانية المقيمة بالقاهرة ،،، وتقول المواطنة سماح الطيب انها نزحت من منطقة شرق النيل بالخرطوم الي ولايات الجزيرة بسبب الحرب ومنها انتقلت الي ولايتي القضارف وكسلا بورتسودان وصولا الي القاهرة ..
سماح تقول بأنها إعتمدت بشكل تام علي تطبيق بنكك في ترحالها وأبناءها في رحلة النزوح المرة ،،وقالت سماح في إفادة ل ” المنبر 24″ أن تطبيق بنكك هو الملاذ الآمن لكل سوداني وأشارت بأنها قامت خلال رحلة نزوحها بخدمة عدد من المواطنين ممن لا يملكون التطبيق او تم سرقة هواتفهم عبر التحويل للمستفيدين عبر حسابها وأضافت بأنها أنقذت عبر ” بنكك” 13أسرة كانت مقطوعة تماماً عن وسيلة تحاويل تسهم في توفير خروج آمن لهم. ودعت سماح بنك الخرطوم للسعي لفتح فرع بالقاهرة لخدمة الجالية المتواجده بها.
رد الجميل
ولكن للمواطن حسين قصة مختلفة فقد ظل صامدا ولا زال في مدينة الخرطوم بعد أن اخرج أبناءه من دائرة الحرب وظل يحرس منزله وقال بأنهم يقيمون “التكية”عبى تحويلات بنكك ولولا بنكك لموتنا جوعا ومات من معنا..وأضاف “نقول شكرا بنك الخرطوم وسنرد الجميل”.
لاشك أن إستمرار الحرب سيفاقم من التحديات التي ستواجه القطاع الإقتصادي وتحديدا المصرفي ،،، ستلقي تلك التداعيات بعبء كبير علي عاتق بنك الخرطوم وقطعا سيتزايد حجم العملاء والتحويلات المصرفية مما يتطلب مزيدا من الجهد لتغطية إحتياجات العملاء ..
ولكن من واقع التجربة فإن بنك الخرطوم بامكانياته الحالية وجهوده الحثيثة نحو التطوير سيكون له الريادة في القطاع مستقبلا ..ولن ينسي الشعب السوداني صمود بنك الخرطوم في وجه الأزمة وتصديه لاحتمالات تشرد الآلاف الأسر التي تعتمد بشكل مباشر علي التطبيقات البنكية .