حوار- عطاف مختار
حراك دولي واسع تدور رحاه هذه الأيام حول إيجاد حل سلمي لإنهاء الحرب في السودان، إذ تشهد 10 عواصم ومدن إقليمية ودولية اجتماعات ومبادرات، تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والايغاد والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية،
هذا غير وساطات رؤساء وقادة دول صديقة، وأخرى كانت تقف في الحياد وبعض آخر كانت تصنفه حكومة السودان في خانة العداء.
هذا الحراك يشهد خلف الكواليس تقاطعات وتباينات وتحالفات في الظاهر والباطن.
يتصدر المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، المشهد منذ تعيين في أواخر فبراير 2024، من خلال جولاته في معظم العواصم العالمية لبحث الأزمة. وظيفة بيرييلو، تنص على قيامه بتنسيق السياسة الأمريكية بشأن السودان وتعزيز جهود واشنطن الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق ودعم الشعب السوداني في سعيه إلى تحقيق طموحاته بالحرية والسلام والعدالة. وقيادة المشاركة الأمريكية مع الشركاء في أفريقيا والشرق الأوسط والمجتمع الدولي لصقل مقاربة موحدة تضع حدا للنزاع السوداني وتجنب المزيد من الفظائع.
بيرييلو صاحب خبرات متراكمة في الخارجية الأمريكية، بالإضافة لاستناده على عقدين من الخبرة قضاهما في العمل في مختلف أقسام السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والمؤسسات متعددة الأطراف والمنظمات غير الحكومية.. هذه المرة الثانية التي التقيه فيها، الأولى كانت في رمضان الماضي، ومنذ آخر لقاء سالت الكثير من الدماء وازهقت الأرواح على الأرض السودانية ومرت كثير من المياه تحت الجسر.. فهل يحمل بيرييلو حلولاً سحرية، ام يرفع عصا وجزرة واشنطن الشهيرتين، أم يخرج من مهمته بخفي حنين؟؟؟.
إليكم مضابط حوار ما قاله بيرييلو لي، بصحبة (5) من نخبة من الإعلاميين المصريين والصحفي المخضرم د. خالد التجاني، على المائدة الأمريكية المستديرة.
بيرييلو الذي تحدث لنا من السفارة الأمريكية الحصينة داخل حي قاردن سيتي العريق في قلب القاهرة، أجاب على أسئلة (السوداني)، وأولها حول على ماذا استندت واشنطن، بأن بورتسودان غير آمنة لزيارة المبعوث السيد توم بيرييلو، وأنه سيكتفي بمقابلة الفريق أول البرهان في مطار بورتسودان: “كنت حريصاً جداً على زيارة بورتسودان منذ أن توليت المنصبه. وقد قمنا ببعض المحاولات لإنجاح هذا الأمر. في الآونة الأخيرة، أجرى فريق الأمن الدبلوماسي لدينا تقييماً. وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أنه بناءً على المعلومات التي كانت لديهم في ذلك الوقت، يريدون منا البقاء في مطار بورتسودان”. واوضح انهم ابلغوا القادة في السودان، بانهم يمكن أن يأتوا إلى بورتسودان ويتباحثون في المطار، وأضاف: “لكنهم أخبرونا أن ذلك لن يكون مناسباً للاجتماع. لقد احترمنا هذا القرار. وما زلت ملتزماً بالوصول إلى بورتسودان في أقرب وقت ممكن، ليس فقط لمقابلة البرهان والمباحثات، ولكن أيضاً من أجل الشعب السوداني، وآمل أن أتمكن من زيارة بورتسودان ومدن سودانية أخرى”.
(2) مباحثات جنيف السويسرية
في 22 يوليو الماضي وجّه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الدعوة للقوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع للمشاركة في محادثات إنهاء الحرب في السودان، حيث تبدأ في 14 أغسطس الحالي في جنيف برعاية سعودية سويسرية، وإذا وافق الطرفان سيقود الوساطة بلينكن ومندوبة واشنطن في الأمم المتحدة. قائد مليشيا الدعم السريع حميدتي، رحب بالدعوة، في وقت قالت الخارجية السودانية إنه تدرس الدعوة وهي قيد التشاور.
يقول بيرييلو عن تلك المباحثات: يعتقد الوزير بلينكن، وأنا أيضاً، أنه يجب علينا تنفيذ الاتفاقيات بمُوجب الاتفاقيات العامة السابقة، وينبغي أن يكون ذلك واضحاً حتى قبل أن نعود إلى المحادثات. لكننا نعتقد أنّ الطريقة الأسرع والأكثر فعاليةً لحمل الأطراف على تنفيذ الالتزامات السابقة بموجب اتفاقيات جدة، هي العودة إلى الطاولة وإجراء مناقشة حول بنود جدول الأعمال الثلاثة التي حدّدها الوزير بلينكن بناءً على مشاوراتنا مع الأطراف ومع الشعب السوداني، وهو وقفٌ شاملٌ للعنف من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع الولايات الثماني عشرة وآليات المراقبة والإنفاذ.
وأضاف: “نواصل العمل بشكل وثيق مع السعودية كما فعلنا في المراحل السابقة. ومثل أي عملية نحاول التعلم من نجاحات وإخفاقات الجهود السابقة، حاولنا استخلاص الدروس من المبادرات المهمة جداً هنا في القاهرة. ونحن نحاول أن نجعل هذه المبادة الأكثر نجاحاً. وهذا يعتمد على أفضل ما في كل من هذه التجارب السابقة. لذلك، تم تصميم المشاركة الشكلية في هذه الحالة بحيث تستجيب لمخاوف الموظفين وغيرهم بشأن قابلية التنفيذ. ولهذا السبب لدينا مجموعة من الأطراف على الطاولة، نعتقد أنها ستكون ضرورية لتنفيذ الاتفاقات السابقة والاتفاقات التي تمّ التوصل إليها هناك. نحن نعتقد أنّ الالتزامات التي تعهّدت بها الأطراف بموجب الاتفاقيات السابقة، يجب احترامها”.
(3) فاغنر على أرض السودان
أثار وجود قوات فاغنر الروسية في السودان، جدلاً كثيفاً منذ عهد نظام حكم البشير، وما بعد ثورة ديسمبر. وأكد بيرييلو، أن مجموعة فاغنر كان لها تاريخ في دارفور مرتبطٌ بصورةٍ وثيقةٍ بتجارة الذهب “وبالتالي، كانت أكثر ارتباطاً بقوات الدعم السريع. لكن منذ حدوث تغيير قيادة مجموعة فاغنر – مقتل قائد فاغنر يفغيني بريغوجين في حادث تحطُّم مروحية سبتمبر من العام الماضي – تغيّر الأمر، ولديها مجموعات أخرى لا تزال تعمل كهيكل شبه مستقل. أعتقد أنه كانت هناك تقارير متضاربة حول الوضع في غرب دارفور. نحن بالتأكيد نسمع تقارير مستمرة عن وجودها، ولكن من الواضح كذلك الوجود الروسي في بورتسودان. هناك العديد من الأسئلة حول ما إذا كانت هذه مسألة منافسة بين الطرفين. لكن ما زلنا نرى جهات فاعلة خارجية أخرى، ليس فقط أولئك الذين لعبوا دوراً سلبياً منذ بداية الحرب، ولكن أيضاً أولئك الذين شاركوا في الآونة الأخيرة. نشعر بالقلق من أنه في أي وقت تكون فيه الدولة هشّة يصبح الوضع كارثياً تماماً، مثل حيوان في سيرينجيتي (أكبر محمية في إفريقيا) سترى أسوأ نسر يبدأ في التحليق، وهذه علامة سيئة عندما نرى دولاً نعرفها لا تهتم بشعوبها. إن عدم اهتمام السودان باستقرار السودان لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. لذلك نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للجهات الفاعلة الخارجية، إما أن تكون جزءاً من عملية السلام، أو أن تذهب بعيداً جداً. ونأمل ان يتم احترام ذلك من قبل الجهات الخارجية والجهات الفاعلة الداخلية.. كثيراً ما سمعنا الشعب السوداني مراراً وتكراراً، أنه يريد وحده التحكم على مستقبله. وهم بالتأكيد لا يريدون أولئك الذين سيجعلون الوضع أسوأ الآن”.
(4) محولة اغتيال الفريق أول البرهان
اللقاء مع بيرييلو كان مساء أمس، حيث شهد صباح أمس اغتيال قائد حماس، إسماعيل هنية في طهران، ومحاولة اغتيال رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش، الفريق أول البرهان في منطقة جبيت العسكرية بولاية البحر الأحمر، أثناء حفل تخريج دفعات من ضباط الجيش السوداني، ما أدى لمقتل (5) من الضباط والجنود، وفشلت المحاولة في اغتيال البرهان.
وحيال ذلك، أوضح بيرييلو أنهم كانوا قلقين للغاية بشأن محاولة اغتيال البرهان.
وقال: “كنا بالطبع قلقين للغاية بشأن محاولة الاغتيال هذا الصباح. نحن نتابع عن كثب، لأنّه يهمنا أن تكون الواقعة قيد التحقيق. نحن نعتقد بالتأكيد أن هذا النوع من الحوادث لن يؤدي إلا إلى تصعيد الوضع، في الوقت الذي كان يأمل فيه الشعب السوداني الذهاب إلى مفاوضات سلمية، واستعادة حلم مستقبل يقوده المدنيون والذي بدأ في عام 2019. قلوبنا بالتأكيد مع العائلات التي فقدت أحباءها اليوم (أمس) ومع عائلة البرهان التي عاشت عاماً مأساوياً للغاية. نأمل أن تظهر الحقيقة قريباً وتظهر الإجابات إلى النور، ولكننا سنستمر أيضاً في رؤية التقدم نحو الحل السلمي الذي يطلبه الشعب السوداني بوضوح من قادته”.
(5) مؤتمر مصر للقوى المدنية والسياسية السودانية
استضافت مصر مطلع يوليو الماضي، مؤتمراً للقوى المدنية والسياسية السودانية، وتؤكد مصر دوماً حرصها على وحدة السودان وأمنه وسلامة أراضيه واستقرار شعبه، وأهمية التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة للنزاع في أسرع وقتٍ، وعلى رفض التدخُّل الخارجي في الشأن الداخلي السوداني.
ويرى بيرييلو أنّ نتائج المؤتمر المصري مثيرةٌ للإعجاب للغاية في المقام الأول، وأكد أن مصر شريك أساسي للولايات المتحدة في هذه الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في السودان. وقال: “أعتقد أن هذا شيءٌ لاحظه الشعب السوداني وبالتأكيد لاحظته أمريكا، وليس من المستغرب، بالنظر إلى تاريخ الشراكة مع الشعب السوداني، ولكن أيضاً للأعباء والتكالي المباشرة التي تتحملها مصر، من تدفقات اللاجئين، لقد كانت مصر مرحبة بجيرانها بالسودانيين الهاربين من جحيم الحرب”.
واعتبر بيرييلو، المؤتمر السياسي الذي انعقد في مصر هو التجمع الأكثر شمولاً للقادة السياسيين منذ بداية الحرب. وأضاف: “وأنا أعلم من خلال التحدث إلى العديد من المدنيين السودانيين، بما في ذلك النساء والشباب، أنّ الناس شعروا بالمشاركة والاحترام في تلك العملية، وأنّ الغالبية العُظمى من المشاركين بما في ذلك القادة، بدءاً من الكتلة الديمقراطية إلى الآخرين، وقّعت على هذا البيان في النهاية، مع عددٍ قليلٍ من المعرقلين بسبب قيمهم المتطرفة. ولذلك أعتقد أنها كانت مبادرة مُهمّة من جانب المصريين وستسهم بالتأكيد في الجهود الأوسع نطاقاً، بما في ذلك تلك التي يبذلها الاتحاد الأفريقي. لقد كنت هنا وأرى أنه حتى الأشخاص الذين يبدون الآن أقرب إلى الأعداء في سياق الحرب، وهو أمرٌ مُثيرٌ للاستقطاب للغاية. في الواقع، أذكر أنهم أصدقاء ذوو علاقات عميقة في التاريخ والحب العميق لبلدهم والرغبة العميقة في السلام حتى يتمكّنوا هم وعائلاتهم من العودة، وأعتقد أن تلك كانت لحظة جيدة”.
(6) مصر.. شريكٌ أساسيٌّ
بيريلو شدد في أكثر من مرة خلال المقابلة، أن مصر شريكٌ أساسيٌّ، إذ تلعب دوراً قيادياً قوياً للغاية في مُحاولة البحث عن حل للصراع في السودان، من خلال تعاملها مع مجموعة كبيرة من الشركاء.
وقال: “ومن الواضح أن لديهم تاريخاً مهنياً طويلاً أنتج موظفين خبراء، لقد شاركوا كذلك على نطاق أوسع في القضايا الإنسانية والحوار السياسي الشامل. أعتقد أن مصر ذلك البلد الذي زُرته كثيراً منذ أن تولّيت هذه الوظيفة، لديها دوافع عملية وإنسانية هنا. ومن الواضح أنهم، مثل أيّة دولة مجاورة أخرى، يدفعون ثمن عدم الاستقرار ويكثفون جهودهم للترحيب باللاجئين. ونعتقد أنّ هذا مُهمٌ للغاية فيما يتعلّق بمحادثات السلام الحالية. إنهم يلعبون دوراً جوهرياً للغاية في دعم جهود الوساطة التي نبذلها، سواء قبل المحادثات أو أثناءها، ونحن نُقدِّر ذلك كثيراً”.
(7) قائد الجيش أم رئيس مجلس السيادة؟
دوماً ما توجه واشنطن خطابها للفريق أول البرهان بصفته العسكرية قائداً عاماً للجيش السوداني وليس كرئيس لمجلس السيادة. كما وصلت الدعوة للمشاركة في محادثات سويسرا للجيش وليس للحكومة السودانية، وأثار هذا الموضوع الكثير من التأويلات. وأشار البعض أنّ المباحثات في هذه المفاوضات تعتمد على مشاركة مختلف المؤسسات الحكومية مثل وزارتي الداخلية والخارجية المعنيتين بتأشيرات دخول الفاعلين والعاملين من المنظمات الدولية، كذلك مفوضية العون الإنساني وشرطة الجمارك.
لكن بيرييلو يؤمن، أنه من الأفضل خلال الممارسات العامة في مفاوضات وقف إطلاق النار يجب أن تكون في البدء بين المتحاربين.
وأضاف: “يجب أن تتعامل معهم كأطراف متحاربة، أما الخطاب السياسي والعديد من القضايا المُحيطة تحدث في أماكن مختلفة، وهذا الأمر لقد سمعناه من الشعب السوداني وحتى في الحديث مع الأطراف الأخرى، ولذلك تم توجيه الدعوات إلى القائد العام للجيش، الفريق أول البرهان، وليس الأمر تقليلاً من صفة رئيس مجلس السيادة”.
(8) مُـرتكزات واشنطن
أوضح بيرييلو أنهم يُركِّزون على ثلاث أو أربع جبهات مختلفة، وعلى رأسها جبهة المساعدات الإنسانية، وقال: “لم نكن فقط أكبر مساهم في المساعدات الإنسانية، بل ربما كنا في وقت ما نقدم أكثر من أي شخص آخر، بل من الجميع. وهذا لا يتعلق فقط بكتابة الشيكات، نعمل بكل الجهود لمحاولة التأكد من أن المساعدات تصل بشكل حقيقي للمُحتاجين.
جرائم وعقوبات
وأضاف: “نحن نواصل محاولة التصدي للانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي، سواء كان ذلك من خلال منع وصول الموظفين عبر الحدود وعبر الخطوط، أو الهجمات على قوافل الإغاثة وحرق المحاصيل والمخازن من قبل قوات الدعم السريع. لقد أصدرنا عقوبات على كلا الجانبين بسبب بعض تلك الانتهاكات. لذا، أولاً وقبل كل شيء، على الصعيد الإنساني نحن مهتمون بهذا الأمر. لقد عملنا مع الحلفاء في جميع أنحاء العالم للحصول على المزيد من المساعدات، وأيضاً التأكد من وصولنا إلى المزيد من الأماكن، ومحاولة دعم جهود المساعدة المتبادلة من قبل السودانيين الشجعان بشكل لا يصدق، الذين يبتكرون حلولاً محلية لهذه المشكلة. لقد عملنا لمدة أربعة أسابيع على وقف إطلاق النار في الفاشر والوضع الإنساني الذي لم ينجح. لذا فهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا. وقف إطلاق النار هو الأولوية الثانية بالنسبة لنا، إذ يعود تاريخها إلى ما قبل تعييني وفي وقت مبكر جداً من الحرب”.
وبيّن على أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أخذتا زمام المبادرة في مفاوضات وقف إطلاق النار. ويقول إنه في هذه الجولة الأخيرة، يرحبون بشدة بالآخرين ليكونوا جزءاً من هذه العملية وجزءاً من الحل. إلا أنه شدد على “ولكننا كذلك لن نجلس مكتوفي الأيدي ونشاهد استمرار وفاة السودانيين واستمرار البلاد في التمزق، ونحن نشعر بهذه الضرورة المُلحّة لمواصلة الحوار، الذي كان يفترض أن يبدأ قبل عدة أشهر، لكن أغسطس بالتأكيد أفضل من سبتمبر”.
وكشف أنّ المرتكز الثالث هو الحوار السياسي الشامل. مقدراً جهود اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي لقيامها بدور قيادي في هذا الشأن، فضلاً عن الجهود المساهمة المهمة للغاية، بما في ذلك المؤتمر الذي عقدته الحكومة المصرية في القاهرة. وذكر أن أمريكا من أكبر الممولين لبرامج المجتمع المدني، خاصةً التي تركز على النساء والشباب.
بيرييلو نوه إلى أن الرغبة العارمة للشعب السوداني في رؤية الأطراف تأتي إلى المحادثات، وليس مجرد الحضور إلى المحادثات، بل العودة فعلياً بصفقة واتفاق قابل للتنفيذ. وأضاف: “لذا فإن هذه الثلاثة هي أولويات بالنسبة لنا. ومن الواضح أننا نود العودة إلى قضايا التنمية الاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني. الهدف المهم في الوقت الحالي، هو ضمان حصول الناس على الأمان الأساسي من العنف والحصول على الغذاء”.
(9) أزمات النُّزوح والجُوع وهجمات الدعم السريع!
عن هذه القضية المُلحّة، يقول بيرييلو: “من المهم أن نتذكّر أنه هذه الكارثة والمجاعة من صنع الإنسان بالكامل، ولم يكن سببها تسونامي أو مرض أصاب المحاصيل أو زلزال. كان هذا قراراً اتخذه الرجال بتدمير المحاصيل وإغلاق الحدود وتجويع النساء والأطفال كسلاح حرب. إنه أمرٌ غير معقول ويُشكِّل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي. إنه انتهاكٌ لكل قوانين الأديان، وأكثر شيء صادم رأيته في حياتي. من المُؤكّد أنّ قوات الدعم السريع تستحق الجزء الأكبر من اللوم في خلق المجاعة، على الرغم من أن القوات المسلحة هي التي تؤدي إلى تفاقمها في الوقت الحالي. وكان سبب ذلك تدمير المحاصيل في بلد معروف بأنه منتجٌ هائلٌ للغذاء، وإحراق مخازن ومستودعات، والهجمات على العاملين في المجال الإنساني، مما جعلها واحدةً من أكثر الأماكن وحشيةً في العالم”.
وأضاف: “هناك أمر ملهمة، أن نرى الممرضات والأطباء وغيرهم ممن يحاولون إنقاذ الأرواح. في الفاشر أرى كل منهم، وأعتقد أنه كان هناك 75000 امرأة حامل بالداخل، لم يقتصر الأمر على عدم حصولهن على رعاية ما قبل الولادة، بل لم يكن لديهن التغذية الأساسية. واضطر معظمهم إلى الفرار في ظل ظروف مروعة وما زال بعضهم هناك. وهذا شيءٌ أعتقد أنه أكد عدم شرعية قوات الدعم السريع في نظر الشعب السوداني، وظل بمعنى أن هذه مجموعة سواء كانت تقوم باغتصاب وتعذيب المواطنين أو المساعدة في خلق هذه المجاعة، ولكننا نتوقع المزيد من المؤسسة العسكرية الراسخة فيما يتعلق باحترام القانون الإنساني الدولي.
ولسوء الحظ أيضاً هناك معاناةٌ في الخرطوم وجنوب كردفان والنيل الأزرق ومناطق أخرى”.
وكشف بيرييلو أن هناك قلقاً من قبل الجيش لإمكانية تسلل الأسلحة عبر قوافل الإغاثة الإنسانيّة، وأكد أنها لا تصل عبر شاحنات الأمم المتحدة التي تحمل فقط الغذاء والدواء.
مضيفاً: “ما يحدث طريقة لاستعراض العضلات لا تؤثر حرفياً إلّا على الغذاء والدواء وشاحنات الأمم المتحدة، لأنها لا تسيطر فعلياً على تلك الحدود؛ حدودها طولها 1800 كيلومتر. إنها الحدود التي مشيت عبرها عدة مرات عندما كنت أقوم بتوثيق الانتهاكات في أزمة دارفور منذ سنوات عديدة. ولذا يمكننا الفصل بين شيئين، حقيقة أن هناك مخاوف مشروعة للغاية بشأن الأسلحة القادمة إلى دارفور وأجزاء أخرى من السودان، ولا يُمكن حل هذه المشكلة من خلال نهج يعاقب فقط النساء والأطفال الأضعف والأكثر هشاشةً في السودان، وأعتقد أن ذلك لا يُشكِّل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي فحسب، بل إنه انتهاكٌ لاتفاقيات جدة السابقة.
ومضى في القول: “لذلك بالنسبة لأولئك الذين يقولون إننا بحاجة إلى ضمان الامتثال لاتفاقيات جدة، أي الطرفين والالتزامات التي تم التعهد بها والتي لم يتم الوفاء بها الآن؛ حتى بما يتعلّق بإخفاقات المجتمع الدولي، فإن تلك القائمة طويلة جداً”. إلا أن بيرييلو يعتقد أن المجتمع الدولي بدأ يولي الأزمة السودانية المزيد من الاهتمام في الأشهر القليلة الماضية.
وزاد: “أعتقد أن هذا يرجع في المقام الأول إلى شجاعة الشعب السوداني الذي يواصل التحدُّث بصوت عالٍ، على الرغم من أنه يشعر في كثير من الأحيان وكأنه يصرخ في مهب الريح ولا يسمعه أحدٌ. أعلم أنني حصلت على هذه الوظيفة بسبب الشعب السوداني الذي تحدث، وقد سمع ذلك كثيراً الجمهوريون والديمقراطيون في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، الذين طالبوا بهذا الموقف الذي حظي أيضاً بدعم كبير من البيت الأبيض والوزير بلينكن. ولبذل المزيد من الجهد في هذه الحالة، أعتقد أن الولايات المتحدة كانت رائدةً، ولكننا بحاجة إلى المزيد من الأشخاص في الميدان، الذين هم على استعدادٍ ليس فقط لإصدار بيان صحفي، ولكن أيضاً وضع بعض القوى السياسية في اللعبة، لتوصيل الغذاء عبر الحدود إلى إشراك الأطراف في المحادثات والتوصل إلى اتفاق سلام. ولذلك أعتقد أن هناك أجزاءً من المجتمع الدولي تقوم بعمل عظيم.. ومن المؤكد أن المصريين هنا كانوا شركاء عميقين للغاية في الدفع نحو عملية السلام والعملية السياسية.
(10) الدور المرجو من الاتحاد الأفريقي
يعتقد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، أنّ شراكة الولايات المتحدة مع السعودية وغيرهما، يجب أن تتنزّل كذلك على الاتحاد الأفريقي.
وقال: “نرى تعاوناً من القيادة من الاتحاد الأفريقي، واللجنة رفيعة المستوى، لكننا نأمل الكثير قريباً من اللجنة المكونة من خمسة رؤساء دول، فهناك الكثير مما نحتاجه منهم. لكنني أعتقد أنّ ما رأيناه منذ طرحنا المبادرة المعلنة قبل أسبوع، بالنسبة لجولة جنيف وحتى في محادثات جدة، هو أنه كان هناك كمٌ هائلٌ من الشعب السوداني، يقولون إننا لم نفعل شيئاً. لكن نحن نفعل كل ما يمكن فعله لإيقاف الحرب، هناك تقارير، وأعتقد أنها لا تهم الولايات المتحدة فحسب، بل تهم الشعب السوداني الذي يدرك جيداً أنه بشكل عام، عندما تكون الدولة متورطة، خاصة في ظل مواقف مثل هذه، فإنّ البلاد نفسها عادةً تكون الضحية. لكن أعتقد أن أهم شيء هنا هو ما يريده الشعب السوداني. وأعتقد أن الشعب السوداني يريد أن يكون لبلاده مستقبلٌ، وأن يُحدِّده الشعب السوداني وليس الجهات الخارجية. وهم يريدون قادة يتفاوضون بالنيابة عنهم بقوة، ولا يحاولون رهن مستقبلهم مُقابل نوع من العائد السريع”.
وأضاف: “كنا متحمسين للغاية لرؤية مبادرة الرئيس موسيفيني لجمع بعض رؤساء الدول من مختلف مناطق أفريقيا. سوف نذعن لهم فيما يتعلق بموقفهم، أي دولة أو مؤسسة متعددة الأطراف ترغب في إظهار أنّ السودان يمثل أولوية، وأنّ السلام ضرورة هو أمرٌ إيجابيٌّ. لقد تواصلنا بالتأكيد قبل أن نعلن عن جولة جنيف للتنسيق معهم والرؤية، إذا أرادوا قيادة هذه الجولة وكانوا يريدون منا المضي قُدُماً في المحادثات التي أجريناها ولكنهم يعتبرون ذلك بمثابة جهد مشترك ولذلك سنواصل مُحاولة التنسيق معهم، ولكننا نعتقد أنّ المزيد من العمل من قيادة الاتحاد الأفريقي أمرٌ جيدٌ، لقد لعبوا بالتأكيد دورًا قياديًا من خلال اللجنة رفيعة المستوى وجهود الدكتور شامباس، وأعتقد أن هناك الكثير من الأمل بشأن هذه العملية، وأفهم أنه قد يكون لديهم دورٌ آخر خلال الجولة التحضيرية قريبًا، لذا فهي مؤسسة مهمة للغاية ولديها دورٌ قوي لتلعبه، لكن الأمر يتعلق حقًا بما إذا كانت هناك إرادة سياسية”.
(11) الاسترقاق الجنسي
تقول الولايات المتحدة دوما إنها تسعى لوقف إطلاق النار، لكن في هذه الأثناء تعاني نساء وفتيات السودان من الجرائم الجنسية الوحشية من قبل قوات الدعم السريع. فكيف يمكن للولايات المتحدة أن تتعاون لوقف هذه الجرائم؟
يجيب بيرييلو: منذ بداية الحرب كان الوضع مُروّعاً بالنسبة للجميع في السودان، ولكن ليس هناك شكٌ في أن النساء، وخاصة الفتيات، يدفعن أغلى ثمن من حيث الاغتصاب والتعذيب وأعمال الاسترقاق الجنسي، بالإضافة إلى المجاعة. ومن الصعب أن نتخيّل جريمة أسوأ من رؤية الأم لطفلها يتضور جوعاً وانها لا تستطيع إعالته، الظروف التي يتعيّن على المرأة السودانية أن تواجهها هي الظروف التي نأمل وندعو جميعاً ألّا يواجهها أحدٌ على الإطلاق. لقد دعمنا بالتأكيد جهود المساءلة، بما في ذلك فرض عقوبات على كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة بسبب الانتهاكات، بما في ذلك الانتهاكات ضد المرأة. لقد دعمنا جهود المجتمع المدني. ونعتقد بالتأكيد أن الحل الأكثر شمولاً سيكون إنهاء الحرب نفسها.
حديثٌ للجنرالات
كشف بيرييلو أنهم أوضحوا للجنرالات من كلا الجانبين أنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء الفظائع المُرتكبة ضد النساء والأطفال، وأن الحاجـة للمُساءلة باتت مُلحّة، وأن ذلك يشمل مسؤولية القيادة. وأضاف: “في هذه السياقات، ليس من الضروري أن تكون قد أمرت جنديًا برتبة أقل لاغتصاب شخص ما للحصول على المساءلة القانونية، إذا كان هذا يحدث تحت مراقبتك، وكانوا يستجيبون لك في هيكل القيادة، فأنت تتحمّـل المسؤولية القيادية عن تلك الإجراءات. ونحن نتوقّع من كلا جانبي هذا القتال أن يفهم القادة والقيادة هذا الأمر، وعليهم التزامٌ أخلاقيٌّ وقانونيٌّ بتهيئة الظروف التي لا يحدث فيها ذلك”.
(12) العودة إلى الديار
“تلقى الشعب السوداني، الكثير من الصّدمات، لكن دائماً ما ترى ذلك الضوء يضيئ وجوه الناس عندما يبدأون في الحديث عن عام 2019، عندما يبدأون في الحديث عن حلم الديمقراطية الشاملة بالسودان. الشعب السوداني يريد سوداناً ديمقراطياً” يقول بيرييلو.
وأضاف إنّ معظم السودانيين يريدون أن تتعامل دولتهم مع العالم والمنطقة بسلام، وأن تتطور برخاء شامل.
لكنه قال: “ومن نواحٍ عديدة، السودان الذي لم يُسمح له بالوجود من قبل، حتى أسئلة الهوية السودانية وما شابه ذلك. هناك أسئلة حول المركز والهامش وكل هذه الأسئلة ستكون بمثابة محادثات ديناميكية في السنوات القادمة. لكنني أعتقد أن الناس، وحتى معظمهم الذين تتحدّث إليهم في مخيمات اللاجئين والذين تعرضوا للتطهير العرقي في دارفور، لا يزال معظمهم يرغبون في العودة. في الغالب الناس لديهم حبٌ عميقٌ للسودان، ويريدون العودة والمساعدة في بناء هذا المستقبل”.
(13) انهيار السودان.. أفريقيا والخليج سيدفعان الثمن!!!
المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، أظهر تفاؤله بأن محادثات سويسرا يمكن أن يُكتب لها النجاح، موضحاً أنّ أحد الأسباب هو المنطقة ككل لديها مصالح في السودان.
وقال: “لدينا مصالح في السودان، ليس هناك شكٌ في ذلك، جوانب مختلفة، مصالح مختلفة، لكن الأمور سيئة للغاية الآن، وهي على وشك أن تصبح أسوأ بكثير إذا لم نُوقف هذه الحرب، وهو الشيء الوحيد الذي ستتقاسمه المنطقة بأكملها؛ هو أن الجميع سوف يخسر. الكل سيخسر مادياً ومعنوياً ومن حيث الأمن كذلك. وإذا استمرت هذه الحرب في مسارها، فلن توجد دولة واحدة مجاورة لها في الخليج أو أفريقيا لن تدفع ثمناً باهظاً”.
مضيفاً: “من الواضح الآن أن التكلفة الأكبر ستكون على عاتق الشعب السوداني، وعلى الدولة السودانية، لكن هذه حالة كلاسيكية لما نسميه مشكلة العمل الجماعي، الجميع يخسر من الوضع في الوقت الراهن، يمكن لأي شخص أن يستفيد قليلاً من الاستقرار، لكن هذا يعني أنّ على الناس أن يتخلّصوا من مواقفهم المتطرفة، وإذا أراد الناس أن يعاملوا السودان مثل البيدق في الوقت الحالي كما يفعل البعض، فإنّ ذلك سيدمر البلاد في المنطقة. وإذا أراد الناس بدلاً من ذلك أن يروا ذلك كفرصة لإظهار ما يعنيه أن تجتمع المنطقة معاً لمساعدة بلد وشعب، فأعتقد أنه يُمكننا التوصل إلى اتفاق السلام هذا، والأهم من ذلك، يُمكننا البدء في إعادة البناء”.
وطالب بيرييلو، الدول بالاستفادة من قدراتها لإنهاء الحرب في السودان، مذكراً على أنه من المهم لن تكون هناك همة للقدرة التي تجمع بها الناس لإنهاء العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ومراقبة ذلك.
وقال: “يجب أن يكون قرار إنهاء الحرب سودانياً، فهم الذي يحددون مستقبل السودان. لا ينبغي أن نكون نحنُ. لا ينبغي أن يكون السعوديون. لا ينبغي أن يكونوا الإماراتيون أو المصريون”.
مبيناً ان في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم دولاً لديها بعض القدرات للمساعدة في جمع الأطراف المتحاربة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشدداً على أن يتم ذلك كشركاء لشعب السودان، مع ضمان مُعالجة تلك الأسئلة الكبيرة حول المستقبل من خلال دعوة أنتوني بلينكن إلى محادثات جنيف.
(14) بيرييلو: ارتباطاتنا مع القوات المسلحة السودانية كانت بنّـاءة
بيرييلو كشف أنّ المحادثات حول ضرورة مباحثات جنيف بدأت اليوم مع الأطراف المعنية، على أمل أن يتمكّنوا من جمعهم في جنيف. وقال: “وليس مجرد الحصول على نعم؛ للحصول على تذاكر السفر إلى جنيف، فهذا هو الجزء السهل. أما الجزء الصعب هو: هل لدينا طريقٌ لوقف العنف على المستوى الوطني..؟”.
ومضى في القول: “إذا كان همّهم الأكبر هو إمكانية تنفيذ الاتفاقيات السابقة، فهذه محادثة رائعة، لأننا نريدهم أن يأتوا إلى جنيف حتى نتمكّن ليس من فعل ذلك فحسب، بل أكثر من ذلك بكثير. ومن ناحية أخرى، إذا لم نشهد التزاماً جدياً بعملية السلام، فعندئذٍ – سنتخذ نهجاً مختلفاً. ولكن في الوقت الحالي، أعتقد أن ارتباطاتنا مع القوات المسلحة السودانية كانت بنّـاءة، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الخُطط الرسمية هنا قريباً جداً.. من الواضح أنّ الشعب السوداني يأمل أن يشارك الفريق أول البرهان وفريق القوات المسلحة السودانية في المُحادثات، وكذلك حميدتي وقوات الدعم السريع.. لقد تلقّينا الرد مُباشرةً من أولئك الموجودين على الإنترنت، ومن المدنيين السودانيين وكانت الاستجابة ساحقة (نعم للسلام). من المؤكد أن الناس لديهم الكثير من الغضب بشأن الفظائع وأشياء أخرى، ولكن عندما يتعلّق الأمر بمسألة الذهاب إلى مُحادثات السلام، أعتقد أنّ الرأي السائد للشعب السوداني والدول في جميع أنحاء العالم هو أنّ هذا هو الوقت المناسب للتفاوض والتفاوض من أجل وقف إطلاق النار”.
(15) أمريكا وحقبة ما بعد الحرب السُودانيّة
بيرييلو تعهّد أنّ بلاده ستدعم السودان في حقبة ما بعد الحرب. مؤكداً أنّ لديهم التزاماً طويل الأمد تجاه الشعب السوداني. وقال: “العديد من الآخرين في المنطقة سيفعلون ذلك. أعتقد أنّ الأسئلة المتعلقة بالشكل الذي سيبدو عليه هيكل الحكم المدني، هو أمرٌ متروكٌ للشعب السوداني، لقد كان الشعب السوداني واضحاً للغاية منذ سنوات عديدة بشأن رغبته في تحقيق مستقبل ديمقراطي شامل، ونحن ندعم تلك التطلُّعات. وكما تعلمون، بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به، سواء كان ذلك المساعدة على ضمان وجود جيش متكامل ومهني وخاضع للمساءلة، وقضايا إعادة بناء بعض البنية التحتية والزراعية، حيث كانت الولايات المتحدة شريكاً قوياً. لذلك نحن متحمسون لإجراء هذه المحادثات في أقرب وقتٍ ممكن، وسأقول أيضاً إنّ قضية السودان في الولايات المتحدة تُحظى بدعم قوي من الحزبين، ولذلك لدينا شعورٌ قوي بكل من الجمهوريين والديمقراطيين الذين استمروا في الاهتمام بالسودان على مَـرّ السنين، بما في ذلك الآن. ولذلك أعتقد أن هذه الشراكة ستكون – وهذا أمرٌ يمكن للشعب السوداني الاعتماد عليه”.
وختم حديثه: “وما هو مؤكد هو أن الولايات المتحدة ستكون هناك بطريقة ما. لكن الأمل هو أننا نفضل، على سبيل المثال، إنفاق تلك الدولارات على التنمية الاقتصادية وتعليم الفتيات بدلاً من إنفاقها على الإغاثة من المجاعة. ولذا نأمل أن نكون متسقين في الشراكة”.