متابعات – المنبر 24
أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرللو، الأحد، عن تفاؤله بمشاركة الجيش في محادثات سويسرا المزمع انطلاقها في الرابع عشر من الشهر الحالي، رغم إعلانه عدم حصولهم على تأكيد منه بعد.
وقال بيرللو «نحن في انتظار ردهم.. نحن متفائلين»،
مشيرًا إلى أن محاولة اغتيال قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان قد تكون تسببت في تأخير ردهم.
وأوضح المسؤول الأمريكي في مقابلة مع برنامج «تنوير» على منصة إكس الذي يقدمه الإعلامي سعد الكابلي، أن بلاده تضع المزيد من الضعوط على الأطراف التي تؤجج الحرب وأنها تلعب دورًا حياديًا في محاولة جمع الطرفين لإنهاء الحرب.
ورأى أنه لا مستقبل لمليشيا العم السريع في السودان،
مشيرًا إلى أنه بمشاركة الجيش أنهيا التحول المدني في البلاد.
وقال عندما نطلب من الجيش السوداني السماح بمرور المساعدات الإنسانية وذلك لأنه يمثل مؤسسة عسكرية معترف بها، ولا نتوقع المثل من الدعم السريع.
ولفت إلى أن لدى الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع تاريخ مختلف،
مشيرًا إلى أن الأخيرة ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية والاضطهاد العرقي في دارفور .
وبشأن موقف بلاده من منبر جدة، وما إذا كان منبر جنيف سيكون بديلًا له، قال
بيرللو إنه يجب تنفيذ إعلان جدة من قبل الطرفين،
مشيرًا إلى أنهما لم ينفذا الاتفاق.
وأردف «بالنسبة للجيش السوداني لم يلتزم بحماية المدنيين والسماح بمرور المساعدات الإنسانية..
أما مليشيا الدعم السريع لم تلتزم بتعهداتها بالخروج من المنازل والمؤسسات المدنية،
مؤكدًا استمرارهم في الضغط لتنفيذ اتفاق جدة».
محادثات سويسرا تختلف عن جدة
وأكد المسؤول الأمريكي أن محادثات سويسرا تختلف عن منبر جدة بما في ذلك وجود وسائل لضمان تنفيذ الاتفاق وذلك بمشاركة دولة الإمارات ومصر والاتحاد الإفريقي ومنظمة إيقاد حتى يكونوا جزءًا من الاتفاق.
وأشار إلى أن حرب السودان بدأت تنتقل إلى دول الجوار وهو الأمر الذي سيساهم في تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع،
مشددًا على أن لمحادثات سويسرا ثلاثة أهداف تتمثل؛ في إنهاء الحرب وتوصيل المساعدات وضمان تنفيذ الاتفاق.
وقال إن الخطوة الأولى هي بداية المنبر بمشاركة اللاعبين الدوليين الذين أوضح أنهم سوف يساعدوا في تنفيذ الاتفاق وأن بلاده أيضًا تضغط في ذات الاتجاه.
بيرللو: مشاركة المدنيين في محادثات سويسرا أمر غير مطروح
وحول مشاركة الأحزاب السياسية والمجموعات المدنية في محادثات سويسرا، قال إن هذا الأمر غير مطروح بسبب فصل المسار السياسي عن المسار العسكري، ومع ذلك لفت إلى وجود وسائل لمشاركة المدنيين.
ونوه إلى تمليكهم المعلومات لضمان أن يكونوا واعين بسير المفاوضات، وكذلك لمعرفة رأيهم حول اتفاق جدة وما هي البنود المطلوب تنفيذها،
مشددًا على أن المشاركة المباشرة في جنيف والانخراط في النقاش بشكل مباشر غير مطروحة حاليًا.
وأكد أن محادثات سويسرا ستبنى على اتفاق جدة باعتباره الأساس لمنبر سويسرا، وقال إنهم قضوا ثلاثة أشهر للتنسيق مع الأطراف في المنطقة والإقليم والطرفين بصورة مباشرة، ومن ثم تم الإعلان عن المنبر.
كما أكد حق السودانيين في العودة إلى مناطقهم،
مشيرًا إلى أن قضية التعويضات مهمة جدًا لأولئك الذين فقدوا ممتلكاتهم وأنه سيتم نقاشها في محادثات سويسرا.
التواصل خلف الأبواب
وأفاد المسؤول الأمريكي أن الجيش السوداني طلب بشكل محدد التواصل المباشر قبل فترة زمنية،
مضيفًا «ونحن بناء على ذلك منحناهم فترة زمنية طويلة.. نحن نحترم النقاش معهم بشكل مباشر.. وفي حالات يتم التواصل خلف الأبواب».
وبشأن إلغاء زيارة بورتسودان، قال «كنا نخطط لأن نبقى في المطار.. هذا هو قرار الحكومة الأمريكية بالنسبة للمسؤولين الذين يزورون السودان.. لكن أنا أسعى لزيارة بورتسودان في الفترة القريبة المقبلة».
وفيما يتعلق بتقديم الدعوة للجيش بدلًا عن الحكومة السودانية، قال إنه عادةً يتم تقديم الدعوات للأطراف المتحاربة،
مشيرًا إلى أن هذه الطريقة التقليدية لإنهاء الحروب حول العالم، على حد قوله.
وأشار إلى أن نقاشهم مع الجيش السوداني سوف يستمر وهو من أولوياتنا بما في ذلك البرهان، موضحًا أنهم يبحثون عن كل الفرص المطروحة.
وبشأن الإرادة السياسية قال إن مليشيا الدعم السريع دائمًا ما تبدو جاهزة لأي محادثات مطروحة،
مشددًا على أن ذلك لا يعكس الإرادة السياسية، وإنما يتم قياسها باتفاق واضح.
وردًا على سؤال حول الدور الإماراتي في الحرب في السودان، قال إن لديهم تحقيقات لمعرفة دور الإمارات، بمافي ذلك الكونغرس، مضيفًا «المهم هو تحويل دور الإمارات السلبي لدور إيجابي».
ومع ذلك، قال إن هناك دول أيضًا تدعم الجيش السوداني وتلعب دور سلبي في الصراع مثل إيران.
السياسات الأمريكية تجاه السودان
من ناحية أخرى، قال إن السياسيات الأمريكية تجاه السودان تتمثل في إنهاء الحرب، وتوصيل المساعدات الإنسانية واستعادة المسار الديمقراطي، وأنهم لا يرغبون في عودة العسكر للسلطة أو نظام البشير.
وقال لا نرى حدوث انتصار عسكري، وإذا حققت الدعم السريع انتصارًا عسكريًا فهو ليس حلًا، مضيفًا أن السودانيين لا يرغبون في أن يكون لها أي دور سياسي في البلاد في المستقبل.
إنسانيًا، رأى المسؤول الأمريكي أن الوضع مرزٍ جدًا طالبًا من المجتمع الدولي لعب دور أكبر في تقديم العون الإنساني، مؤكدًا أنه يجب على الطرفين احترام القانون الإنساني الدولي والسماح بإيصال المساعادت الإنسانية وحماية العاملين.
ورأى أن على الحكومة السودانية أن تفصل بين مشكلة إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود ومنع محاولة إيصال السلاح.
وقال إنها في محاولتها لمنع إدخال السلاح تمنع مرور المساعدات الإنسانية التي قال إنها حق لجميع السودانيين في الـ18 ولاية، داعيًا الطرفين إلى لعب دور إيجابي.