متابعات – المنبر 24
أصدر الحزب الشيوعي وثيقة سياسية جديدة بمناسبة مرور خمس سنوات على اندلاع ثورة ديسمبر 2018 المجيدة وعام على الحرب.
انتقد الشيوعي في الوثيقة من يريدون أن يتعاطى الحزب بذهنية الاستسلام والقبول بواقع الحرب وما صحبها من إرهاب وترويع مقصود للشعب للركون لخيار السلامة والأمن الشخصي مقابل التخلي عن الثورة وأهدافها، بدلاً عن أن يعمل الحزب بذهنية المقاومة ومواجهة ما يجرى من وأد للثورة، ويتوجه نحو إعادة تنظيم ورص صفوف الثوار والقوى الاجتماعية صناع الثورة لإيقاف الحرب واستردادها والرجوع لمشروعها الديمقراطي التحرري والذي يبدأ برفض إطفاء أي غطاء أو مبررات من أي من طرفي القتال لإشعال الحرب وتقديمها للمحاكمة والامتناع عن شرعنة ما تسفر عنها من نتائج سياسية، وحجب شرعية الشعب عن أي حكومة تنتج عنها.
وأكد أن حجب الشرعية هي بداية إسقاطها الحتمي طال الأمد أم قصر، وأن الثورة هي المنتصرة يقيناً.
وقال إن ضعف حكومات الفترة الانتقالية لثورة ديسمبر 2018 م نتج عن كونها حصيلة تآمر على الثورة قبل وأثناء وبعد نجاحها في اسقاط نظام الإنقاذ المدحور وانحراف الحكومات الانتقالية عن مسار الثورة ومواثيقها وبرامجها لاتخاذ مشروع الهبوط الناعم طريقاً.
وأوضح أن التآمر بدأ خطواته العملية بتنفيذ انقلاب 11 أبريل 2019م وتبعه جريمة فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقضاء على قوى الثورة الحية ونشر الرعب للإجهاز على الثورة.
وقال إن قوى الحرية والتغيير بشقيها، وما تبعها من تنظيم “تقدم”، لاستيعاب بقية قوى الهبوط الناعم، ليست لديهم أدنى حساسية ضد التدخل الأجنبي في الشأن السوداني سياسياً كان أو عسكرياً، لطبيعة تكوينهم الطبقي والسياسي بل يسعون سعياً له مادام التدخل سيوفر لهم الوصول لكراسي الحكم وتولي مقاليد السودان أثناء وبعد الفترة الانتقالية، مضيفاً هم في الأصل مزاوجة مصنوعة خارجياً من قبل الثورة بين تراث سياسي موروث أسهم فيما آل إليه الحال في السودان وبين حداثة تابعة مستوردة، وجميعهم محميين بمظلات عسكرية، وأمنية داعمة وحارسة لإقامة دولة محاصصة فيما بينهم وفق معيار توازنات القوى وسطهم، وكلهم ملكية وعسكرية، لهم ارتباطات غير سوية بمشاريع ومحاور وجهات أجنبية لها مطامع في السودان، وتشترك في سعيهم للإجهاز وتصفية الثورة شريطة تحقيق أمانيهم في مد نفوذهم ونهب موارد السودان.
وأكد أن ذلك جعل الفترة الانتقالية للثورة، تتسم بالاهتزاز والتراجع عن مهام الثورة وسيادة الفساد وحب الظهور الفرداني والتكالب على شغل المناصب الدستورية لتوظيفها في تحقيق مصالحهم الخاصة ومصالح حلفائهم الخارجيين، والتبادل على الاتصال بالخارج طلباً للعون والمساعدة على التمكن من إحراز تفوق على الطرف الآخر في خدمة ما هو مشترك.
وأبان أن منحى “تقدم” وحلفائه السعي لإجراء تحول ديمقراطي شكلي، وتنفيذ ما لفظه شعب السودان من خارطة أمبيكي والعودة بالسودان إلى المسار السياسي الذي راكم الأزمة العامة، وطرق ذات سبيل ما قبل الثورة لحل الأزمة العامة في السودان، ومواصلة ديدن قوى الهبوط الناعم في الاستنجاد بالأجنبي ومبادراته الذي يرسمها ويوظفها في خدمة أجندته مستخدماً وسائل شتى لتمريرها وتصبح واقعاً على الأرض.
وقال إن المطلوب والمرسوم هو مستقبل قاتم للسودان من قوى الإمبريالية ووكلاءهم بحيث توفر بلادنا لرأس المال العالمي المهاجر، دولاً كان أم أشخاصاً شرط نمو رأس المال الغازي لوطننا، الموارد الأولية بأيدي رخيصة وغالباً ما تكون الاستثمارات المستجلبة عالية التلويث للبيئة ومحظور عملها في البلدان الأصل لرأس المال، أو نقل أجزاء من الاستثمارات وصناعات عالية التقنية مع الإبقاء على القسم الجوهري من الاستثمار أو الصناعة في الدولة الأصل المصدرة.