أستشهد تحت تعذيب الجنجويد

عثمان شبونة

عثمان شبونة

 

مستبسلاً بمفردهِ أمام عصابات الجنجويد، استشهد المقدام الكريم (عمر عبدالفضيل حمدان) ابن قرية شبونة عبدالفضيل بجنوب الجزيرة (إدارية مدينة الحوش) وكان طيب الذكر قد لحق بإبنه (٢٢ سنة) وهو يخرج ببضعة أبقار من القرية ليعترضه الجنجويد للاستيلاء عليها تحت تهديد السلاح .

— ثمانية من مليشيا المجرم الغازي حميدتي قضوا ليلة الأربعاء الماضية في مدرسة قريتي (شبونة طه) المستباحة لشهور طويلة، وفي صباح الخميس انطلقوا للفساد في الأرض كعادتهم.. ذهب أربعة منهم حتى دار المرحوم فطردهم وضرب إثنان منهم وفروا.. ولأن الرجل الشجاع يدافع عن ماله وعرضه حزَّ ذلك في نفوسهم الدنيئة المظلمة؛ فهُم وقادتهم ومستشاريهم (الهمجيين) يعتبرون حق المواطن (حقهم) أكثر من صاحبه ..!

— اختصاراً للقصة: لحق عمر بإبنه خارج القرية بعد الأحداث السريعة التي دارت داخلها.. فعاجلوه برصاصة في رجله.. تعطل عن الحركة.. انهالوا عليه ضرباً حتى فاضت روحه، ليلحق بكوكبة شهداء الشبونات وما جاورها من قرى جنوب الجزيرة وغرب سنار؛ والتي فقدت العشرات بأيدي المليشيا الآثمة؛ وقد مارست كافة الجرائم بهذه الدائرة الجغرافية: (القتل – الخطف – التعذيب – النهب يومياً – التخريب – الترويع – العنصرية – الفتن) .

رحم الله الشهيد عمر وأسكنه في النعيم؛ فهو ليس فقداً لأسرته وقريته فحسب؛ بل لأهل المنطقة جميعاً.. والرحمة لشهداء السودان عموم)

إنا لله وإنا إليه راجعون

موقع المنبر
Logo