فنون- المنبر24
* لا يخفي كل متابع حصيف للساخة الفنية دهشته العارمة من عدم تعاونه اللحني مع عدد من المطربين، مع أنه يمثل مخزوناً نغمياً لا نهاية له، ومستودع ألحان، وغدة فن لا تنصب، فثراؤه الموسيقي أشبه ببئر عميقة كلما نزلت إلى بطنها محاولاً الوصول إلي القاع، كشفت لك عن أعماق أخرى لا نهاية لها..!!
* عبقريته الموسيقية لا يختلف عليها أثنان، ولكن يا ترى هل ظلمه الإعلام أم أن (ساحر الأنغام) الفنان المختلف حقاً الهادي الجبل ظلم نفس بالإغتراب الخارجي أحياناً، وبالغربة الداخلية أحايين أخرى، فالرجل يعتبر (فلتة) حقيقية، ومن العبقريات الفنية التي يصعب تكرارها بالساحة الغنائية.
* جاء الهادي حامد مختلفاً عن الآخرين، ومختطاً لنفسه طريقاً مغايراً في زمن سمته التشابه، وعنوانه التكرار، وآفته الإستنساخ، فبات صاحب (طريقة) لها أتباع ومريدين، وأسس مدرسة (ادائية) خاصة إلتحق بها عدد ليس بقليل من المطربين..!!
* من الثوابت التي لا جدال عليها، هو الحديث عن علو كعب إمكانياته الصوتية، ولكن في هذه المساحة تحصر (فنون المنبر) الحديث في طاقته اللحنية المهولة، وقدراته النغمية غير المعقولة..!!
* لو لم يقدم للساحة الفنية غير أغنية (المدينة) لكفته..!!
* السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا تتفجر طاقات (الهادي الجبل) اللحنية الهائلة عبر حناجر شابة وأصوات ندية، فإن كان الهادي (المطرب) مُقصراً في حق نفسه، فأن الساحة الفنية مُقصرة في حق الهادي (الملحن) الذي لم تكتشف جماليات أنغامه بعد، ولم نستفد منه بالصورة المثلى، وما أحوجنا إلى ألحانه في ظل ما نرأه من تشابه وما يحاصر الساحة من إجترار وإستسهال وكثير تكرار..!!
* على كل مطرب طموح يود الإختلاف الفني والثراء النغمي البحث عن (الهادي الجبل) صاحب (بفرح بيها، افتقدتك، أقول أنساك، الأميرة، كراسي القلب، يا قهوتا، وما أتعودت أخاف من قبلك) وغيرها من الأغنيات بغية العثور على نغم جديد، فهو ملحن بدرجة إمتياز، وأعماله اللا تقليدية بإمكانها أن تمثل الآن طوق نجاة وقارب إنقاذ..!!