سميرة دنيا .. (بنك) التاريخ لا يحفظ أسم (بلا رصيد) !!

فنون: المنبر24
* تحملك نبرات صوتها الملائكي الى عوالم يستعصي على الواقع استحضارها في رقعة الأرض الممتدة قبل أن تلتهم براحاته نيران الحرب، وتأخذك على متن حنجرتها الندية إلى فضاءات بلا نهاية، تماماً كمن قرر التخلص عن وزنه الزائد، وامتطاء صهوة بساط الريح في رحلة امتاع شرطها الأساسي أنها (ذهاب بلا إياب)..!!
* كلما ترنمت بواحدة من أغنيات الحقيبة، أو رددت إحدى روائع الفنان الراحل المقيم عثمان حسين، كلما كان نصيب لافتة (ينتهي الطرب بانتهاء مراسم الغناء) صفعة ساخنة على خدها (!!!).
* طريقتها في الغناء، تعلن للملأ مدى رهافة حسها، وتؤكد (بياناً بالنغم)، إن (لمشاعرها صوتاً)، بينما تبصم حنجرتها بالعشرة معلنة أن (لصوتها مشاعر)..!!
* أتهمس بالغناء، أم تغني همساً ؟؟.. لا أحد يدري، ولكن الكل يدرك حقيقة أنها تحرك احاسيس الجمادات، وتفتت وجدان الصخور، وتذيب الرواسي الشامخات، تفعل كل ذلك بلا تشنج وإرهاق وكأنها تتجدد بالغناء، وتتفجر شلالات الطرب دون أن يظهر على حبال صوتها، أو على ملامح وجهها الإجهاد والعناء..!!
* تغني بيسر وسهولة، وتخترق الافئدة والاذان والوجدان بذات اليسر وتلك السهولة ..!!
* الحديث عن المطربة سميرة دنيا في بروفايل (فنون المنبر) يعني الوقوف عند الصوت الطروب، الأداء المنغم، مخارج الحروف الصحيحة، النطق السليم، ولكن سميرة التي بايعها الناس جهراً، واختاروها علناً، لتصبح الصوت المعبر عن حسهم، واحاسيسهم، وتفاعلاتهم، وانفعالاتهم، أهملت تماماً زراعة أعمالها الغنائية الخاصة في أرض الواقع، ناسية أن الأغاني الخاصة خير لا بد منه، فبنك التاريخ لا يحفظ أسم مطرب بلا رصيد ..!!
* أجادت تماما في (أغاني السباتة)، وكان ألبومها (الغدارة)، بمثابة شهادة موثقة تؤكد علو كعب موهبتها، وبراعتها الفائقة في أداء أغنيات عثمان حسين شهد بها القاصي والداني، ولكنها لا تزال تتهيب تجربة تقديم المنتوج الفني الخاص وتخشى من ردة الفعل، مع أنه أصبح لها إسم رنان بالساحة، الا أن هذا الاسم تنقصه أدوات التعريف (!!!).
* الإعجاب اللامحدود بسميرة دنيا، ومعرفة إمكانياتها، والانحياز السافر لها يجعل الكل يطالبها مراراً وتكراراً بضرورة تقديم الأغاني الخاصة مرة، وإعادة الطلب مرتين، والطرق على الأبواب عشرات المرات حتى تنفتح المغاليق، فليس هناك ما يدعو للقلق من خوض تجربة تقديم الأعمال الخاصة بكل جرأة وبلا تردد أو وجل، ولكن يا ترى متى ستفعلها سميرة وتنزع أساور الخوف عن معصمها..!!؟

موقع المنبر
Logo