متابعات: المنبر24
رفد الروائي السوداني د. ضياء الدين يوسف المكتبة العربية بروايته الثالثة “غبار الذكريات” حيث شهدت العاصمة الفرنسية باريس، مقر إقامة الكاتب، حفل توقيع الرواية الجديدة وسط أجواء احتفالية استثنائية فاضت أدباً وإبداعاً.
وقَّع على دفتر الحضور الأنيق في احتفالية توقيع الرواية شخصيات دبلوماسية وإعلامية وثقافية عربية من العيار الثقيل. وصدرت روايات د. ضياء الثلاث من دار كل العرب للطباعة والنشر والتوزيع بقيادة مديرها الأستاذ علي المرعبي، الذي ظل راعياً لمنتوج ضياء الروائي والإبداعي من “قدر أعمى” و”عاشقة الصمغ” وحتى “غبار الذكريات”. فكانت كل رواية تبزُّ الأخرى بحُلَّة أجمل.
رواية “غبار الذكريات” هي سلسلة من الأحداث ينثرها الكاتب بأسلوبه الأدبي المشوِّق، يصف شخصيات خيالية أو واقعية، وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة، تعتمد الوصف والحوار والصراع بين الشخصيات، وما ينطوي عليه من تأزم وجدل تغذِّيه الأحداث الصاخبة داخل الرواية.
ينطبق على رواية غبار الذكريات، ما يُعرف في الأوساط الأدبية، برواية السيرة الذاتية. ففيها أحداث واقعية رواها الكاتب بعد تغيير الأسماء والمواقع بشكل دراماتيكي وبمزيج محبب من الصدق والحقيقة والإبداع الذي يستشف من يطالع روايته أنه يهدف لخدمة المجتمع وإصلاحه بترميم القيم الإيجابية.
تدور أحداث رواية “غبار الذكريات” في حقبة الاستعمار الإنجليزي وفترة ما بعد الاستقلال في السودان في قالب اجتماعي إنساني يتمحور حول تسليط الضوء على أشخاص وشخصيات الرواية المختلفة، وما يكتنف النفس البشرية من غموض ونزاعات وتناقضات عبر رحلة الخير والشر، ومن تداعيات ذلك على الأشخاص أنفسهم وعلى المجتمع المحيط والذي أسهم بدوره في تشكيل جزء كبير من هذه الشخصيات، فظهرت الشخصية الديكتاتورية والنرجسية والخانعة والمتمردة والمُلهَمة وأنماط أخرى أسهمت في إكمال صورة الرواية. صوَّرت الرواية أشخاصاً لهم مخاوف وآمال ونقاط ضعف وقوة ولهم هدف أو أكثر في الحياة.
تميزت رواية “غبار الذكريات” بالسرد الروائي المُطعَّم بالصور الشعرية والبيانية، وتعتبر رواية عاطفية أو رومانسية، تصف العلاقات الاجتماعية السائدة بين الرجل والمرأة أو الزوج والزوجة. وأظهرت الرواية معالم ومناطق سودانية نشأ فيها أبطال الرواية وعملوا بها أو زاروها، حيث صوَّرت عادات تلك المناطق ومجريات الحياة التي يعيشها الإنسان أو التي يجد غيره من حوله يعيشها بالمثل، وذلك بسرد مبهِر وتخيلٍ لافت للشخصيات التي أبدع الكاتب في رسمها حتى تراءت للقراء من بين السطور.
تناولت رواية “غبار الذكريات” موضوعات اجتماعية حساسة ظلت على مشارف المسكوت عنه مثل الزواج المختلط بين القبائل، العبودية، وعلاقات قرابة الدم والظلم والفشل، وما يشوبها من مآسٍ. وكُتبت الرواية بجرأة عٌرِف بها الكاتب في كل رواياته، فخرجت “غبار الذكريات” مليئة بالشجن والشفافية والألم حد البكاء، فهي رواية مثيرة للجدل، وجديرة بالاطلاع.