متابعات : المنبر24
كتب الاعلامي والصحفي بقناة الجزيرة القطرية مقالا علي صفحته الخاصة بمنصة فيسبوك تعليقا على فيديو بثته حصريا مجموعة منصات المنبر24 يحكي عن فرحة مواطنة من الحلفايا بعد دخول قوات الجيش الى المنطقة وعودة السيدة الى منزلها حيث عبرت عن شعورها وهي مخنوقة العبرات تحكي عن ماساتهم التي عاشوها في ظل وجود مليشيات الجنجويد على مدى عام ونصف بينهم .. الفيديو من اعداد وتصوير الزميل الصحفي والاعلامي عثمان الجندي حيث حصل الفيديو المنشور على عشرات الالاف من المشاهدات فماذا كتب الاعلامي الزبير نايل :
الحلفايا.. دموع على الأطلال
مواطنة من مدينة الملوك والمكوك اسمها (فائزة إسحاق) تحدثت في تسجيل مصور بوجع مرير جعلها تستل كلماتها من جوف محترق وقلب يعتصره الألم وهي تحكي عن الفترة التي قضتها حبيسة الجدران تحت حراب الخوف وبنادق الموت..
بلغت بنت إسحاق قمة وجعها عندما حدقت مذهولةً بوجهها المخطوف في تفاصيل منزلها الذي أصبح خرائب موحشة..لم تحتمل طمر ذكرياتها تحت الركام فهربت بنظرها إلى فضاء (الحوش) الذي غدت أشجاره وحشائشه هشيما تذروه الرياح فارتد إليها بصرها بكل طيوف الأسى..
فائزة ضغطت على أضراسها بغبن دفين وقالت: (أصبحنا لا نعرف أنفسنا، ضاعت أرواحنا، هربت ذاكرتنا وخرجت الحياة من مسامات أحزاننا.. عشنا أفلام الرعب والأشباح وتجسدت أمامنا في الحلفايا كل صور الخوف والموت ) ..
المشهد الذي نقلته كاميرا الزميل عثمان الجندي لم يكتمل بل انتقل إلى وجه الطفلة (همسة الجميل).. كان همسها ضجيجا.. عينان دامعتان وملامح تحكي رعب التفاصيل…سرقوا براءتها وألعابها وغرسوا في ذاكرتها الغضة مشاهد ستنبت ضغينة ترافقها مدى الحياة..
لم يكن في خيال حلفاية الملوك التي تحمل إرث أمجادها على كتفها أن تعيش يوما ما تلك الأوجاع لأنها ظنت أن تاريخها الناصع في الإسهام الوطني سيشفع لها ويحصنها من غدر الزمان، فقد خرج من رحمها أفذاذ العلماء وعزف على قيثارتها الأدباء وسطرت برهافة حس شاعرها العملاق إدريس جماع شعرا وطنيا صميما وآخر يتدفق رقة وعذوبة ووثقته في ديوان (لحظات باقية) ليبقى إرثا شاهدا لها وعليها :
أنت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنا
هلا رحمت متيما
عصفت به الأشواق وهنّا
وهفت به الذكري فطاف
مع الدجى مغنى فمغنى
هزته منك محاسن
غنى بها لما تغنّى
يا شعلة طافت
خواطرنا حواليها وطفنا
الفيديو منشور على صفحة المنبر24