كتب: خالد عبد العزيز
ويهوى وتعلق قلبه بغمار الناس وتجوهر الحق والجمال ووهب روحه وبذل نفسه لمشروعه الإبداعي، فكان عمر
الطيب (الدوش) الشاعر والمسرحي والمعلم والأستاذ الجامعي.
الدوش ليس شخصية عابرة في أرض تهراقا، بل هو نبض من ضمير الشعب وكوكب توهج بالابداع وخرج بشعره عن المألوف فكان الوطن الحبيبة والحبيبة الوطن.. لكلماته رونق خاص يعزف على وتر الوجدان بالمحبة والأصالة.. كان من بستانه الزاهر.. الود والحزن القديم وبناديها وسحابات الهموم والساقية وهناك أيضاً يا سعاد التي كانت بمثابة ملحمة شعرية سودانية باذخة مزج فيها بين الحب والوطن وأمتعنا بالدهشة..
تمر علينا هذه الأيام في أكتوبر الناس هذا ذكرى رحيل الدوش 1948 – 1998 ذاك الإنسان المرهف المعذب الذي تمرد على السائد والمعتاد متسقا مع ذاته وفعل ما يريد وتعلق قلبه بالسودان وبشعبه فكان شاعراً عظيماً واسع الخيال عذب الألحان ومسرحياً وأديباً ومعلماً ورمزاً سامقاً من رموز الثقافية السودانية لم يأخذ حقه الأدبي في بلاده فهو في مقام “ت س اليوت” عند شعبه ومثل “فيديريكو غارثيا لوركا” فكل منهما كان شاعراً مبدعاً ومسرحياً متفرداً، وكل منهما له بصمته الإبداعية وفي تطوير التفكير الإبداعي والنقد في بلاده… اليوت ولوركا عند شعوبهما تم الاحتفاء بهما دراسة وتوثيقاً وترميزاً، لأنّ الشعر والأدب هما وجدان الأمة ومجدها. ولوركا والدوش كانا يعشقان الريح والقلق والحرية والجمال.
يستحق أن ينال الدوش من امته بقدر ما قدم لها وان توثق وتحفظ مسرحياته واشعاره، وان يكون لها من الدراسة والنقد نصيب.
سحابات الهموم.. يا ليل بكن
بين السكات والقول
وباقات النجوم الجن
يعزن في المطر..
فاتن عزاك.. رجعن
وشوق رؤياك زمان مشدود
على أكتاف خيول.. هجعن
وصوت ذكراك.. مكان يجري
يلاقي السيل…
وسر مدفون بصدر النيل.
ــــــــــ
خالد عبدالعزيز صحفي ومدير مكتب وكالة رويترز بالسودان