تقرير_ محمد جمال قندول
تساؤلات عن موقف ( تقدم) من مزاعم قائد المليشيا ..
الاتحادي الأصل: اتهامات (حميدتي) ضد مصر كيدية وباطلة
(الأمة) حيا أدوار القاهرة فى التعامل مع الأزمة السودانية منذ البداية..
احراج عددً كبيرً من قيادات (قحت) التى تقيم فى الأرض المصرية…
الفحل: اتهامات المتمرد دعاية إعلامية وسيناريو لتخفيف صدمة الهزيمة
ربما لم يكن متوقعًا بالنسبة لقيادة الدولة والقوات المسلحة السودانية ولمصر ، الحصول على مساندةً سياسية بهذا الحجم في مواجهة قائد ميليشيا الدعم السريع بعد اتهاماته للقاهرة ، بمزاعم مشاركة طيرانها في قصف التمرد بجبل موية.
وحظي الجيش بمساندةٍ كبيرة من قوى في مقدمتها الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وحزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل وآخرين أدانوا المتمرد (حميدتي) واستنكروا اتهاماته الباطلة.
القصف السياسي
لو كان قائد الميليشيا يدري بأنّ اتهامات مصر ستجلب له كل هذا السخط والقصف السياسي العنيف، لما تجرأ واتهم القاهرة.
فالسهام التي ارتدت عليه جاءت من مصر نفسها، والتي وصفت قواته ولأول مرةٍ علانيةً بالميليشيا، وهذا تحولٌ كبير في الموقف المصري وسيكون له تداعياته على الأوضاع السياسية والدبلوماسية في السودان، وستكون آثار تصنيف القاهرة للتمرد عبءٌ ثقيل على (دقلو)، وذلك لأنّ القاهرة من الدول الفاعلة والمحورية في إحلال السلام بالسودان بشهادة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي شكرت مصر على لسان وزير خارجيتها بلينكن، خلال زيارة الأخير لأرض الكنانة، حيث اشاد الوزير الأمريكي بأداور وتحركات مصر الإيجابية في إيقاف الحرب بالسودان.
مدفعية ثقيلة
وصوبت القوى السياسية مدفعيةً ثقيلة اتجاه الميليشيا ودافعت عن الدور المصري بالبلاد.
واستهجن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، اتهامات (حميدتي) ضد مصر، واصفًا إياها بالكيدية والباطلة.
وجدد (الأصل) ثقة أهل السودان في مواقف مصر الشقيقة وقيادتها تجاه السودان، لافتًا أنّها الأحرص من غيرها على أمن وسلام واستقرار السودان، لأنّ ذلك من أمنها وسلامها واستقرارها، بجانب أنها أكثر البلدان تأثرًا بالأزمة السودانية.
حزب الأمة برئاسة مبارك الفاضل، أدان اتهامات قائد الميليشيا للجيش المصري رافضًا الإساءة للعلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، كما حيا الحزب أدوار مصر الفاعلة بالأزمة السودانية منذ بدايتها.
دعاية إعلامية
اتهامات (حميدتي) حتمًا ستحرج حلفاءه بمجموعة (تقدم)، الذين يدركون أهمية مصر ودورها بالسلام، لا سيما أيضًا أنّ عددًا كبيرًا من قيادات (قحت) متواجدة بالأرض المصرية، وبالتالي هنالك تساؤلٌ حول موقف (قحت) من اتهامات حليفها العسكري لمصر، وما وماذا ستفعل حيال ذلك؟
ويقول القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل لـ(الكرامة) إنّ مزاعم قائد الميليشيات المتمرد (حميدتي) بتدخل الطيران المصري في الحرب مجرد دعايةٍ إعلامية وسيناريو معد لتخفيف صدمة الهزيمة التي لحقت بالميليشيات في “جبل مويه”، الذي يعتبر مركزًا استراتيجيًا لانتشار الميليشيات في وسط السودان وولايات الشرق، وكذلك فتح خطوط الإمداد مع دولة جنوب السودان ودولة إثيوبيا.
ويضيف الفحل بأنّ قائد التمرد لم يمتلك الشجاعة بالاعتراف بالهزيمة من قبل القوات المسلحة السودانية ووحداتها المختلفة بما فيها سلاح الجو، ووجه الاتهام إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة التي ظلت مواقفها من الحرب تتجه نحو المحافظة على سيادة السودان مؤسساته الشرعية، وقد تابع الجميع المؤتمرات التي استضافتها القاهرة بين الفرقاء السودانيين وآخرها المؤتمر الذي جمع طيفًا واسعًا من القوى السياسية بما فيها بعض قيادات (تقدم) الظهير السياسي للميليشيات.
واعتبر خالد الفحل إقحام القوات المسلحة المصرية في حرب السودان الهدف منه هو استهداف مصر التي ظلت تلتزم بالعمل السياسي والدبلوماسي منذ بداية الحرب، ولو أرادت مصر التدخل عسكريًا لما استمرت الحرب عامًا ونصف العام.
ولفت إلى أنّ اتهام مصر بمشاركة الطيران المصري يؤكد حقيقة أنّ الهدف الاستراتيجي من الحرب في السودان هو استهداف لمصر في ذات الوقت، وهو مخططٌ صهيوني معلوم تلعب فيه الإمارات دور الوكيل بتوفير السلاح والمرتزقة للسيطرة على السودان أولًا، ثم التحرك نحو كل دول القرن الإفريقي.
وهذا التطور، حسب خالد، يتطلب مزيدًا من التنسيق بين السودان ومصر، وتفعيل الاتفاقيات العسكرية والعمل المشترك لمواجهة خطر الميليشيات والمرتزقة، والقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد السلم والأمن الدوليين في ظل صمت المجتمع الدولي.
أدوار مصر
وكانت مصر من أوائل الدول التي طالبت القوات المسلحة والميليشيا بضرورة ضبط النفس والجنوح للسلام وتغليب مصلحة الشعب وتجنب الاستمرار بالحرب.
ولم تتوقف مصر عند محطة المناشدات، بل نظمت قمة دول جوار السودان في يوليو من العام الماضي، وكانت قمةً رفيعة المستوى، حيث شهدها كل زعماء دول الجوار السودان وفي مقدمتهم الإثيوبي آبي أحمد، والجنوبي سلفا كير، والإريتري أسياس أفورقي وآخرين.
وحصنت تلك القمة آنذاك من أي محاولات للتدخل الدولي عندما خرج البيان الختامي الذي لعبت فيه مصر دورًا كبيرًا بضرورة احترام سيادة السودان، والدعوة لسيادة أراضيه، للمحافظة على مؤسساته، وبالتالي لا يمكن اعتبار أنّ مصر تكون طرفًا بالحرب كما ذكر المتمرد (حميدتي)، لأنّها تبنت من وقتها رؤيةً كان محورها المحافظة على مؤسسات الدولة السودانية وسلامة أراضيه بعدم التدخل في شؤونه، والدعوة لحوار (سوداني – سوداني)، ثم أعقبته بمساعي سياسية جادة في أكثر من مرةٍ بجمعها للكتل الديمقراطية المختلفة بمؤتمر بالقاهرة بغرض توحيد الرؤية، إلى جانب إسهامات مصر بفتح معابرها لاستقبال السودانيين، حيث احتضنت أكبر عددٍ من المتضررين بالحرب.