
* تتفكك الأحزاب السياسية في السودان يوماً تلو الآخر .. ينقسم هؤلاء وينشق أولئك .. إنشطارات اميبية طالت أكبر الكيانات وأعرق الأسماء .. ووحده هو الحزب الممتد والمتمدد ليلاً ونهاراً ..!!
* تتصدع جدران النقابات .. تتفتت لبنات الإتحادات، ويبقى هو الوحيد الذي لا تمتد إليه يد الزلزلة او حتى أنامل الإهتزاز ..وفي بلادي ( ما بجدع الطوب إلا زولاً بيتو من قزاز) ..!!
* مع إشراقة كل صباح جديد تزداد عضويته، ويكسب وافدا وينضم له فرداً جديداً حتى بات لذلك (الحزب المرعب) أسطولاً من المؤيدين، وجيشا عرمرما من المنضوين تحت لوائه، ليصبح ما بين طرفة عين وإنتباهتها من أكثر الكيانات في العدد حسبة وفي الحجم إنتشارا، إلا أن الحقيقة المره تقول أنه أعظمها في الخطر ضرراً ووبالاً، وفي (السرطنة) فتكا وإستفحالاً ..!!
* لا أعتقد أن الفضول يكاد يأكل أطرافكم لمعرفة أي الأحزاب أعني وايها أقصد، لأن أمر ذاك الحزب بات معروفاً ولا يحتاج الوصول إلى إسمه لكثير جهد وعناء .. أنه بحق (حزب مخرب) فشلت معه كل أدوات البناء والتشييد وخابت مرامي الترميم والإصلاح .. وإن الخطر الذي يحدثه أولئك أكبر من أن نسكت عليه، ولكن للأسف كل من نعلق آمالنا عليهم للوقوف في وجهه نجدهم انضموا الي صفوفه وأشهروا في وجه منتقديه السلاح .. فمن بربكم يحمي الناس في بلدي من خطر (حزب اعداء النجاح) ..!!
* عدد ليس بقليل من أهل السياسة والإعلام والرياضة والفنون يتمتعون بعضوية (حزب أعداء النجاح)، ويظهر بريق شعارات الحزب في عيونهم، وينطبع (المنفستو) على جباههم كلما لاحت بذرة أو سطع نجم فكرة، أو التف الناس حول مشروع يرونه فيه إشراق الغد و(أمل بكره) ..!!
* ثمة سؤال قد يدور بإذهانكم الآن : ياترى ماهي خطورة (حزب أعداء النجاح) ؟؟ .. والإجابة ببساطة شديدة أن طلقاته تأتيك من كل الإتجهات ومن حيث ﻻ تحتسب، فمن تظنه (درعاً واقياً) تكتشف فجأة أنه أصبح (عدواً مدججاً)، ومن تعطيه ظهرك ليحميه تجده أول من بادر بتسديد طعنة نجلاء في خاصرتك لتتزعزع ثقتك في الجميع وتشعر بأنك وسط غابة ليس فيها قانون ولا أعراف ولا أخلاق ولا ضمان، وكي تضمن الحفاظ على نفسك فليس عليك سوى رفع شعار (اليقظة والحذر) مع ضرورة أن تسقط من أجندتك كل مفردات الثقة ومشتقات الأمان ..!!
* لماذا هم كذلك ؟؟ .. سؤال إجابته عندهم وحدهم، وحتما فإن للأمر إرتباطاً بالتركيبة العصبية والبيئة المحيطة بهم وبعض المسببات التي لا يشخصها سوى العالمين ببواطن النفس البشرية وطبيعتها السيكولوجية ..!!
* ما أجمل أن نتصالح مع نجاحات الآخرين ونسعد لها حتى ولو لم تجمعنا بهم صلة، وكم كان الشاعر المصري الراحل كامل الشناوي كبيراً نبيلاً وهو يقول : ” يفرحني النجاح فرحا لا حدود له .. أفرح بنجاحي في قصيدة او مقال .. أفرح للناجحين في كل مكان، وأذكر أني أنتشيت طربا عندما سمعت نبأ إنطلاق (يوري قاقرين) للفضاء وعودته سالماً الي الأرض .. فرحت لنجاح قاقرين كما لو كان صديقاً شخصياً لي .”.!!
* لو خاض أعضاء حزب أعداء النجاح أية انتخابات تخطر على بالكم، لما سبقهم أحد أو كيان في الفوز، ولتجاوزوا في النسب سقوفات النجاح، وكانت نتيجتهم إكتساح ..!!
* ثمة سؤال يفرض نفسه ويحتاج لبليغ إجابة وفصيح رد : هل ما يفعله حزب أعداء النجاح كما يقول أستاذنا مفيد فوزي عبارة عن تبديد لطاقمة هدامة ترفض التميز وتريد للجميع أن يعيشوا تحت خط (الفشل) أم أنه الحسد ..؟؟
* إن كان تمدد حزب أعداء النجاح دافعه حسد الآخرين فهذا هو الداء الوحيد الذي لا يسأل المرء عن أسبابه ويتمنى فقط لأصحابه الشفاء، فالحسد تنطلق سهامه بلا مبرر وتنتاشك رصاصاته في لا شئ، وصدقت أحلام مستغانمي يوم قالت في روايتها (عابر سرير) :
” الناس تحسدك دائماً على شيء لا يستحق الحسد، لأن متاعهم هو سقط متاعك .. حتى على الغربة يحسدونك ،كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقداً وحقداً ، وأنا رجل يحبّ أن يدفع ليخسر صديقاً .. يعنيني كثيراً أن أختبر الناس وأعرف كم أساوي في بورصة نخاستهم العاطفية “.
نفس أخير
* ولنردد خلف المرهف إسحق الحلنقي :
عندي إحساس انو ريدتك لي قلت
لو صدق احساسي ديا
تبقى أيام عمري ولت ..!!