(الفلنتاين) بين ضرورة الحب وجحيم الحرب

منوعات: المنبر24
* السؤال المحوري الذي يطرحه نفسه في مثل هذا اليوم من كل عام:
لماذا يتسابق الشباب في (الرابع عشر من فبراير) للاحتفال بـ(عيد الحب) طالما أن المشاعر أضحت طاردة .. الأحاسيس مصنوعة .. التضحيات غائبة .. (الأنا) دائمة الحضور والتمدد .. أصبح الإخلاص في العلاقات العاطفية نوعاً من الهبل والغباء، وبات اللعب هنا والخداع هناك ضرباً من الشطارة والفهلوة و(التفتيحة) والذكاء .!!؟
* (هوس الفلنتاين) يجتاح الناس والأفئدة والأماكن، وكل شخص يحاول (استثمار) المناسبة وتعزيز موقفه وتأكيد رجاحة عقله، وحسن فتواه، وبديع تخطيطه، ورومانسية مشاعره ..!
* رجال الدين يتسابقون في كل عام لـ(تحريم الاحتفال) مستندين على (نصرانية) المناسبة وتدشينها على يد (القس فلنتاين)، مع أننا لو أخذنا الأمور بهذه النظرة الضيقة لما استفدنا من الإكتشافات العلمية، ولا درسنا النظرية (النسبية)، فديانة الشخص إن أصبحت دافعنا لتجاوز ما جاء به، لما أضحى هناك فرق ما بين عيد (القس فلنتاين) ونظرية (العّلامة أنشتاين).!!
* أفتى من قبل د. يوسف الكودة بجواز الاحتفال بعيد الحب، بينما حرم الاحتفاء عدد ليس بقليل من أهل الدين وأسماء كانت تضمها هيئة العلماء، والقصة لا تستحق كل هذا الجدل والتباري، فإن حملت مظاهر الاحتفال عند البعض ما يحرمه الدين، فحتماً ستدخل احتفاليتهم في دائرة المحظور، وإن كانت لتجديد المشاعر الإنسانية وتكثيف العواطف بين محبين تجمعهم روابط شرعية، أو أنهم قاب قوسين أو أدنى من الاقتران الرسمي، فإن الاحتفالات متى كان ميقاتها تُعزِز قيماً دعا لها الدين الإسلامي الحنيف طالما أنها لم تخرج عن تعاليمه، وإن لم يكن الاحتفال بـ(عيدالحب) أو غيره، فما حرمه الشرع واضح، ولا يحتاج لكثير بيان وإعادة شرح وتبيان .!!
* من زاوية أخرى فأن كثير من الفنانين لا تهمهم قصص العواطف التي يغنون لها وحكاوي المشاعر التي يترنمون بها، ويسعون في (عيد الحب) كما ظلت تحمل الإعلانات لكسب مساحات جديدة بإقامة حفلات جماهيرية يصعب عليهم إحياؤها في الأوقات العادية، وبعضهم يحدثك عن (عيد الحب) وهو يرى فيه (عداداً استثنائياً) يمنحه إضافة فنية بعيداً عن (معازيم الأعراس) ويعتبره بمثابة (جس نبض) ومحاولة أولى للإجابة على سؤال صعب : هل يمكن لي النجاح كفنان شباك عبر الحفلات الجماهيرية ؟؟.
* محلات بيع (الورود والدباديب) كانت قبل حرب الرابع عشر من أبريل تنتظر الفلنتاين لينتعش سوقها، وتعد الأكثر موضوعية وعملية من غيرها حيث من حقها أن تستفيد من موسم ربيع العواطف، لكن هل الآخرون يملكون جرأة الاعتراف بأنهم ينتظرون المناسبة لتجديد عهد (اللعب بالمشاعر) في الوقت الذي كان ينشغل فيه الناس بنقد الاحتفالات والمظاهر .؟؟
* الشاعر هاشم صديق لديه رؤية حملتها واحدة من قصائده، فقد أنشد ذات (اجترار) بديع :
كان زمان الحب زمان الانتظار
القلب لامن يشوف البت يدق زي نوبة طار
ما في زول فك الحبيب عكس الهوا
أو ركب الزول البريدو التونسية ..
الحب وجود الحب قضية .!!
* الكثيرون يعتقدون أنه لم يعد للحب وجوداً ولا بات الحب قضية، وإنما أصبح العشق (هماً) وبات الحب (أذية)، لذا من الطبيعي أن يرحل الحب عن عالمنا ويبحث عن أناس يعرفون قيمته ويسعون إليه كـ(غاية) لا (وسيلة) لغايات أخرى رخيصة .
* السؤال الأكثر تداولا الآن: نعم، من حق الشباب والصبية السودانيين أن يعيشوا حياتهم ويحتفلوا بأعيادهم، ولكن هل متاح ومباح الإحتفال بعيد الحب في زمن الحرب؟؟.

موقع المنبر
Logo