الزبير نايل يكتب.. مجاهد الطيب… “خريف الدالي والمزموم “

.. ولأنك غرسٌ طيب ومن أصل طيب فكان هذا العمل الطيب ..استجاب الله لدعاء أمك بأن يجعل البركة فيك.. فكنت غيثا نافعا وخيرا متدفقا وسندا للمكلومين من وجع النزوح ..

استجاب الله لتضرع والدك في جوف الليل بأن يُخضر ضراعك ويجعلك ضوءا في عتمة الليالي…فكنت منارة وقبسا من ضياء للنفوس التائهة التي أوجعها الرحيل..

الطبيب الشاب مجاهد الطيب يوسف.. عندما نزح الأهالي من الدالي والمزموم إلى الجبلين بسبب هجمات الجنجويد لم يأوِ إلى شهادتة الرفيعة لتعصمه من قساوة النزوح.. بل حزم أمره وذهب إلى هناك.. قضي شهورا يواصل ليلها بنهارها.. يواسي ..
يضمد ويعالج ..يعلم ويؤم الناس ..يقاسمهم اللقمة ويزرع في نفوسهم الأمل ..

وعندما أراد أن يغادر لظرف خاص ..كان المشهد الذي اهتزت له جنبات نفسه .. غرق في بحر من المشاعر المتلاطمة .. عانقه الجميع صغيرهم وكبيرهم وهم يجهشون بالبكاء ..كل واحد منهم شعر أن مجاهد ابنه وأخوه ووالده..

وهكذا يحصد زراع الخير جميل أعمالهم في الدنيا حبا صادقا من الناس .. ليكون لهم جسرا آمنا لعبور مفازة الحياة وفزع اليوم المهيب ..

مجاهد يوسف.. شكرا لك فقد أحسنت صنعا. .

موقع المنبر
Logo