مصير مجهول ينتظر أطفال السودان…

الخرطوم :المنبر 24

تفاقمت أوضاع أطفال السودان خلال الحرب بصورة غير مسبوقة، إذ تعرضوا لأحداث تنوعت ما بين القتل والاختطاف، وحصد سوء التغذية المزمن أرواح مئات، فضلاً عن عشرات اليافعين الذين أبلغ ذووهم عن فقدانهم مع تصاعد العنف، إضافة إلى عدم الاستقرار باللجوء أو النزوح.

وترصد التقارير انتهاكات كثيرة في حق الأطفال، منها الفواجع الناتجة من الصراع المسلح بفقدان الأهل نتيجة الموت أو الإصابات، أو تعرضهم لأخطار أخرى مثل العنف الجنسي، وكذلك تحولهم إلى أهداف سهلة للتجنيد في الميلي.. شيات والحركات المسلحة.

إلى ذلك قال الأمين العام للمجلس القومي للطفولة في السودان عبدالقادر الأمين أبو إن “هناك 8 آلاف طفل بين قتيل ومفقود ومختطف بسبب الحرب بين الجيش ’الدع.. م الس. ريع‘ فضلاً عن أكثر من 15 مليون لا يزالون خارج أسوار المدارس”.

وأضاف أن ملي.. شيا الدع.. م الس.. ريع‘ مارست أعمالاً وحشية ضد الأطفال في عدد من ولايات البلاد، وجندت أكثر من 8 آلاف طفل للقتال في صفوفها، كما اختطف 2500 طفل، إلى جانب فقدان 2500 آخرين، ولقي 3 آلاف طفل مصرعهم أثناء رحلات النزوح”.

وأوضح أبو أن “هناك 545 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة تم تحويلهم لتلقي العلاج، وأنهم في حالة صحية مستقرة”، لافتاً إلى أن “عدد الأطفال في السودان يصل إلى 24 مليون طفل، أي بنسبة 60 في المئة من السكان”.

ويتابع الأمين العام للمجلس القومي للطفولة “يعمل المجلس مع الوزارات المعنية لتفعيل الحماية الاجتماعية للأطفال والملاذ الآمن، وكذلك توفير قاعدة بيانات تشمل الإحصاءات للمساعدة في تحقيق العدالة وتقديم الخدمات، علاوة على وجود خطة لتأمين الأمن الغذائي للأطفال في المناطق المتضررة من الحرب، ومساعدة اليافعين الذين نزحوا من الخرطوم ومدينة ود مدني”.

ويردف “يشمل العمل أيضاً الأطفال فاقدي الرعاية وذوي الإعاقة، بالتعاون مع شركاء محليين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ’يونيسف‘ ومنظمات أخرى لإخراج الأطفال من المراكز التي تستضيفهم كأسر بديلة، ونقلهم إلى أسر آمنة”.

في المقابل يشكل مئات المفقودين وجهاً آخر لفاجعة السودانيين بخاصة سكان ولاية الجزيرة، إذ ظل عشرات الأطفال الطريق وانفصلوا عن أسرهم أثناء الفرار، بينما يرجح آخرون أنهم ربما يكونوا قيد الاحتجاز لدى ملي.. شيا“الدعم الس.. ريع”.

ويروي عبدالوهاب جعفر، أحد الموجودين في مدينة حلفا، تفاصيل رحلة النزوح من منطقة تمبول، قائلاً “نجحت في الهرب من هجوم قوات ’الدعم السريع‘ رفقة أسرتي وسط الرصاص والفوضى العارمة، لكن ما إن أصبحت بأمان اكتشفت أنني فقدت أثر ابني، ومضى الآن 17 يوماً، ولا نعرف إن كان حياً أم ميتاً”.

موقع المنبر
Logo