الخرطوم :المنبر 24
تعتقد إيمان يوسف، المديرة لمشروع صغير يقدم وجبات إثيوبية في مصر، أن المرأة، بفضل صبرها وقوة تحمّلها، قادرة على الوصول إلى أي هدف، وأشارت إلى أن الحرب قد أبرزت بشكل واضح إبداع نساء السودان. إيمان يوسف، خريجة في مجال تكنولوجيا المعلومات وربة منزل تهوى الطبخ، وأوضحت أن أسرتها دعمتها بقوة، وبحسب حوار نشرته التغيير الإلكترونية فإنها تحلم بإنشاء علامة تجارية عالمية تكون متواجدة في كل مدينة.
متى اكتشفت فكرة إعداد الطعام، وبالأخص اهتمامك بالمطبخ الإثيوبي؟
بدأت في عام 2018، حيث جاءتني الفكرة بعد عودتي إلى السودان بعد 11 سنة من الغربة. كنت قد سئمت من أجواء العمل الروتينية، وفكرت أنه يجب علي بدء شيء خاص بي، لأنني أؤمن بأهمية إنجاز شيء يعكس هويتي. وبما أنني أحب الطبخ، خاصة الأطعمة الإثيوبية، قررت تجربة ذلك. كتبت منشوراً على فيسبوك ووضعت رقمي للتواصل، وكان ذلك يوم الخميس. سبحان الله، كمية الطلبات التي حصلت عليها كانت غير طبيعية، رغم اعتقادي أن المنشور كان تجريبياً. وبنهاية اليوم، لم أستطع تلبية جميع الطلبات. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أعمل يومياً بنفس الأسلوب، والفضل لله، فقد أصبح لدي زبائن ثابتون.
كيف كان تأثير الأسرة على مشروعك، هل كانت مؤازرة أم متحفظة؟
أكرمني ربي بعائلة لا تُضاهى، فقد كانوا دائماً داعمين لي في كل شيء طوال حياتي، وهذا ساهم بشكل كبير في تشكيل شخصيتي. عندما أخبرتهم عن مشروعي، وقفوا بجانبي، حيث ساعدني شقيقي بسيارته يوم الجمعة في التوصيل، ووالدتي كانت تساعدني في المطبخ، بينما كانت أختي تنظم العمل بفضل أفكارها المبدعة وأسلوبها الجذاب مع الزبائن. أما والدي رحمه الله، فقد كان دائماً بجانبي وكان أكثر ما يقوله لي هو: “كيف أساعدك؟”.
هل لدراستك تأثير أو علاقة بشغفك للمطبخ؟
درست تكنولوجيا المعلومات، وفي عام 2007 تزوجت وانتقلت للعيش في مصر. أخذت دورات في تربية الأطفال وتخصصت في منهج منتسوري الأمريكي، وعملت كمعلمة لمدة ثماني سنوات.
هل هناك فرق في طبيعة عملك بين مصر والسودان؟
لا أشعر بفارق كبير لأن معظم عملائي الذين كانوا في السودان انتقلوا إلى مصر. كانت البداية هنا صعبة بسبب تجهيز المواد، واجهت صعوبة في تحضير الكميات. بصراحة، السودان مليء بالموارد وكل شيء متوفر بكميات كبيرة وهناك أماكن لتخزينه، على عكس الوضع هنا حيث الشقق ضيقة والجيران لا يتحملون الروائح.
* برأيك، هل تستطيع المرأة السودانية التنافس مع الرجل في مجال الأعمال؟
بالتأكيد، لكن نجاح كل طرف يختلف عن الآخر. المرأة، بصبرها وقوة تحملها، تستطيع أن تصل إلى أي هدف تسعى إليه. لقد أظهرت الحرب أن هناك عددًا من نساء السودان يمتلكن القدرة على الإبداع وإحداث بدايات جديدة رغم التحديات.
* ما هي أحلامك على الصعيد المهني؟
حلمي كامرأة هو أن أملك علامة تجارية عالمية تتواجد في كل مدينة، وأفكر في دخول مجال الحلويات.
* هل العائد مجز ويغطي التكلفة؟
بصراحة، الدخل يكفي لتغطية التكاليف، والحمد لله على أي مكسب، لكن أكبر فائدة حصلت عليها هي العلاقات التي كونتها وإثبات جودة عملي من خلال ردود الأفعال. الغربة هي طريقة لتحقيق النجاح، وأحد أكبر المحفزات هو النجاح في بلد غريب، حيث أن معظم الناس لا يفضلون العمل الشاق.