عبور ضروري.. ولكن!

كفاح

محمد آدم بركة

هاهى الرؤى تشتكك على مخيلتي من جديد يا صديقي..تزاحم النصائح وتنزوي الكلمات بين السعي وراء الحزن العالق في بين مسام الليزر والعقل والقلب والروح، ينصحو على إيماننا بالتسليم بقضاء الله –ا لله وإنا إليه راجعون-ونغيب مع غيبوبة تفتق الحزن عندما يتجدد بدواخلنا لضرورة العبور الذي أيقنا أنه لا فرار منه.

لحظة بلحظة، ساعة بعد ساعة، لمدة يوم بعد يوم اختيار يفضل (الشِرك) التعرف على قناع الرحيل الذي لا فرار منه، هو العبور الضروري أو صديق ولكن كيف لنا أن نتجاوز فعليًا بات ماثلًا منذ مساء الخميس الموافق التاسع من فبراير الفاجعة التي لم تغادرنا ولكنا المشاركة المعايشة مع وقعها عصي الحزن حين بعد حين.

لا أزال عند رنين هاتفي يخفق القلب لاتصال ممرض من غرفة تقديم المقاومة المقاومة بالمشفى، ولكن عند رؤية الشاشة أفيك على اتصال آخر، قد أجيب أو لا أجيب على المتصل تخوفًا من لسعات نحيب المعزين في فقدك الجلل.. صديقي يا تعلمنا بعد رحيلك معنى (ضرورة) العبور) إلى تلك الديار وعرفنا مقصدك من تلك الجملة التي اختارتها عنوانًا للزاويتك المنتظمة (عبور الضرورة) فهي جملة وتوجهت تفكيرنا في الحياة ورتبت في دواخلنا الكثير وانتشلتنا من الوقوف عند الحزن حين حللنا مقاصدك في اختيارها.. ولا مفر من العبور بالضرورة ولكن تظل القوب تحاول الرجوع لمبكى الحزن الليم.

وأعلم أن هذه السطور لن تقرأها ولكن يقيني أن احساسنا لا يخفى عليك أنت في دار الخلود، لم يبق لنا غير صالح الدعوات التي نتقرب بها إلى العلي القدير أن يسكنك منازله مع الأصدقاء والشهداء وينعم عليك بالرحمة والمغفرة ويرزق آلك ورفاقك الصبر وحسن العزاء.

عند اللقاء سنحكي لك مواقف الأصدقاء وعلماء الحزن ومساعيهم لتخليد ذكراك الذي تلازمهم في كل حين .. عن يوم التعازي بأروقة نقابتنا (نقابة التحرير السودانيين) التي رحلت دون أن يحقق الله الأماني بزيارتها، عن شارع (الجرائد) والحزن الذي خيم عليه برحيلك، تسعى للهرب من لقاء الزملاء والأصدقاء المقربين بيننا لست جميعاً لماذا ولكن في الهروب ملاذ لمداراة الفاجعة وتوقعها دينك، عن صالة التحرير التي فقدت روحك الطيبة وابتسامتك الودودة وحضور الخفيفة على أرواح وقلوب الزملاء.

صِرتُ أهيب بالأماكن والأصدقاء الذين جمعنا بهم سبل الحياة حتى لا نعود إلى النحيب والدموع التي لا تفيد روحك الطاهرة هناك.. لا نزال نمسك بالصبر بالرغم من أنها تفلت منا في كل حين.

يقيني أن جهد الأصدقاء حول (مكتب الراحل عيسى الجديد المجلد) أمر مريح ويتمتع بروحك بالثوابت، كما أن هناك من التطلعات الكثير ما يريحك وأنت هناك في البعيد.. كتابك النثرية والسردية والمشاركة (عبور ضرورية)، كتاب يبقى بيننا ليكون خيرا جليس ويقرأه الناس في أروقة مكتبتك العامة بالمجلد التي بدأت تشرع أبوابها للقراء بعد رحيلك بأيام.. حين اللقاء يا صديقي سنحكي لك الكثير.

على وعد الخير نلتقي

We will be happy to hear your thoughts

Leave a reply

موقع المنبر
Logo