متابعات : فرانس برس
بعد مرور نحو عشرة أشهر على اندلاع النزاع المدمر في السودان، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحا منسوبا لقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يتحدث عن ديون للجيش على الحكومة بقيمة مليار و400 مليون دولار، بما يوحي بأنه يرغب بتحميل الحكومة المدنية تكاليف الحرب التي تخوضها قواته مع قوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي.
لكن هذا التصريح ليس جديدا مثلما توحي المنشورات ولا شأن له بتكاليف الحرب، بل هو يعود لفبراير 2022 أي قبل أكثر من عام على اندلاع النزاع.
ويحمل المنشور صورة لقائد الجيش السوداني ، وشعار قناة الجزيرة، مرفقة بعبارة “البرهان: مديونية الجيش على الحكومة تبلغ مليارا و400 مليون دولار”.
وجاء في التعليقات المرافقة أن هذا التصريح أدلى به البرهان حديثا، بعد مرور نحو عشرة أشهر على النزاع المدمر الذي تخوضه قواته مع قوات الدعم السريع، بقيادة حليفه السابق وخصمه اللدود حالياالمتمرد محمد حمدان دقلو.
ويأتي ظهور هذه المنشورات مع دخول النزاع السوداني شهره العاشر، وسط ظروف مأساوية يعيشها السودانيون.
وقبل نحو أسبوعين، وجهت الأمم المتحدة وشركاؤها نداءً لجمع 4,1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا للمدنيين، بما في ذلك أكثر من 1,6 مليون شخص اضطروا إلى الفرار إلى البلدان المجاورة.
ويحتاج نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، إلى المساعدة، ويعاني ما يقرب من 18 مليونا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للأمم المتحدة.
و أسفرت هذه الحرب التي اندلعت في 15 أبريل بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع عن مقتل آلاف المدنيين، بما في ذلك ما بين 10 و15 ألف شخص في مدينة واحدة في دارفور، وفقا لخبراء الأمم المتحدة. وفر حوالى ثمانية ملايين شخص، نصفهم من الأطفال، من منازلهم.
في هذا السياق، ظهرت هذه المنشورات التي توحي بأن التصريح حديث، وبأن البرهان أراد منه تحميل الحكومة المدنية السابقة برئاسة، عبد الله حمدوك، مليارا و400 مليون دولار كتكاليف لهذه الحرب بينه وبين حليفه السابق.
حقيقة التصريح
لكن هذا التصريح قديم، ويعود لما قبل اندلاع الحرب.
فالتفتيش على كلمات “البرهان/مديونية/الجيش/مليار/400 مليون” على محركات البحث يرشد إلى منشورات على موقع فيسبوك عام 2022، ما ينفي أن يكون التصريح حديثا.
ونشر التصريح يومها على صفحات عدة على موقع فيسبوك، أشارت إلى أن مصدره هو “الجزيرة السودان”.
وبالفعل، يمكن العثور على هذا التصريح على صفحة “الجزيرة – السودان” على موقع فيسبوك، منشورا في 13 فبراير 2022، أي قبل أكثر من عام على اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.