تقرير_ محمد جمال قندول
في إطار تنقلاتٍ بالقوات المسلحة، وإعفاءاتٍ بجهاز المخابرات العامة،
تمت ترقية اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي إلى رتبة الفريق وإحالته للتقاعد، لينهي الجنرال رحلته مع العسكرية وسط مؤشراتٍ قوية بأن يكون للرجل دورٌ سياسي مرتقب على صعيد حزب الأمة القومي.
وكان عبد الرحمن الصادق المهدي، قد خرج في بيانٍ مخاطبًا الأنصار وعضوية حزب الأمة القومي قبل شهرٍ في أول ظهورٍ علنيٍ له منذ اندلاع الحرب، حيث صوب حينها انتقاداتٍ غير مباشرة لخط حزب الأمة القومي الكيان السياسي للأنصار.
صراعٌ وانقسام
وبرز الأمير عبد الرحمن كأحد المرشحين المحتملين لخلافة والده الراحل الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي، الذي ومنذ رحيله، دخل الحزب العتيق في صراعٍ وانقساماتٍ وصلت ذروتها عقب اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 23، حينما اصطف الحزب في تحالف (تقــــدم) المناصر للميليش.. يا.
وفي خطابه قبل شهرٍ، ذكر عبد الرحمن بأنّ كيان الأنصار يقف مع الدولة ضد التمرد الذي حاول استغلال الكيان، واصفًا قوات الدعم السريع بأنها متمردة، مشيرًا إلى أنّ التمرد ارتكب جرائم القتل والاغتصَ. اب والتشريد والتعدي على مقدرات الشعب السوداني.
وأضاف قائلًا: نؤكد عهدنا لأئمة الأنصار، الصادق، والهادي، والصديق وعبد الرحمن، بأننا سنواصل المسيرة في الدفاع عن الدين والوطن منذ زمن الإمام المهدي.
ويحظى نجل الإمام الراحل ونائب رئيس لجنة الحل بهيئة شؤون الأنصار الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي، بقبولٍ واسعٍ داخل حزب الأمة القومي خاصةً بالولايات. كما أنّ شخصيته المعتدلة جعلته مقبولًا بالوسط السياسي، بعلاقاتٍ واسعة مع القوى والأحزاب الأخرى، بجانب اتساع شعبيته خاصةً إبان موقفه المشرف بحرب الكرامة مقاتلًا ومعاصرًا، حيث أنّه مكث لفترة بأم درمان والمدرعات، فضلًا عن خبرته الكبيرة بالعمل التنفيذي. كما تتسم شخصيته بالهدوء والحكمة، الأمر الذي يزيد من فرص ظهوره بقوةٍ في المشهد خلال الفترة المقبلة.
الإصلاح
ويرى مراقبون، أنّ خطوة إحالة عبد الرحمن للتقاعد تعزز من فرص ظهوره بدورٍ سياسيٍ كبير خلال الفترة المقبلة، حيث تنتظره تحدياتٍ كبيرة أبرزها: قيادته للإصلاح داخل حزب الأمة القومي، الذي كان أحد أبرز الكيانات السياسية التي تضررت خلال الأزمة الحالية، بتواجده ضمن مجموعة (تقـــدم) المناصرة للتمرد، مما خصم رصيدًا واسعًا من الحزب، وباعد الفجوة بين الأمة وجموع السودانيين.
ويعاني حزب الأمة القومي من صراعٍ وصل ذروته بين قياداته بسبب الخط السياسي للحزب الذي أصبح عبئًا ثقيلًا على عضويته وهم يعاصرون كيانهم العريق المختطف من قياداتٍ لها مصالح مشتركة مع الميليشيا المجرمة.
الاستياء وعدم الرضا عن توجه حزب الأمة القومي، عبر عنه صراحةً نائب رئيس الحزب الفريق صديق إسماعيل قبل أيامٍ في تصريحاتٍ لـ(الكرامة)، قائلًا: إنّ برمة ومن معه خارجين عن الإطار الوطني ويجب أن يُساءلوا، مشيرًا إلى أنّ رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة أقدم على خطوة (تقـــدم) الرامية لتشكيل (حكومة منفى) بدون تفويضٍ لا مؤسسي ولا جماهيري، مشددًا على أنها مسألةٌ مرفوضةٌ، وسيُساءل عنها برمة ويحاسب حسابًا عسيرًا اليوم أو غدًا-حسب قوله.