وزير الخارجية علي يوسف أعلن موافقة رئيس مجلس اسيادة عبد الفتاح البرهان على “مبادرة أردوغان”.. بعد لقائه بنائب وزير الخارجية التركي الذي زار بورتسودان أمس لمدة يوم واحد .. وبهذا تبدأ عمليا ترتيبات وصفها وزير الخارجية بأنها (يمكن أن تقود إلى جهود حقيقية لتحقيق السلام في السودان).
حتى قبل يوم واحد من هذه الزيارة كنا نطلق عليها “المساعي التركية” باعتبار أنها لا تحمل تفاصيل أو ترتيبات تكفي لوصفها بـ”المبادرة”.. لكن الآن تغير الوضع وأصبحت “مبادرة” مرتبطة بترتيبات واجراءات وخارطة طريق.
نائب وزير الخارجية التركي حمل معه ثلاثة مقترحات أساسية:
الأول: ما أسماها مطلوبات الثقة، التي تعطي مصداقية للمبادرة.
تصدر بيانات الموافقة على المفاوضات بين السودان والامارات بعبارات مقبولة لا تجنح لاستفزاز أي من الطرفين.. هذه البيانات تعتبر اشهارا رسميا وابتدارا للحوار.
الثاني: اجراءات تعزيز الحوار الايجابي بين السودان والامارات.
لقاء مباشرعلى مستوى القمة بين السودان والامارات تستضيفه أنقرا خلال شهر يناير الحالي. على أن تشمل الترتيبات والاعداد لهذا اللقاء الثلاثي مخرجاته التي تعلن رسميا الدخول في مرحلة جديدة من الارتباط لتعزيز التواصل.. و تشمل الترتيبات اعلان عودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى سابق عهده.
الثالث: ما أسماها مساعي مساعدة السودان على ايقاف الحـ؛رب.
و هي المرحلة العملية التي تطلب فيها الامارات من قيادات الدعم السريع ابداء حسن النية بوقف شامل لاطلاق النار وفك الحصار عن الفاشر.. قبل بداية جولة مفاوضات برعاية مجموعة ALPS تعقد في جدة..وتستخدم الامارات آليات الضغط المناسبة لضمان امتثال الدعم السريع لوقف شامل لاطلاق النار، والانسحاب من بعض المناطق المهمة في وسط الخرطوم تشمل المطار والقصر الرئاسي.
لضخ أكبر قدر ممكن من التفاؤل في “مبادرة اردوغان” الجانب التركي وعد بتقديم مساعدات انسانية وتنموية للسودان بعضها اعلن عنها أمس تشمل تسهيل التعاون الاقتصادي بين السودان وتركيا عن طريق فتح فرع بالسودان لأحد البنوك التركية الرئيسية.. وشحنات من القمح تصل تباعا خلال الأيام المقبلة.. بجانب وعود باعادة تأهيل مطار الخرطوم على وجهة السرعة لاستقبال حركة الطيران العادي بمجرد اعلان وقف اطلاق النار. ومشروعات اقتصادية أخرى تعلن لاحقا.
رغم كل هذه الأجواء الايجابية التي سادت بعد زيارة نائب وزير الخارجية التركي لبورتسودان إلا أن المحك في نجاح “مبادرة اردوغان” لا يزال مرتبطا بحسم الامر داخليا في السودان في ظل صدى خطاب ياسر العطا قبل أيام قلائل والذي حوى عبارات يفهم منها محاولة تعويق هذه المبادرة وافشالها قبل أن تبدأ.