مدخل..
(بكري الجاك: مسألة استهداف المدنيين أصبحت إحدى آليات التكسب السياسي لطرفي الحرب، نرى أيضاً أن القصف بالطيران في مناطق ليس فيها منشآت عسكرية يُقابَل بزعيق وعويل من قوات الدعم الس.. ريع، في المقابل نرى أن انتهاكات الدعم الس.. ريع في شرق الجزيرة يتم التعامل معها كأنما هي كسب سياسي للأسف الشديد)
اعلاه حديث الناطق الرسمي باسم تنسيقيه القوى المدنية الديمقراطية تقدم، وهو حديث اعتقد انه جاء في سياق محاولات تمرير موقفهم الضعيف من جرائم الميليش.. يا ضد ( ملايين ) المواطنين في الجزيرة، ولكي يمررر انزعاجهم من قوة مواقف الأخرين في “قالب مقبول”، لجأ بكري الجاك إلى حيلة المقابلة بين موقف الآخرين من جرائم الميليش.. يا، وموقف الميليش.. يا من الطيران*:
الحقيقة أنهم، في “تقدم”، كانوا فيما يخص الطيران أكثر هجوماً عليه من الميلي.. شيا، ولم تتهمه الميليش.. يا بشيء إلا وتبنوا اتهامها له وروجوه، وزادوا عليه، كما حدث في اتهامهم للطيران بالتسبب في احتلال المنازل، ولم تطالب الميلي.. شيا بحظره إلا وأمنوا على طلبها. ولن يصدق أحد أنهم ينزعجون من هجوم الميليش.. يا عليه، ويتهمونه بأنه هجوم مسيس، ثم إن “زعيق وعويل” الميلي.. شيا كان ولا زال بسبب هجوم الطيران عليها لا بسبب هجومها على مناطق لا تتواجد فيها كما زعم. ثم إنه لو كان على مناطق لا تتواجد فيها لما استحق الهجوم عليه وصف الزعيق والعويل!*
والحقيقة أنهم، فيما يخص جرائم الميليش.. يا في شرق الجزيرة، قد امتنعوا فعلاً عن المشاركة في التغطية الإعلامية الكبيرة لهذه الجرائم، وموقفهم كان هو الأضعف، وانزعاجهم من قوة مواقف الآخرين يتسق مع جملة مواقفهم، خاصةً وأن جعفر حسن كان في وقت ارتكاب الميليش.. يا قد توعد “أصحاب الخطابات السيئة”، و”مؤججي الحرب” برصد أسمائهم بواسطة لجان “تقدم” القانونية!*
إذن لم يبقَ من هذا التحايل سوى اعترافه بثلاث حقائق: أن “تقدم” كانت أقل من الآخرين انفعالاً بجرائم الميليش.. يا في شرق الجزيرة، وأنها كانت منزعجة من كثرة وقوة تفاعل الآخرين الآخرين، وأنها ترى في قوة المواقف ضد الميليش.. يا تكسباً سياسيا!*
ولا أدري ما رأيهم في قوة انفعال ( الملايين ) من المواطنين في شرق الجزيرة، وعامة المواطنين في كل السودان: هل يرى فيه أيضاً تكسباً سياسياً أم لا؟*
وإن كانت إجابته بلا، فهل يستطيع أن يقول إن موقفهم في “تقدم” كان مطابقاً لموقف هؤلاء الملايين في قوته؟ وهل يستطيع أن يثبت أن انفعال خصومه كان أكبر من انفعال هؤلاء الملايين, وأن هذه الزيادة هي المقصودة بحديثه عن التكسب السياسي؟!*