تورط شركة أوربية في تزويد مليـ شيا الدعم السريع بالأسلحة..

الخرطوم :المنبر 24

كشف تحقيق استقصائي بثته قناة (فرانس 24) ، ان شركة إنترناشونال جولدن جروب الإماراتية (International Golden Group) قامت بنقل ذخائر هاون إلى ملـ. يشيا الدعم السريع في السودان، صنعتها شركة دوناريت البلغارية. وأوضح التحقيق ان الشركة الإماراتية معروف على نطاق واسع بأنها تقوم بنقل أسلحة إلى مناطق خاضعة لعقوبات دولية بحظر تصدير الأسلحة.

وعند اتصال فريق تحرير مراقبون (فرانس 24)، لم ينف الرئيس المدير العام لشركة دوناريت بيتار بيتروف بأن قنابل هاون هذه قد تم تصنيعها في معامل شركة، ويوضح في اتصال هاتفي قائلا: “هناك مراقبة شديدة الصرامة على هذا النوع من البضائع في بلغاريا. وفق معلوماتي. كل ما وجد في هذا العقد تم وفق الضوابط القانونية”.
إلا أن بيتار بيتروف لم يستطع أن يصدق في المقابل بأن قنابل شركته تم تصويرها في السودان ولا يقر بأن مقاطع الفيديو التي التقطها مقاتلون في صفوف القوات المشتركة تمثل دليلا على وجودها في البلاد.

ولكن كيف تم العثور على هذه القنابل التي تم تصنيعها في بلغاريا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي في موكب تزويد أسلحة لصالح قوات الدعم السريع؟ إذ أن الاتحاد الأوروبي الذي تعد دولة بلغاريا أحد أعضائه يفرض منذ عام 1994 حظرا شاملا على تصدير الأسلحة إلى السودان. ووفق النسخة الحالية من قرار الحظر كتب ما يلي: “بيع وتزويد ونقل أو تصدير الأسلحة والمواد الملحقة، بما يشمل الأسلحة والذخائر… إلى السودان من قبل مواطنين في الدول الأعضاء في التكتل أو انطلاقا من أحد الدول الأعضاء”؟

نيكولاس مارش هو باحث متخصص في تصدير الأسلحة في معهد البحوث حول السلام ومقره أوسلو، يعلق قائلا: “حظر تصدير الأسلحة من الاتحاد الأوروبي إلى السودان ينطبق بشكل واضح على هذا النوع من الذخائر. إنها سياسة أوروبية شديدة الوضوح. وبالتأكيد توجد استثناءات، إلا أنني لا أرى كيف يمكن أن تتم عملية نقل أسلحة من هذا النوع إلى السودان من دون أن يتم التفطن إليها. إنه من دون شك انتهاك للسياسة الأوروبية في هذا المجال”.

أما السلطات في بلغاريا فتؤكد بأن هذه الأسلحة لم يتم إرسالها بطريقة مباشرة من بلغاريا إلى السودان. وفي ردها على استفسارات فريق تحرير مراقبون عبر البريد الإلكتروني، فإن اللجنة الوزارية المشتركة حول مراقبة الصادرات، وهي الهيئة المكلفة في بلغاريا بإصدار تراخيص تصدير الأسلحة تؤكد بأن عملية البيع تمت “من خلال ترخيص تم مراقبته بصرامة إلى سلطة حكومية لا توجد ضدها أي عقوبات بحظر تصدير الأسلحة” وتؤكد الهيئة “بشكل قاطع بأن السلطة البلغارية المختصة لم تمنح أي ترخيص للتصدير في اتجاه السودان” لهذا النوع من الذخائر.

أظهرت مقاطع فيديو التقطت في 21 نوفمبر 2024 مقاتلين متحالفين مع الجيش السوداني بصدد مصادرة صناديق من قذائف هاون ذات منشأ أوروبي موجهة وفق تأكيدهم لقوات الدعم السريع، المليشيات السودانية شبه العسكرية التي تواجه الجيش في حرب مستمرة انطلقت في 15 أبريل 2023، ونقلت إلى السودان على الرغم من الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على إرسال أسلحة إلى هذا البلد الذي مزقته الحرب الأهلية. هذا هو الجزء الأول من تحقيق يضم خمسة أجزاء، يغوص في تفاصيل الرحلة المعقدة التي سلكتها هذه الأسلحة من الأراضي الأوروبية وصولا إلى ساحات المعارك في السودان.
بفضل المعلومات التي توجد في مقاطع الفيديو التي التقطها مقاتلون من قوات الحماية المشتركة في يوم 21 نوفمبر 2021، تمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من بدء تحقيق سمح بالتأكد من أن قذائف هاون التي نراها في الصور قد صنعت في بلغاريا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي من قبل شركة “دوناريت

موقع المنبر
Logo