
كتب- عمار عوض
عاد كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية مسعد بولص إلى القاهرة امس الأحد وقالت الخارجية انه “ناقش مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي يوم الاحد الماضي آخر التطورات في ليبيا والسودان والصراع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.”.
دون اضافة عن هذه العودة السريعة للرجل اللذي كان زار مصر قبل أسبوعين (18 مايو ) أي قبيل زيارة ترامب لدول للخليج والتقى بولص يومها بالوزير بدر عبد العاطي كما التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيييي وبحسب بيان الرئاسة المصرية وقتها ان اللقاء الذي خصص لازمة غزة تناول الأوضاع في ليبيا باستفاضة كاملة في أطار جهود مصر لتهدئة الأوضاع وتشكيل حكومة موحدة في ليبيا إلا انه ايضاً بحسب البيان ( تناول الاجتماع أيضا الأوضاع في لبنان والسودان واليمن. عند مناقشة هذه القضايا، اتفق المشاركون من حيث المبدأ على الحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار، ودعم السيادة، وحماية موارد البلدان الثلاثة).
كما قالت مصر بعد اللقاء الذي جمع كبير مستشاري الرئيس ترامب مسعد بولص مع مدير المخابرات المصرية (كما ناقش رشاد وبولوس التطورات في السودان والمسارات المحتملة نحو حل من شأنه أن يحقق الاستقرار والسلام.)
وتشير متابعات (الأكيدة) بحسب مصادر غربيةً مطلعة في لندن هذا الأسبوع ( مصر تقوم بادوار كبيرة في السودان بما يمكن ان يساعد على إنهاء الأزمة ويجد ذلك تقدير كبير لأنها الوحيدة التي لديها خطوط فعالة مع الحكومة والجيش في السودان ، والجميع يعول على اتصالاتها وبات مقتنعا منذ المؤتمر الاخير هنا في لندن برؤيتها بضرورة الحفاظ على سيادة السودان واستمرار فاعلية مؤسساته بجانب جهودها لتهيئة حوار سياسي شامل ) .
وكان واضحا من خطاب قائد مليـ. شيا الدعم السريع تجديد هجومه على جمهورية مصر ان الرجل غير راضي عن الجهود التي قامت بها مصر لتثبيت المؤسسات والسيادة على أراضي السودان والتي عبرت عنها مؤخرا بريطانيا العظمى عبر زيارة مبعوثي الخارجية إلى مدينة بورسودان شهر أبريل الماضي عقب مؤتمر لندن وإشارتهم للخلاف السعودي / المصري / القطري مع دولة الإمارات في البيان الختامي وتأكيد الوفد البريطاني رفيع المستوى في كلمته في مجلس السيادة وتاكيدهم على احترام السيادة السودانية واهمية المحافظة على مؤسساته.
وكان قد تلت هذه الزيارة عمليات قصف متواصل بالمسيرات على ميناء بورسودان ومدن مختلفة ومرافق حيوية على طول السودان الأمر الذي عرض امن البحر الأحمر إلى خطر كبير شمل ذلك اتهامات سودانية لدولة الإمارات بانها تقف خلف هذه الهجمات ولكن ما كان لافتا في خطاب محمد حمدان الذي القاه امس انه (تنصل من هذه الهجمات) وسط دهشة جميع المراقبين للشأن السوداني عندما قال في إطار ادعاءته عن طيران ودعم مصري قال انه مرصود من قبله لكنه انكر الهجوم على بورسودان بقوله عن طائرات ( لا اعرف ما الذي اصابهم في بورسودان هل هو شواظ من نار ام مصيبة ارسلها الله .. لا اعرف)!!.
وفيما يبدو ان الرجل او من يقفون خلفه باتوا مقتنعين بالخطأ الجسيم الذي وقع باستهداف الميناء والمطار والحياة المدنية الأمر الذي ربما رجح الرؤية المصرية والأفريقية بفتح الطريق لخارطة الطريق التي قدمها الفريق اول عبد الفتاح البرهان والالتزامات التي قطعها عبر مبعوثيه الشخصيين ، والتي يرجح وسط المراقبين أنها فتحت الطريق لتعيين رئيس الوزراء الجديد كامل إدريس ، وهو ما يفسر بشكل واضح تجديد الهجوم العنيف من قائد قوات / مليشيا الدعم السريع على مصر وارتريا التان تدعمان القيادة السودانية الحالية ، ولديهم موقف من القيادة الاثيوبية التي اتى خطاب محمد حمدان بعد زيارة مبعوث ابي احمد لبورسودان وهما جميعا لا تحبهم القاهرة او اسمرا وتلك قصة اخرى!!! ، لكن الثابت ان مصر هي الظهير السياسي والدبلوماسي الأول للسودان، لذا يفهم عودة حمدان او تسجيله الصوتي للتهديد بنقل الحرب إلى الولاية الشمالية في السودان يمكن اعتباره في إطار تهديداته المباشرة إلى مصر التي من الواضح أنها صارت مرتكزا في سبل و مرجعيات الحل المختلفة، والذي يظهر ايضا في الدعم الكبير لهذه الرؤى في اروقة الاتحاد الأفريقي التي عبر عنها رئيس مفوضيتها الجديد الجيبوتي محمود الذي اعلن صراحة دعمه ودعم الاتحاد الأفريقي لتعيين رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس وذلك في بيان رسمي اصدره من العاصمة الرياض السعودية بوصفه رئيسا لمفوضية الاتحاد الأفريقي راجيا ان يكون تشكيل الحكومة المرتقبة في إطار نقل السلطة لحكومة كفاءات مدنية تقود الحوار السوداني / السوداني .!
ومن غير المعروف للمراقبين الشكل الذي ستخرج به الحكومة بعد العيد وهل سيحافظ المعسكر السياسي الداعم للجيش على توحده ام سيصاب بتصدعات تبعا لتشكيل الحكومة المرتقب وخاصة القوى الموقعة على سلام جوبا التي تعتبر المرتكز الشرعي الوحيد داخل الحكومة وصاحب القوى الأكبر التي تقاتل إلى جانب الجيش في ولايات دارفور وكردفان والشمالية ايضا ، فيما نجد ان محمد حمدان او من يقفون خلف خطابه الأخير عملوا جاهدين على استقطاب خفي للقوى الموقعة على سلام جوبا .
فهل ستنجح مصر في حماية حدودها الجنوبية وجهودها ومرتكزاتها للحل بفتح المجال السياسي بالدعوة إلى مؤتمر القاهرة 2 في الطريق لحوار اكثر شمولا برعاية الاتحاد الأفريقي والإيقاد ؟ ام ستكرر القيادة السودانية ادخال الكرة في شباكها عبر توليفة وزارية تجردها من الداعمين وتعيد اخطاء اصفافاتها الأفريقية وتحير المراقبين مثل داب السودانين القديم الذي وسمه منصور خالد ب ( ادمان الفشل) والى ذلك الحين ننتظر ونرى ونعمل لسودان موحد ( لا فيهو عرق لا فيهو قبلية من عاداتنا الرجعية..عواليق نخليها ) او كما قال المغني ( نحن قدامنا الصباح) بلا شك.