“سي إن إن: “المليشيا” تخيّر سودانيين بين “الموت والجوع” أو القتال بصفوفها

  “سي إن إن: “المليشيا” تخيّر سودانيين بين “الموت والجوع” أو القتال بصفوفها

متابعات – المنبر 24

قال تحقيق لشبكة “سي إن إن” الأميركية، إن مليشيا الدعم السريع السودانية، “أجبرت مواطنين، من بينهم أطفال، في ولاية الجزيرة، على القتال في صفوفها ضد الجيش”، وذلك منذ دخولها الولاية منتصف ديسمبر الماضي.

ونقلت الشبكة عن أكثر من 30 شاهدا، أن الدعم السريع “استخدمت الغذاء كسلاح وحجبت الإمدادات عن الجوعى، في محاولة لإجبار الرجال والفتيان على الانضمام لصفوفها”.

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل عام 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون لمساعدات، وإن حوالي 8 ملايين فروا من منازلهم.

 رمضان “الحرب” في السودان

وسط تصاعد المواجهات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، وفي ظل أوضاع اقتصادية وصفها مختصون بالقاسية، استقبلت قطاعات واسعة من السودانيين، شهر رمضان، إذ توزعت المعاناة بين معسكرات النزوح ومواقع النزاعات، بينما لم تسلم المناطق الآمنة من تأثيرات الوضع الاقتصادي المتدهور.

“جوع وتجنيد قسري”

وأشار تحقيق “سي إن إن”، إلى أن “قوات الدعم السريع جندت قسرا ما يقرب من 700 رجل و65 طفلا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في ولاية الجزيرة وحدها”، موضحا أنه “تم التعرف على العديد من الضحايا بواسطة شهود وناجين وأفراد عائلاتهم”.

وتحققت “سي إن إن” من أسماء الضحايا بواسطة السكان في مناطقهم، وسعت للحصول على تفاصيل عما حدث في كل حالة. ولفتت إلى أن القتال الدائر تسبب في مشكلة في شبكات الاتصالات، وصعوبة الوصول إلى وسائل الإعلام، مما جعل مثل هذه المحاولات صعبة للغاية.

 

وأكدت الشبكة الأميركية تمكنها من التحقق بشكل مستقل من هويات جميع الأشخاص “البالغ عددهم 750 شخصا، الذين اعتقلتهم مجموعات تابعة لقوات الدعم السريع في الجزيرة”.

وحذر مارتن غريفيث، منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مجلس الأمن، الجمعة، في مذكرة اطلعت عليها رويترز من أن ما يقرب من خمسة ملايين شخص قد يعانون من جوع كارثي في بعض مناطق السودان خلال الأشهر المقبلة.

كما نقلت عن شهود أن “ما لا يقل عن 600 شخص، من بينهم 50 صبيا دون سن الثامنة عشر، انضموا لقوات الدعم السريع شرقي ولاية الجزيرة بدافع الجوع في حالات كثيرة”، فيما تم “تجنيد 150 آخرين، من بينهم 15 فتى، بشكل قسري في غرب الولاية”.

وأوضحت “سي إن إن” أن العديد من هؤلاء الرجال “كانوا يعملون كمزارعين أو تجار”.

وحذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن 5 ملايين سوداني قد يواجهون في غضون بضعة أشهر “انعدام أمن غذائي كارثيا” بسبب الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.

وكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في مذكرة إلى مجلس الأمن الدولي، وفق فرانس برس، أنه “من دون مساعدات إنسانية عاجلة ووصول للمنتجات الأساسية” فإن ما يقرب من 5 ملايين سوداني، يعانون بالفعل من حالة طوارئ غذائية، “يمكن أن ينزلقوا إلى انعدام أمن غذائي كارثي في بعض أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة”.

وحذر غريفيث من أن النساء والأطفال والنازحين في السودان “معرضون للخطر بشكل خاص”، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 730 ألف طفل، بمن فيهم 240 ألف طفل في دارفور، من سوء تغذية حاد.

“التخويف والتعذيب”

ونقل تحقيق “سي إن إن” أيضا عن شهود عيان، أن الدعم السريع “استخدمت مجموعة من الأساليب لإجبار الأفراد على الانضمام إلى صفوفها، مثل التخويف والتعذيب والإعدام وحجب المساعدات الغذائية والطبية”.

 وقال شهود عيان وناجون وأسر ضحايا من سكان إحدى قرى ولاية الجزيرة التي سيطرت عليها الدعم السريع مطلع يناير، إنهم “حاولوا تجنيد 20 شابا من القرية، وحينما رفض السكان أقاموا قاعدة في القرية وأطلقوا حملة رعب، حيث نُهبت المنازل وأُضرمت النيران في المحال ومستودعات المواد الغذائية، قبل مغادرة العناصر بأكثر من 30 مركبة مسروقة”.ونقلت الشبكة كذلك عن 13 شاهد عيان من ولاية الجزيرة، أن رفض تنفيذ مطالب الدعم السريع “يتسبب في رد فعل يؤثر على المنازل والغذاء والسلامة”. ولم تذكر” سي إن إن” أسماء القرى والأشخاص خوفا من انتقام قوات الدعم السريع، حسب التقرير.

وحاولت “سي إن إن” التواصل مع مليشيا الدعم السريع للتعليق على التحقيق، لكنها لم تتلق ردا.

 

 

 

 

موقع المنبر
Logo