الخلافات تعصف بتحالف صمود..

الخرطوم؛ المنبر 24

أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان، التيار الثوري الديمقراطي، تجميد مشاركتها رسميًا في الأجهزة التنفيذية العليا للتحالف الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، والذي تأسس مؤخرًا بديلاً عن تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”.

وأكد التيار الثوري في رسالة أن الأزمة الحالية ما هي إلا امتداد للأزمة السياسية التي ضربت “تقدم” سابقًا، مؤكدًا أن ذات النهج والصراعات قد انتقلت إلى الكيان الجديد دون أي تغيير في طبيعة العمل أو آلياته.

واتهمت الرسالة قيادة التحالف بتضييق دائرة اتخاذ القرار، وتحويل “صمود” إلى منصة مغلقة تُدار بعيدًا عن التوافق والشفافية، وهو ما اعتبره التيار خطأً استراتيجياً يُهدد مصداقية التحالف ككل.
الخلافات لم تتوقف عند حدود التنظيم والإدارة، بل تفجرت بشكل واضح حول تمثيل “تجمع المهنيين السودانيين”، الذي يطالب بمنصب نائب رئيس التحالف، وهو الطلب الذي قوبل برفض صريح من العديد من القوى المكونة لـ”صمود”، مما عمّق الانقسام داخل الهيكل القيادي.

الأمين العام للحركة الشعبية – التيار الثوري، الرضي ضوء البيت أدم، أوضح أن قرارهم لا يعني الانسحاب الكلي من التحالف، بل سيكتفون بالمشاركة في هيئة القيادة العليا فقط، مبررًا ذلك بأنه لإتاحة مزيد من الوقت والفرص أمام الحوار السياسي.
وأضاف أن التنظيم سيجمد عضويته في جميع الأجهزة التنفيذية واللجان المتخصصة داخل التحالف، معتبراً أن الاستمرار في المشاركة دون معالجة جوهرية للمشاكل التنظيمية والسياسية أمر غير مجدٍ.
و دعا إلى تبني رؤية سياسية جديدة تُعيد ترتيب الأولويات، وعلى رأسها حماية المدنيين في مناطق النزاع باعتبارها المدخل الأساسي والوحيد لحل الأزمة الوطنية. واعتبر أن أي عملية سياسية لا تنطلق من معالجة الكارثة الإنسانية، هي مجرد “مساومات نخب” لا توقف الحرب ولا تنهي معاناة الشعب.

كما شدد على ضرورة بناء “تحالف عضوي” حقيقي بين القوى المدنية المستقلة، بدلاً من الاستمرار في منطق التكتلات التقليدية التي تفشل دائمًا في استيعاب التنوع وإدارة الخلافات بشكل مؤسسي.

موقع المنبر
Logo