
الخرطوم :المنبر 24
قال رئيس بعثة “يونتماس” فولكر بيرتس، ان تشكيل حكومة “مقابلة” تحت وصاية أو حماية مليـ شيا الدعم، تعني عملياً أنها ستكون تابعة للمليـ شيا”أياً كان الاسم الذي تُطلقه على نفسها”.
واعتبر استعادة الجيش للخرطوم، أفضى إلى تغيّر نسبي في الخطاب الدولي، وأصبح يُنظر إليه على أنه الحكومة الشرعية في السودان، وهو ما لم يكن الحال عليه خلال العامين الأولين من الحرب. في المقابل، بات يُنظر إلى “مليـ شيا الدعم السريع كمجرد جماعة متمردة”.
واشار الى ان شخصية عسكرية مثل رئيس مجلس السيادة الانتقالي ـ قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد “ترى أنه في ظل غياب فرصة لتحقيق نصر شامل، فإن تقليل الخسائر وقبول تسوية مشروطة يبدو خيارا عقلانيا”.
وأضاف: “وقف إطلاق النار أقرب منالاً، ولا سيما الآن بعد طرد مليـ شيا الدعم السريع من الخرطوم”.
وقلل فولكر بحسب المجلة، من احتمال حدوث انقسام على غرار ما جرى بين السودان وجنوب السودان، واضاف “يبدو ضعيفا في الوقت الحالي، نظرا للطبيعة المعقدة لتكوين القوى المتصارعة، ما يجعل فكرة الانقسام الرسمي أكثر صعوبة”.
ولفت رئيس بعثة “يونتماس” انه لا أرى ما يشير إلى ترسيخ فعلي لسلطة مليـ شيا الدعم السريع على المناطق التي تُعرف الآن بأنها خاضعة لها. واضاف لا أرى في مليـ شيا الدعم السريع جيشا منظما بمفهومه المؤسسي، بل هي في جوهرها “مليشيا عائلية” ترتكز على نفوذ عائلة “حميدتي” وتنتمي إلى قاعدة اجتماعية ضيقة ذات طابع عرقي.
واوضح: “الجماعات المسلحة ذات الخلفيات العرقية والقبلية المختلفة المساندة للدعم السريع، ما عدا الرزيقات، لها أهدافها الخاصة، ومن غير المرجح أن تبقى تحت قيادة حميدتي إلى أجل غير مسمى”.
ورأى فولكر تحالف عبد العزيز الحلو ـ وحميدتي مؤقتا بطبيعته. يجمعهما عدو مشترك، لكن لا تربطهما رؤية موحدة لإدارة الحكم. وأتوقع انهيار هذا التحالف عاجلا أم آجلا.
وقال ان الكفّة الروسية مالت لصالح الجيش السوداني لعدة اعتبارات، من بينها سيطرة الجيش على سواحل البحر الأحمر. واشارالى ان ليبيا تبدو خيارا أكثر واقعية لاستضافة قاعدة بحرية روسية مقارنة ببورتسودان. واضاف:” ومن الناحية المثالية، قد تطمح موسكو للوصول إلى كلا الميناءين”.
ونبه فولكر الى ان الجيش السوداني لا يزال يُمثل مؤسسة قائمة، أما الدعم السريع، فهي في جوهرها مليشيا خاصة، لم تُبدِ أي محاولة فعلية لتقديم نموذج للحكم في المناطق التي سيطرت عليها، ولم تسعَ إلى كسب ثقة المجتمعات المحلية. بل إن ما سُجّل كان على العكس من ذلك تماما: عمليات نهب واسعة، واغتـ. صاب، وارتكاب جرائم قتل.