تقرير – المنبر 24
يشهد إقليم دارفور حالة من عودة حوادث النهب المسلح، والتي بدأت في الظهور مؤخراً عقب اندلاع حرب 15 أبريل، وكان الإقليم قد شهد حالة استقرار نسبي في الفترات قبيل اندلاع الحرب.
وفي أواخر شهر فبراير الماضي، اعترضت مجموعة مسلحة مركبة تجارية تحمل ركاباً في منطقة خور طعان قادمة من الضعين، في طريقها إلى مدينة نيالا، وقتل اثني عشر مواطناً من الذين كانوا يستغلون المركبة، بعد أن قامت المجموعة المسلحة بنهب امتعتهم بالكامل.
وينتشر المسلحون في مساحة واسعة من دارفور لقطع الطريق أمام العائدين من الأسواق.
وقال مواطن تحدث لراديو تمازج من منطقة أم شالاية بولاية وسط دافور، فضل “حجب هويته”، إن مجموعات مسلحة تقوم بسلب حتى “أكياس الخضار” إن لم يجدوا بحوزة العائدين من الأسواق شيئاً ذا قيمة.
وأرجع الخبير في قضايا الحرب والسلام، الدكتور عباس التجاني، عودة النهب المسلح لأسباب انتشار السلاح ومعدلات النزوح العالية بجانب تعطل دولاب العمل وغياب أجهزة إنفاذ القانون في مناطق سيطرة طرفي النزاع، بجانب شح الموارد الإيرادات وتعطل عجلة الإنتاج وتوقف التجارة الحدودية.
وقال التجاني في حديث لراديو تمازج إن كل تلك العوامل ساعدت في عودة النهب المسلح.
وتابع: “هناك انتشار لفصائل مسلحة من الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة ومليشيات عسكرية وشبه عسكرية، ليس من المعروف تبعيتها لأي جهة”.
مضي التجاني بالقول “عودة النهب المسلح مرتبط بالفوضى وشبح المجاعة الضاغط على الناس، بجانب انتشار السلاح، فضلا عن استمرار الحرب في دارفور لعشرين عاما، بالإضافة لاندلاع الحرب الحالية”.
وأقر التجاني، بصعوبة القضاء على ظاهرة النهب المسلح، في ظل استمرار الحرب، لغياب الأجهزة العدلية وأجهزة إنفاذ القانون، بجانب وجود تعقيدات قبلية.
واستدرك “مع ذلك القضاء على الظاهرة ليس مستحيلاً، لكن تواجهه تحديات كبيرة”.
وأضاف: “التصدي لظاهرة النهب المسلح في هذا التوقيت يمكن أن يقود إلى صراعات جديدة”.
ولفت أنه لا يمكن نفي أو تأكيد وجود جهة منظمة وراء ظاهرة النهب المسلح، مالم تقوم جهة مستقلة بمسح وتوثيق حالات بعينها تتضمن نوع المسروقات والسلاح المستخدم حتى يكمن تحديد إذا ما كانت هناك أطراف بعينها او ذاك متورطة في حوادث النهب.
من جانبه وصف الصحفي والمحلل السياسي، أبوذر مسعود، ظاهرة النهب المسلح بالقديمة والمتجددة وأنها تظهر بين الفينة والأخرى كلما انفرط عقد الأمن في الإقليم.
وبحسب حديث مسعود لراديو تمازج، فإن الحرب الأخيرة غيرت من موازين القوى على الأرض، وشجع على العودة إلى النهب المسلح، بحسب حديثه.
واعتبر أن ظاهرة النهب المسلح هي نتاج طبيعي للمشاكل القبلية.
وجزم ابوذر، بتورط طرفي الصراع، ، ومناصريهم، في عمليات السلب والنهب، وقال “عودة النهب لها ارتباط مباشر بالحرب الدائرة في السودان”.
تابع: “العلاقة بين النهب والحرب تناسقية، فكلما اشتدّت وتيرة الحرب تصاعدت عمليات النهب، وكلما انخفضت وتيرة الحرب انخفضت او اختفت ظاهرة النهب المسلح”.
ويرى مسعود أن القضاء على النهب المسلح يحتاج إلى دولة، معتبراً أن بلاد تعيش حاليا “حالة اللا دولة”، مضيفا أن عمليات النهب ممكن أن تقود إلى حروب قبلية.
وأشار إلى أن الكثير من حالات النهب المسلح ليس دافعها الوحيد السرقة بل الانتقام وإفقار الطرف الاخر أحد دوافعها.
وقال: “القضاء على النهب المسلح، يبدأ بإنهاء الحرب والاتجاه نحو السلام وجمع السلاح وتأمين الناس في مساكنهم ومتاجرهم ومزارعهم ومصانعهم”.