الكفرة تتحوّل إلى جسر إماراتي بين حفتر وميليشيا الدع-م الس-ريع

الخرطوم: المنبر24

 

 

منذ اندلاع الحرب الأهلية السودانية في أبريل 2023، برزت ليبيا، وتحديدا معسكر خليفة حفتر، كأحد أهم مصادر الإمداد الحيوي لميليشيا الد-عم السر-يع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”. فقد شكل تدفق الوقود من شرق ليبيا إلى دارفور شريانا رئيسيا مكن قوات الد-عم الس-ريع من الحفاظ على قدرتها على الحركة والفعالية العسكرية في الميدان.

هذا الدعم لم يكن مجرد تجارة عابرة، بل جاء انعكاسا لعلاقة استراتيجية أعمق تربط عائلة حفتر بالإمارات، التي تعد الداعم الأبرز للقوة شبه العسكرية السودانية. فمنذ عام 2014، لعبت أبوظبي دورا محوريا في دعم حفتر سياسيا وماليا ودبلوماسيا، ما منحها نفوذا واسعًا داخل بنيته القيادية. وبين عامي 2014 و2019، كانت الإمارات اللاعب الأجنبي الأكثر تأثيرا في ليبيا، حيث تدخلت بشكل مباشر لصالح حفتر، ولا تزال حتى اليوم توفر له غطاء سياسيا ودبلوماسيا، إضافة إلى منصات مصرفية لتسهيل التدفقات المالية غير المشروعة.

مع اندلاع القتال في السودان، تحرك صدام حفتر، نجل القائد الليبي، إلى منطقة الكفرة جنوب شرق ليبيا، وهي مركز تقليدي للأنشطة غير المشروعة، للإشراف على تأمين شحنات الوقود الموجهة إلى الد-عم السر-يع. وقد فرض سيطرة مباشرة على كتيبة “سبل السلام”، التي كانت تميل سابقا إلى التعامل التجاري مع قوات حميدتي، محولًا تلك العلاقات إلى قنوات إمداد عسكرية منظمة.
ولتعزيز السيطرة على خطوط الإمداد، دفعت كتيبة “طارق بن زياد” بقوات إضافية من بنغازي وأجدابيا إلى الكفرة، ما أتاح إحكام القبضة على مواقع استراتيجية، أبرزها مطار الكفرة الذي تحول إلى نقطة محورية في عمليات النقل. بالتوازي، تولت قوات صدام حفتر تنسيق عمليات نقل أسلحة وذخائر بشكل منتظم إلى دارفور، في ظل مخاوف من هجمات محتملة من الجيش السوداني وحلفائه. ولتفادي المخاطر على الطرق الصحراوية، أوكلت القيادة العامة المرحلة الأخيرة من نقل الوقود إلى سائقين مرتبطين بالد-عم الس-ريع.
لم تقتصر المشاركة على كتيبة “سبل السلام”، إذ انخرطت وحدات أخرى مثل الكتيبة 129، إلى جانب مجموعات مسلحة تبوية بقيادة محمد علي سيدة في بلدية ربيانة. هذه القوات، التي تخضع رسميا لخالد حفتر منذ 2022، تشرف على مصفاة السرير قرب الحقل النفطي الذي يحمل الاسم نفسه، حيث يحول جزء من الإنتاج اليومي – المقدر بنحو 8,000 برميل (1.3 مليون لتر) – إلى قنوات تهريب غير مشروعة، بعيدا عن المؤسسة الوطنية للنفط.
وبحسب مصادر محلية، فإن سياسة القيادة العامة المؤيدة للإمارات لا تقتصر على الوقود والسلاح، بل تشمل أيضا توفير حماية لمرور الموارد العسكرية التي ترسلها أبوظبي عبر شرق ليبيا، إضافة إلى تأمين معسكرات تدريب لمقاتلي الد-عم السر-يع في منطقة الكفرة الكبرى.
ورغم خطورة هذه الاتهامات، لم ترد الإمارات ولا ميليشيا الد-عم الس-ريع على طلبات التعليق، ما يترك أسئلة مفتوحة حول حجم الدور الإقليمي في تغذية الحرب السودانية، وتحويل الكفرة إلى عقدة استراتيجية تربط بين أبوظبي ودارفور عبر عائلة حفتر.

موقع المنبر
Logo