“ساحة لتصفية الحسابات العسكرية”
وأفادت مصادر محلية لـ”الشرق”، بـ”رفع الدعم السريع من جاهزية قواتها في حدود مدينة الفاشر، وحشد المئات منهم في شمال وشرق المدينة، بينما حاول الجيش قطع خطة الحصار التي تحاول القوات فرضها على المدينة”.
وأشارت المصادر إلى أن “سلاح الجو نفذ غارات جوية استهدفت مواقع الدعم السريع وارتكازاته في شمال وشرق المدينة لأكثر من مرة”.
وذكرت غرفة الطوارئ بالفاشر أن هذه الغارات “لم يسلم منها المدنيين”، متهمة الدعم السريع بالاحتماء بالمدنيين أثناء غارة جوية، ما أوقع خسائر بينهم، في حين أصبحت الفاشر ساحة لتصفية الحسابات العسكرية على حساب المساعدات الإنسانية.
وأكد عبد الباقي محمد حامد مدير الرعاية الاجتماعية، وعضو اللجنة العليا لإدارة الأزمة في إقليم دارفور لـ”الشرق”، أن “مسار بورتسودان-الدبة-الفاشر مهم للغاية في هذا التوقيت، عقب توقف مسار بورتسودان-كوستي الأبيض، حيث قمنا بتدشين العمل عبر المسار الجديد وصولاً إلى إقليم دارفور”.
وأضاف: “الآن هناك 69 شاحنة محملة بالدواء والغذاء ومجهزة ليتم توزيعها، كما أن معبر الطينة الذي يسمح للمساعدات بالدخول من تشاد يعمل أيضاً، ويستقبل شحنات المساعدات، حيث يتم التوزيع من الفاشر إلى بقية مدن الإ
ولفت إلى أنه “لا تزال الأوضاع الإنسانية تتطلب مواصلة الجهود من كل الشركاء لتوفير الدعم العاجل لتلبية الاحتياجات الضرورية المنقذة للحياة لأكثر من 4.4 مليون نازح داخلي بالإقليم”.
وتحولت مدن الإقليم إلى معسكرات للنازحين الفارين من القتال، حيث امتلأت المدارس بالنازحين، وازدحمت المنازل بالأسر النازحة التي تمت استضافتها من قبل المجتمعات لدرجة أن هذه المجتمعات المستضيفة والأسر النازحة أصبحت في درجة واحدة من المعاناة في نقص الغذاء والاحتياجات الأساسية، بحسب عضو اللجنة العليا لإدارة الأزمة في إقليم دارفور.
وأوضح حامد أنه “في ظل هذه التحديات والصعوبات تعمل اللجنة العليا لإدارة الأزمة بالإقليم لمعالجة الأوضاع الإنسانية، مستثمرة كل الفرص الممكنة للتدخل والاستجابة لدعم حوالي 4.4 مليون فرد بزيادة أكثر من 173 ألفاً عن العام الماضي”.
والمستهدفون بالمساعدات الإنسانية الطارئة للعام الجاري، هم عبارة عن نازحي الحرب بعد 15 أبريل الماضي، إلى جانب النازحين قبل العام 2023 الذين يتواجدون في مراكز الإيواء، ومدن الإقليم خاصة مدينتي الفاشر والضعين.
دعوات أممية
المتحدثة الرسمية باسم برنامج الغذاء العالمي في السودان ليني كينزلي قالت لـ”الشرق”: “بخصوص المسار الجديد في الوقت الحالي، نحتاج إلى الوصول عبر أكبر عدد ممكن من النقاط لتجنب كارثة الجوع التي تلوح في الأفق، فكل نقطة عبور من داخل السودان وخارجه عبر ممرات عبر الحدود أمر بالغ الأهمية”.
من جهتها، ذكرت منظمة يونيسيف لـ”الشرق”، أنه “منذ بدء النزاع قامت (اليونيسف) بتسليم 1.6 ألف طن متري من الإمدادات من خلال العمليات عبر الحدود عن طريق منطقة أدري التشادية”، لافتةً إلى أنه “يجري الآن تقييم المسار الجديد من قبل الحكومة والمنظمات الإنسانية، بما في ذلك الأمم المتحدة”.
وبيّنت المنظمة، أنه “سيتم تحديد إمكانية الوصول عبر هذا المسار عند الوصول الآمن للإمدادات، ولكن من المهم ملاحظة أن الطريق طويل (حوالي 7 أيام)، وخطير لأنه يمر عبر الخطوط المتقاطعة والصحراء”.
وأضافت: “رغم ذلك تظل (اليونيسف) ملتزمة بتزويد الأطفال في دارفور بالإمدادات المنقذة للحياة، وسنستمر في الدعوة إلى التعجيل بذلك دون عوائق”.
وعلى الرغم من اعتراضها على الخطوة لم تُدل قوات الدعم السريع بتصريح بشأن بدء العمل بمسار بورتسودان-الدبة-الفاشر على الرغم من تكرار “الشرق” استفسارات حول الخطوة.
إلى جانب ذلك لم تتلق “الشرق” رداً من الهادي إدريس رئيس حركة تحرير السودان-المجلس الانتقالي، بشأن إمكانية عودة قواته للعمل ضمن القوة المشتركة في تأمين إيصال المساعدات الإنسانية عبر المسار الجديد.