
السيد مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، في حديثه أمس للصحفيين قال:
إنهم تلقّوا عددًا من المبادرات الخاصة بوقف الحرب، وإنها تُدرس حالياً والتفاكر حولها جارٍ، وسيتم الرد عليها وفق ما يتماشى مع السيادة الوطنية والأمن القومي للبلاد.
وقال في تصريحات لقناة «العربي»: إنهم يثمّنون تدخل الرئيس الأمريكي ترامب وينتظرون منه مبادرة..
لا أدري هل تدرس الحكومة خطابها العام الموجَّه للشعب السوداني أم تتعامل معه كقصيدة تجود بها قريحة شاعر ملهم؟
عندما جاء السيد نائب الرئيس للصحفيين، هل كان قصده أن يخاطب عبرهم الشعب السوداني ويكاشفه بحقائق تهم المواطن، أم أن مثل هذه الخطابات المرتجلة هي للاستهلاك الفوري ولا تصلح للتخزين؟
الأزمة التي وصفها العالم بأنها الأسوأ في تاريخ البشرية، وكان آخر فواجعها أطفال أبرياء مزّقت أجسادهم الغضة مسيّرات التمرّد في «كلوقي» أمس الأول..
هي في الحقيقة أزمة الدولة السودانية، ويدفع فاتورتها الباهظة الشعب السوداني.. ولو كان هناك جهة واحدة في العالم مطلوب منها المبادرة والخلاص فهي السودان.. ولا أحد غيره..
لكن المشهد الآن كأني بالحكومة السودانية في مطعم دولي، تطلب الـ«منيو» لتتخيّر منه المبادرات..
المطروح حالياً مبادرة الرباعية. من حق الحكومة السودانية أن تقبلها كاملة أو تعدل فيها أو ترفضها كاملة.. لكن ليس من حقها أن توافق عليها وتنخرط في التفاوض حول شروط الهدنة ثم فجأة تنفض يدها بحجة وجود ورقة أمريكية تحوي شروطاً مرفوضة، ثم يتضح لاحقاً أن لا وجود لهذه الورقة من الأساس.
مثل هذا المسلك يمنح الإحساس بعدم الجدية والرغبة في شراء الوقت وإضاعة فرص السلام.
من الحكمة أن تثبت الحكومة السودانية مسؤوليتها عن إنهاء معاناة شعبها.


