
:: رسالة صوتية من وزير الثروة الحيوانية، الدكتورأحمد التيجاني المنصوري، تعقيباً على زاوية (الأنهار لاحقاً)، وكانت نقداً لسياساته..و قبل تفريغ الرسالة ونشرها – غداً بإذن الله – فانّ متابعته لما يُكتب عن آدائه، وترحيبه بالمكتوب، وتعقيبه عليه، ثم دعوته للنقاش، نهج إيجابي يُشكر عليه ..!!
:: و..مايو 2017، قررت زيارة قرية الشيخ إبراهيم بجنوب سواكن، لمعرفة ما يحدث في ميناء يأبى أن يكتمل..ولأنها منطقة عمل، إستأذنت هيئة الموانئ البحرية في زيارة الموقع، ولم يكتف المدير العام للهيئة د. جلال شلية بالموافقة، بل مشكوراً ضحى بعطلة السبت وقرر أن أكون في رفقته ..!!
:: رافقته لقرية ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻫﻴﺪﻭﺏ – ﺑﻤﻈﺎﻥ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺩﻣﻴﺎﺕ، ولكن تفاجأت بالمشروع في خواتيمه..و ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨفذ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺣﻠﻤﺎً ﻣﻨﺬ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2011، بداية ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ (24 ﺷﻬﺮﺍً)، إلا أنه لم يُنفذ ﻓﻲ موعده نوفمبر 2013 ..!!
:: وفي الطريق إلى المشروع، سرد شلية تأثيره في تطوير الصادر والمنطقة أيضاً.. واستوقفني اسمه ( ميناء الشيخ إبراهيم)، فاقترحت أن يحمل اسم المنطقة (هيدوب)، مع التقدير للشيخ إبراهيم ومريديه، لتصبح مدينة أخرى، مثل بورتسودان وسواكن وغيرها من عرائس شرقنا الحبيب، و قد كان ..!!
:: ميناء هيدوب هو الأحدث على طول الساحل السوداني، وكل شيء فيه يتم إلكترونياً، و بأحدث نظم التشغيل..خمسة أرصفة، بطول (241 متراً)، وعمق (12.5 متر)، وحمولة (30.000 طن).. والمشروع شراكة مثالية ما بين السودان وشركة جيك الصينية (51%، 49%)، و يقع جنوب سواكن (30 كلم)..!!
:: و ما يُحزن، رغم قربها لسواكن، وثرائها بخيرات البحر، تعتبر هيدوب من مناطق السودان المَنسية.. معزولة ومهجورة ومُخيفة، وتتخذها مراكب صيد محطة، ثم تُغادرها سريعاً،لافتقارها إلى عوامل الإستقرار.. و بالإهمال، ظلت منطقة هيدوب من أوكار تُجّار السلاح والمُخدّرات وتهريب البشر..!!
:: والحمد لله، بعد كثير لت و عجن، إكتمل الميناء، وتم الافتتاح في نوفمبر 2017.. ودشنت هيئة الموانئ عمليات الصادِر عبر هيدوب في مايو 2018، بحيث تم تصدير أول شحنة من الضأن – ثلاثة آلاف رأس – إلى لبنان.. وبعد ستة أيام من التدشين، أعلنت هيئة الموانئ إغلاق الميناء..!!
:: فقط ستة أيام لاغير، هي عُمر تشغيل ميناء هيدوب، ليس فقط لعدم توفر محجر بيطري و حظائر الانتظار و مياه الشرب، بل لعدم توفر الإرادة أيضاً .. تخيّلوا، جاءوا بالرئيس واحتفلوا ورقصوا ودشّنوا الميناء، ثم بحثوا عن المحاجِر و الحظائر والمياه في حينها، ولم يجدوها، فأغلقوا الميناء و غادَروا.. !!
:: و عليه، أرى أن ما يجب أن يشغل بال الوزير المنصوري اليوم هو أن أحدث ميناء مُعد خصيصياً لصادر الثورة الحيوانية (مهجور)..نعم، منذ عام الافتتاح نوفمبر 2017، وإلى يومنا هذا ديسبمر 2025، لم يفد ميناء هيدوب شعبنا بغير تصدير تلك الشُحنة إلى لبنان يوم التدشين و الرقص و الطرب ..!!


