على عسكوري
اكتب هذه المرة بعد ان تحللت من كوابح الحزبية وموازناتها الكثيرة و انتقلت بتفسي الى خانة الاستقلالية الكاملة اعبر بكامل حريتي عن افكارى وما اراه من تحليل لما يدور من احداث.
والاستقلالية تتيح للكاتب متسعا حرا كبيرا للتعبير عن ارائه دون خوف من (هبش) الحلفاء وبعض مواقفهم التى كثيرا ما تقتضي اخذها في الاعتبار حفاظا على تحالفات بائسة لم تثمر.
فى هذه الاستقلالية لى ثوابت لا تتزحزح فانحيازى لوطنى وامنه وسلامته وجيشه و المقاومة الشعبية ثوابت untouchable. ولذلك فانا لست مستقلا عن وطنى وشعبي وقواته المسلحة. ومن لا تعجبه استقلاليتي بهذا المفهوم فاليشرب من البحر!
اتناول في هذا المقال لاءات الرئيس الثلاثة.
حسم الرئيس برهان توجهات الدولة في الحرب الحالية وما بعدها بلاءات ثلاثة وضعت حدا للجدل الدائر حول مآلات الصراع الدامي الذي يدور حاليا.
سيجد القحاتة والمرجفون في المدينة واخرون لا تعلموهم الله يعلمهم، حسما ما كانوا يرغبون فيه خاصة وقد قطعت اللاءات حبل الاراجيف و (تسريبات) المفاوضات وما الى ذلك من اباطيل ظلوا ينظمونها ليل نهار.
اخطر ما في اللاءات الثقة المفرطة التى تحدث بها الرئيس للشعب. و قد كان ذلك حديث رئيس تأكد من انتصاره وانتصار شعبه وجيشه على غزو اجنبي فعل الافاعيل لهدم الدولة وتدميرها.
اهمية اللاءات تاتى ايضا من تأكيدها ان لا عودة للوراء خاصة حكم (الاوكلوقراطية ochlocracy) التى حكمت البلاد بعد اسقاط نظام الجنرال البشير والذى طالته هو ايضا اللاءات بأن لا عودة له.
اذن فقد وجه الرئيس النداء صراحة للجميع للبحث عن طريق آخر. طريق يعيد للبلاد استقرارها السياسي بعد انتهاء الحرب وان لا مكان لاوكلوقراطية اخري. وهذا يعنى ان على الاحزاب خاصة (الفشنك) منها والتى تملاء الدنيا ضجيجا وتتوسل بالاجنبي للعودة للسلطة ان لا طريق لها سوي الانتخابات.
وحقيقة اكثر ما يحير في امر السودان هذا ان بعض الاحزاب (الفشنك) التى تملاء الدنيا صخبا وضجيجا بالديمقراطية والحكم المدنى ترفض الانتخابات من حيث المبدأ! هذه (غلوتية) ونفاق مفضوحان لا اجد لهما مثيلا في التاريخ على الاطلاق! كيف تطالب هذه الاحزاب (الفشنك) بالديمقراطية وترفضها في ذات الوقت! سيجد القارىء في اعلاناتهم وبياناتهم الكثير عن الفترة الانتقالية – التى يسعون لجرها لتكون عشرة اعواما حسوما – اما الانتخابات (يطرشم)!
وبما اننا نعلم من مبادىء العلوم السياسية ان الدكتاتورية هى الحكم بدون تفويض شعبي، فواقع الحال يقول ان هذه الاحزاب (الفشنك) تسعي باسم الانتقال لاقامة ديكتاتورية مدنية كاملة الدسم لأن لا احد فوضها لتحكم. وطالما هي تسعي لتحكم دون تفويض فهي بدون شك احزاب دكتاتورية كاملة الدسم ( وقد كان الانسان اكثر شيء جدلا) الآية. تذكرت مقولة لاحد الفلاسفة عرف (بتشديد الراء) فيها السياسة بأنها ” الجرءة على الكذب”! ربما كان ذلك الفيلسوف في ذلك الزمان الغابر “قحاتيا” سابقا لاوانه!
ما يمكن استنتاجه من لاءات الرئيس وبعد ان قام بطواف متكرر وزيارات لا يمكن حصرها لمواقع مختلفة واماكن عديدة ولقاءات مباشرة مع المواطنين والاستماع لهم تأكده تماما من الوجهة التى يتوجب عليه السير فيها. ويحمد للرئيس جلوسه الى المواطنين وتناول الطعام والافطارات معهم والاستماع لهم، ولا اعرف رئيسا في العالم يتعامل مع شعبه بتلك البساطة والاريحية. هذه الممارسة قادت لعلاقة مباشرة بين الرئيس وبين الشعب واصبح يتمتع بتأييد غير مسبوق وهو يخوض حربا شعواء للدفاع عن البلاد.
(والحرب الشعواء هي الحرب العنيفة التى تاتي من كل الاتجاهات، وشجرة شعواء ذات افرع كثيرة).
ان التلاحم القوى الحالى بين الشعب والجيش والرئيس يؤكد اننا لا محالة منتصرين شاء من شاء وابي من ابي. ولمن لا يدري او من في قلبه مرض ان هذه الوحدة الوطنية القوية حاليا هى مصدر اللاءات التى اعلنها الرئيس.
أسقطت اللاءات احلام جماعة الاوكلوقراطية وحولتها الى احلام زلوط. فالجماعة لم يتركوا طائرة لم يضربوا كبدها في تسفار لم ينقطع بحثا عن عودة للحكم فوق حصان الاجنبي، وما دروا ان العالم مع المتتصر دائما بحثا عن مصالحه، تلك هي حقائق التاريخ البعيد والقريب ودونهم ما حدث في افغانستان لمن اراد منهم ان يعتبر .
وفيما نعلم يدور الكثير في الخفاء ومصير مظلم ينتظر الكثيرين وتذرع حزب الامة بالاصلاحات يبنيء بالكثير. لقد حان وقت ” انج سعد فقد هلك سعيد”.
ختاما فإن لاءات الرئيس تضع الجميع امام تحديات جسام، فالقادم جديد (كرت). فقط اصحاب الافكار و الرؤي الجديدة هم من سيكسبون.
فبعد هذه الحرب لن يقبل الشعب بالافكار القديمة و الوجوه القديمة و القوالب القديمة ذلك هو معنى لاءات الرئيس، فمن لم تغيره هذه الحرب والقتل والمآسي التى تسببت فيها المليشيا للشعب؛ لن يتغير ابدا وستجرفه قوى التاريخ كما جرفت في السابق قوى كثيرة.
بورتسودان
١٢ ابريل ٢٠٢٤