من دفتر الحب
أريد أن أكتب لك هذه الرسالة وكل واحد منا في بلد .. لا أعرف متى ستتوقف هذه الحرب اللعينة! .. لا أعرف إذا ماكنت سألتقيك ثانية أم لا !.. هل تتلطف الدنيا ولو لمرة واحدة وتسمح لي أن أدس كفي في طيات راحتيك ؟.. أريد أن أعتذر لك عن تقصيري عن كل مرة سلمت فيها على عجل .. عن أني لم أكن ابنة بارة بما يكفي لأب متسع الانسانية مثلك ..عن عنادي عن حجتي المضادة الجاهزة .. عن وداعنا الأخير عن مناداتك لي وأنا أدلف الى الباص دون أن أعطي وداعنا حقه ظانة أننا سنلتقي بعد أيام على الضفة الأخرى فارين من قضاء الله إلى قضاء الله .. الآن أريد أن تعود تلك اللحظة لأتشبث بك لأشم رائحتك لأرفض التحرك خطوة واحدة من دونك .. هل تصدق أنني اشتقت إليك إلى الحد الذي لايسمح لأي رغبة في الحياة أن تتقدم على رغبتي في رؤيتك كفاحا .. أريد أن أعتذر لك على السنوات الطويلة التي قضيتها في كنفك دون أن أخبرك فيها كل يوم أنني أحبك ..لم يجل بخاطري ولو للحظة أننا سنفترق ظننتك ماكثا ومبذولا مثل نهر النيل العظيم ظننت أننا سنبقى معا نموذجا مغايرا لنمطية الأب والابنة الكبرى كان مابيننا أدق وأرق وأبقى.. لازلت أذكر تجاعيد وجهك التي تزداد حنوا عندما أمرض .. لازلت أتذوق طعم هداياك الصغيرة الدافئة عندما تشعر أن وجعا ما مس مشاعري .. لازال احتضانك لي دافئا في موجات تدللي عليك .. أريد أن أخبرك أنني كلما وقفت بين يدي الله يأتيني صوتك ملقنا فاتحة الكتاب كما كنت تفعل في طفولتي تماما 😊.. وكلما اتحدت مع النوم فرقت بيننا حتى إذا غلبني استيقظت وفي حلقي غصة وفي عيني دمع لاينضب .. لازال صوت زجرك لكل قريب أو غريب يحاول الوقيعة يملأ المكان (بتي عارف ربيتها كيف ) نسيت أن أخبرك أن صوتك المتسلل من النافذة يصلني كل يوم متحديا المسافة ومتحدا مع الشوق ❤️