تقرير: محمد آدم بركة – حقق تطبيق “بنكك” طفرة نوعية، بمضاعفة نسبة المتعاملين بالخدمات المصرفية من السكان، وأصبح وسيلة لقضاء حاجة الناس في وقت يقتضي ضرورة الحلول للكثير من الخدمات والاحتياجات، بحسب خبراء في الاقتصاد.
لم يكن في حسبان جموع الشعب السوداني أن البلاد ستمر بكارثة الحرب، وتخلف الحرب أزمات متلاحقة على صعد شتى، أبرزها الجانب الاقتصادي، فتعطلت الخدمات المصرفية وتلاها نهب البنوك وتدمير الأنظمة المصرفية التي تعد من ضروريات الحياة في عالمنا اليوم والمستقبل القادم..
رغم كل هذه الظروف استطاع بنك الخرطوم قهر العقبات ليؤمن للعملاء والمجتمع السوداني خدمة مصرفية في ظل استمرار الحرب، فكان تطبيق “بنكك” خير معين على مجابهة الكثير من الظروف التي خلفتها الحرب منذ 15 أبريل 2023م.
إذ تحمل البنك مسؤولية مواصلة أتيام وفرق التقنية التي عملت تحت ظروف بالغة الخطورة في مناطق الاشتعال، باذلين أرواحهم لأجل العملاء والمواطنين المستفيدين من الخدمات المصرفية الالكترونية.
ضرورة
استطاع تطبيق “بنكك” بحسب خبراء في الاقتصاد تحقيق طفرة نوعية، وعلى مستوى مضاعفة نسبة المتعاملين بالخدمات المصرفية من السكان، إذا أصبح وسيلة لقضاء حاجة الناس في وقت ضرورة الحلول للكثير من الخدمات والاحتياجات الأساسية.
و تؤكد هذا المنحى المواطنة زينب عجب الدور فرح 52 عام في ولاية كسلا شرقي السودان، وهي تسرد لـ(المنبر24) حكايتها مع هذا التطبيق، حيث تقول “بنكك الله يجعل فيه البركة، هون علينا القواسي، وبيه رقابنا سلمت من الموت بعد لطف الله بنا” هكذا ترى الأمر ولسان حالها يعبر عن الكثيرين الذين استفادوا من هذه الخدمة.
مقابل كاش
وتضيف عجب الدور في روايتها: خرجنا من الخرطوم مجبرين وقت الحرب، وتعرضنا لنهب المدخرات من نقود وغيرها، وفقدنا حتى ما يعيننا على توفير قوتنا، وبعد أسابيع من المعاناة كانت الاستعانة بصاحب متجر صغير في منطقة الحلفايا وافق على طلبنا بتحويل مبلغ عبر تطبيق بنكك من ابني مقابل أن يوفر لنا “كاش”.
وتابعت: مكننا ذلك بالخروج من الخرطوم إلى الجزيرة، فظل التطبيق هو الوسيلة الوحيدة المعينة لنا في قضاء الاحتياجات، بتحويلات الأبناء والمعارف حتى استقر بنا المقام هنا في كسلا.
فقد كان التطبيق هو المعين خلال صعوبات الحرب” ويدعم هذا الحديث آراء ذهبت في وصف بنك الخرطوم بالحريص على التزامه تجاه العملاء والمعاملات التي لا تنفصل عن المسؤولية المجتمعية له بطريقة غير مباشرة.
معاملات تجاريةأنتجت الحرب وضعًا صعبًا وكارثيًا، بتوقف المصارف، خاصة في بداية أيام الحرب، مما جعل ضرورة استعادة النظم المصرفية الأمر الأكثر إلحاحا وذا حاجة ماثلة في تلك الظروف العصيبة التي لا تزال آثارها باقية.
هذا ويشير التاجر “سليمان طيفور” بمنطقة وادي حلفا إلى أن التطبيق أسهم في استمرار المعاملات التجارية بين التجار الكبار والموردين والموزعين وغيرهم، حيث استطاع الناس مواصلة معاملاتهم في ظل الظروف المعقدة من خلال التطبيق، ويأتي هذا رغم تأثر غالبية المناطق بانقطاع خدمة الاتصالات، ويرى مرد ذلك لحرص البنك على استمرار الخدمة ما مكن الغالبية من تحقيق غايات في ظل توقف التطبيقات الإلكترونية المماثلة والمنافسة.
طفرة
يكمن قراءة تطبيق “بنكك” في سياق التقنية في السودان من جانبين، وهما التقنية المصرفية، وتطور الاتصالات، ومن خلالهما صنف السودان من أوائل الدول التي حققت النهضة في مجال الاتصالات منذ تسعينات القرن الماضي، من خلالها جاء تحقيق الطفرة في التقنية المصرفية.
هكذا يرى الصحافي والكاتب المهتم بالشأن الاقتصادي د. خالد التيجاني في حديث خص به (المنبر24)، وقال إن “الطفرة نابعة من استغلال التوسع في الاتصالات وربطها مع التقنية المصرفية، والتي أنتجت منذ العام 2016م التطبيقات البنكية أو ما يعرف بـ “نظم الدفع الالكتروني” التي تعد نقلة كبيرة بتوسعة مجال استخدام التطبيقات البنكية أو ما يعرف بـ(الشمول المالي.. أي عدد الحسابات المصرفية مقارنة بعدد السكان).
وكانت نسبة الشمول المالي في السودان النسبة تقدر بأقل من 10% لضعفها مقابل 90% من الكتل المالية خارج النظام المصرفي وقتها، فحقق ادخال نظام الدفع الالكتروني نقلة وتوسعة في استخدام التقنية المصرفية وأصبحت جزء من الشمول المالي بتوسيع المستفيدين من الخدمات المصرفية.
التزام
ويشير موقع (المنبر) على الرغم من هذا التوجه والخدمة المتميزة التي يقدمها البنك لم تسلم تجربته المتفردة من النقد المستمر على الأسافير والوسائط الاجتماعية، ولقد وضح بنك الخرطوم الأمر في تعميم سابق ورد فيه “حافظ البنك في عمله من خلال تطبيق بنكك ومن خلال التمويل للأعمال، على التزامه بالضوابط الحكومية وتعاونه مع أجهزة الدولة التي تحدد الضوابط والسقوف وتراقب التنفيذ، ومما لا شك فيه أن هذا النجاح الكبير والتميز يقلق المتأخرين عن الإنجاز الحقيقي والمنافسة العملية وأصحاب الأغراض! فيلجأوا لأساليب التشويه الإعلامي ونشر الأكاذيب والافتراءات للنيل من مؤسسة كبيرة ورائدة كبنك الخرطوم” بحسب تعميم رسمي.
بنكك رائد
وقال د. خالد التيجاني خلال إفادته لـ المنبر: بنكك يعد من التطبيقات الرائدة التي بادر بها بنك الخرطوم، وهي تقدم خدمة ليس لأصحاب الحسابات في بنك الخرطوم فقط وإنما حتى المشاركين باستخدام التطبيق عبر رقم الهاتف، فهذه تعد نقلة ضخمة وكبيرة.
مشيرًا إلى أن هذه النقلة ظهرت على مستوى تقرير البنك الدولي، الذي أشار إلى أن السودان ثاني دولة بعد كينيا توسعت في عملية الدفع الالكتروني.
وتابع المهتم بالشأن الاقتصادي قوله: بنكك منذ وقت مبكر، – رغم التطبيقات المشابهة لعدد من البنوك – أصبح شبه مهيمن على النسبة الأكبر من المتعاملين بنظام الدفع الالكتروني، خاصة خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وهذا بالتأكيد نتيجة لاستخدام البنك لما يمكن وصفه بالمنافسة الموجودة بتطوير خدماته وتجويدها في ظل منافسة مفتوحة، واستطاع أن يكون أكثر اقناعًا للعملاء في بنك الخرطوم نفسه والبنوك الأخرى، واعتبر هذا مؤشر لفعالية البنك وقدرته على الوصول لأكبر عدد من الناس، ليصبح من التطبيقات الرائدة.
تخفيف
ويرى خبراء الاقتصاد أن “بنكك” أسهم في تخفيف الكثير من معاناة المواطنين في الحصول على مساعدات منتظمة لمواجهة تكاليف الحياة والتزاماتهم المختلفة، رغم أن الخدمة حق وليس منحة، ولكن توافره في ظل الظروف المحيطة ينظر له بشكل مختلف.
وأثبت التطبيق جدوى حاجة الناس له في ظل الوضع الاستثنائي للحرب غير المتوقعة، وتمت معالجة المسألة مع الإشارة لربط التقنية المصرفية والاتصالات.
وأكد الدكتور خالد التيجاني حديثه بالقول: أسهم التطبيق بدرجة كبيرة في تخفيف آثار اجتماعية كان من المتوقع أن تكون خطيرة نتيجة لتبعات الحرب من جهة، ومساعدة الرأسمالية ورجال الأعمال في إدارة قدر معقول من المبادلات التجارية.
تحويل خاطئ
وأطلق بنك الخرطوم مؤخرًا، أحد المزايا الجديدة التي تتيح للمتعاملين التبليغ الفوري عن التحويل الخاطئ، وبموجب التبليغ من داخل تفاصيل المعاملة على التطبيق يتم تنبيه الشخص مالك الحساب الذي تلقى عملية التحويل المجهولة سيتلقى تنبيها بذلك من خلال التطبيق مع خيار إرجاع المبلغ الذي به تكتمل عملية الاسترداد الفوري.
ويذكر أن “بنكك” ظل موضع اهتمام الناس في السودان خلال السوان الأخيرة الماضية، وبرزت أهميته وضرورته خلال فترة الحرب التي أكملت العام ولا تزال آثارها مستمرة، فبغير تطبيق بنكك لا يمكن تصور النتائج في حال غيابه عن تصدر مشهد الخدمات المالية.