القاهرة: خاص المنبر24 – قالت الكاتبة والصحفية المهتمة بالشأن السوداني صباح موسى، إن الدعم السريع يشكل أداة لقوات إقليمية ودولية لتفتيت السودان، مبينة أن الظهير الخلفي أصبح مصمم وعنيد لأن تخلص الحرب لصالح الدعم السريع.
وكانت السلطات السودانية قد وجهت اتهامات لدول في المحيط الدولي والإقليمي بدعم قوات الدعم السريع من بينها الامارات وتشاد ودول أخرى، وقادت اتهامات دعم التمرد في السودان إلى طرد وابعاد متبادل لدبلوماسيين بين هذه الدول.
وخلال حديثها لبرنامج (المحصلة) الذي يبث على منصات المنبر24 أنه بعد عام من الحرب في السودان بدأت الأمور تتضح أكثر، بعيدًا عن الخلط والالتباس والأسئلة التي لازمت بداية الحرب دون إجابة.
مؤكدة بقولها: بدأنا نرى تباعد بين القوى السياسية، ودخول أيادي قوية، وتبين لنا أن الدعم السريع ربما يكون بشكل أو آخر أداة لقوات إقليمية ودولية لتفتيت السودان.
مضيفة “في السابق كان هناك لغط حول من الذي ارتكب الانتهاكات في السودان، والآن اتضحت الصورة تمامًا، واتضح بعد عام من الحرب أن شعار (لا للحرب) يبتغيه كل السودانيين وكل الحريصين على مصلحة السودان”.
وحول المشهد بينت أن فكرة التفاوض ليست قريبة من خلال مراقبة المشهد في السودان الذي يتمثل في شقين “اما حسم عسكري وهو ممكن ولكنه سيطول كثيرًا، أو المفاوضات وهي نفسها لها أجندة”.
آلة الحرب وخطة الحرب للدعم السريع تدار من خارج السودان الآن، وكل ما يحدث في السودان يفسر ذلك، غياب حميدتي، غياب عبد الرحيم دقلو، كل ذلك يشعر بالفراغ الكبير، وهناك اعتراف خفي بأن العملية تدار من الخارج.حرب الفاشر مصيرية بالنسبة للدعم السريع بعد أن تلقى ضربات موجعة في الخرطوم والجزيرة ومناطق وسط وشرق السودان أصبح يلملم أطرافه للسيطرة على دارفور بأكملها بعد سيطرته على أربع ولايات.
وترى صباح خلال تحليلها أن معركة الفاشر مصيرية للدعم السريع، وأنه يستخدم طرق قذرة بالحصار ومنع المساعدات وغيرها بجانب الادعاء في بياناته بهجوم الجيش عليه في الفاشر وهو الذي يفعل ذلك.
وأضافت: الفاشر ورقة التوت التي يناور بها الدعم السريع، سقوطها سيشكل معادلة مختلفة في السودان، لأن الدعم السريع من الممكن أن يفكر في فصل دارفور، فهو أمام خيارين إما أن يقوي موقفه على طاولة التفاوض المقبلة، لذا معطيات المستقبل قد يكون لها تغيير.
وقالت صباح موسى عبر برنامج (المحصلة) أن أمريكا إن أرادت حل الأزمة في السودان يجب ان تكون عالة، وعقوبتها أشد من ذلك، عقوبات تجميد الأرصدة ليس لها قيمة، لكن المفارقة الآن العقوبات طالت الدعم السريع فقط في السابق كانت أمريكا تمسك العصاة من المنتصف بتوجيه عقوبات لطرفي القتال، فهذا يؤشر أن جرائم الدعم السريع فاقت الحد.
مشيرة إلى أن تصريح المبعوث الأمريكي به لغط كبير وأخطأ، وهذا يدخل الوساطة في أزمة سودانية ويخسر الجهة الأساسية في هذه الحرب وهي القوات المسلحة السودانية والحكومة.
وتابعت: في تقديري أن المبعوث الأمريكي هاتف السلطات السودانية ممثلة في قادة الجيش، واشترط أن تكون المباحثات في مطار بورتسودان وأن تكون هناك قوة عسكرية أمريكية لحماية وتأمين هذه المنطقة، هذا ما رفضته السلطات السودانية وبالتالي لم تمنحه التأشيرة، وهو لم يتقدم بشكل رسمي للخارجية السودانية، فالخارجية نفت ما يليها.
وأضافت بقولها: للأسف الشديد النخب السياسية اختلفت كثيرًا قبل الحرب وهذا الخلاف قاد إلى ما هو ماثل الآن لانتقاله بالفتنة إلى القوة العسكرية وقتها، ولا يزال التشبث بالمواقف دون تقديم رؤية وحلول واضحة.
تقدم كان لديها فرصة ابان الثورة وأضاعتها، الآن هناك مشهد عسكري، يتحدثون عن الديمقراطية بعد أن أوصلوا البلاد إلى قعقعة السلاح، فليست هذه البيئة المناسبة للحديث عن الديمقراطية، وكانت موافقة على انقلاب من الداخل للدعم السريع وتمرير الاتفاق الاطاري، ولم تكن تعلم بانفجار الأمور بهذه الطريقة.
وحول استئناف مفاوضات جدة قالت صباح: لا اعتقد عودة المفاوضات في ظل هذه الظروف استئناف منبر جدة والأوضاع في الفاشر تؤكد ذلك، القوات المسلحة ترفض والدعم السريع الذي يزن على المفاوضات أصبح هو الآخر لا يتحدث عنها.
في جانب الموقف المصري حيال أزمة السودان وتطوره بينت أن “مصر” منذ بداية الأزمة تحركت وبفعالية، وبعد 4 أشهر من الأزمة أطلقت مبادرة دول جوار السودان التي تجمعت فيها 7 دول من جوار السودان لأول مرة، وكانت أهم المبادرات وخرجت ببنود مهمة، منها الحفاظ على المؤسسات السودانية وعدم التدخل في شأن السودان الداخلي.
وأضافت: مصر مع القوات المسلحة السودانية ولكنها تحافظ على مسافة واحدة من الجميع، حتى على مستوى القوى السياسية بالاستضافة لهم وغيرها، وهي حائط صد لعدم التدخل في السودان.