تدمير ونهب حقول البترول.. (المنبر 24) يخترق الضعين وينقل المُثير

تقرير – خاص المنبر 24

اخترق (المنبر 24)، مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور التي تخضع لسيطرة كاملة لمليشيا الدعم السريع منذ نوفمبر من العام الماضي.

وتبعد مدينة الضعين التي يقطنها نحو 300 ألف نسمة، نحو 831 كيلومتراً، عن العاصمة الخرطوم، وتتميز بكونها مُلـتقى طرق ولايات دارفور الرابطة بينها وبين الخرطوم وكردفان في وسط البلاد، كما رصد (المنبر 24)، الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تعيشها الولاية.

تدمير ونهب حقول البترول

تدمير ونهب حقول البترول [المنبر24]

وقالت مصادر إنّ قيادة الدعم السريع أرسلت وفداً ضم عددًا من القيادات السياسية والمستشارين برئاسة الدكتور الهادي دبكة، إلى ولايات دارفور لتنفيذ مهمة تشكيل السلطة المدنية.

وأكدت المصادر أنّ الوفد وصل إلى مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور يوم الأربعاء الماضي وانخرط في اجتماعات مكثفة مع القيادات العسكرية والمدنية لعكس فكرة ورؤية قيادة قوات الدعم السريع لإدارة الحكم المدني وتكوين برلمانات ولائية للتشريع.

وتعتبر ولاية شرق دارفور أقل ولايات الإقليم تأثراً بحرب 15 أبريل بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، باعتبار أن تدخل الإدارة الأهلية ونفوذها جنبها من مواجهات دامية لا يحمد عقباها.

اكتظاظ بمستشفى الضعين
عن الوضع الصحي في شرق دارفور، رصد (المنبر 24)، مستشفى الضعين التعليمي الوحيد الذي يعمل حالياً، وعليه موجة ضغط كبيرة واكتظاظ من الوافدين بولايات دارفور وغربي وشمال كردفان، خاصةً مرضى العظام.

كما أن هناك نقصاً كبيراً من الكوادر الطبية التي غادر معظمها بسبب توقف الرواتب، وهناك عيادات خاصة تعمل وأيضاً غرفة طوارئ تعمل على مدار الـ24 ساعة.

حركة اقتصادية وتجارية
ولاحظ (المنبر 24) أنّ مدينة الضعين انتعشت اقتصادياً في حركة التجارة بسوق المدينة، لكن هناك ارتفاع كبير في السلع الاستهلاكية والتموينية بجانب الدواء، ووصل سعر جالون الوقود 18 ألف جنيه، وجوال السكر زنة 50 كيلو الى أكثر من 100 ألف جنيه.

الضعين

صورة تعكس طريقة نقل المياه في شرق دارفور [المنبر24]

وبحسب تجار، فإنّ السلع التموينية والوقود كان يستورد من ليبيا عبر مليط والمالحة، ولكن بعد التوترات الأخيرة في الفاشر توقفت حركة التجارة ويتم حالياً استيراد الاحتياجات الغذائية من جمهورية جنوب السودان.

هدوءٌ نسبي
وحول الوضع الأمني، هناك هدوءٌ نسبي عدا بين الحين والآخر وسماع دوِّي الأعيرة النارية، بجانب ضربات طيران الجيش السوداني بين الفينة والأخرى.

ويقول مصدر موثوق به، إنّ الدعم السريع يتموضع بعد سيطرته على المناطق في نقاط محددة، وعقب ذلك تتحرك قواته للمناطق النشطة عسكرياً في الفاشر وبابنوسة.

وأعلنت مليشيا الدعم السريع سيطرتها على قيادة الفرقة 20 مشاة كرابع القواعد العسكرية للقوات المسلحة التي تستحوذ عليها في دارفور، بعد مواجهات عنيفة بين القوتين وقعت في 20 نوفمبر الجاري للمرة الأولى منذ بدء الحرب منتصف أبريل الماضي.

أبلغ مسؤول فضّل حجب اسمه (المنبر 24) أن والي ولاية شرق دارفور محمد عيسى عليو حتى الآن لم يتم إعفاؤه، كما لم يتم تشكيل حكومة، وهناك مسؤول ثالث يدير دفة العمل في الدولة التي تعمل بنسبة قُدِّرت بنحو 20%، من خلال المديرين العامين الولاية تعمل بالجهد الذاتي، حتى الدعم السريع تراقب الموقف. الولاية تدار بجهد حكومي ضعيف ولا يوجد أي دوام رسمي، ولا توجد وزارات بعينها تعمل مثل مفوضية العون الإنساني والصحة.

سلال غذائية

سلال غذائية وزعتها غرفة طوارئ الضعين [المنبر24]

تدمير مناطق البترول
وبحسب مصادر متطابقة، قالت لـ(المنبر 4)، إن مناطق البترول بشرق دارفور دُمِّرت وسُرقت غالبية محتوياها. وتضم شرق دارفور نحو 23 بئر بترول في المناطق الشرقية أبوكارنكا وعديلة، كما اندلع حريقٌ في أبو كارنكا مؤخراً تسبب في خسائر فادحة.

احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط
وكان تجمع العاملين بقطاع النفط في السودان كشف عن تدمير ونهب حقلي سفيان وبلية بشرق دارفور التابعين لشركة بترو نرجي بولاية شرق دارفور.

وكان حقل سفيان قبل الحرب ينتج يومياً 5 آلاف برميل من خام النفط، وأشعل مجهولون النار في أكبر بئر للإنتاج النفط بحقل زرقة أم حديد الواقع بولاية شرق دارفور” بمنطقة أبو كارنكا.

وروى شهود عيان أن النيران التهمت البئر بالكامل بعد صعوبة إخمادها ألسنة اللهب المشتعلة.

من جانبها، قالت قيادات أهلية بمحلية أبوكارنكا إن ما حدث هو عمل تخريبي القصد منه تعطيل آبار البترول وتدميرها بالمنطقة.
من جهتها، قالت الدعم السريع التي يقع عليها تأمين حقول البترول بعد سيطرتها عليها في ديسمبر الماضي إنها ألقت القبض على الجناة ويجري التحقيق معهم.

جانب من الدمار

جانب من الدمار الذي خلفته الحرب في شرق دارفور [المنبر24]

كشفت مصادر متطابقة، عن تعرض سكان شرقي دارفور لمضايقات خلال السفر للمناطق الأخرى من السلطات الأمنية، وهناك استهداف للمواطنين وانتهاكاتٌ ضد المدنيين باعتبار أنهم من قبيلة الرزيقات، وتابع المصدر: “لا يستطيع المواطنون السفر إلى بورتسودان”، يتم التصنيف والاعتقال والتعذيب.

شهدت أسواق ولاية شرق دارفور حالة من الركود مع غلاء أسعار المواد الغذائية، حسب إفادات من هناك.

وبلغ سعر جوال الدخن أكثر من مئة ألف جنيه، بينما تباع الملوة بخمسة آلاف، وجوال السكر زنة 50 كيلو وصل إلى 105 آلاف جنيه، وجوال الدقيق زنة 25 بحوالي 40 ألف جنيه، وجوال العدس زنة 20 كيلو بـ60 ألف جنيه.

ورصد المنبر 24، زيادة في سعر الوقود، حيث بلغ جالون البنزين 18 ألف جنيه، بينما ارتفع جالون الجازولين إلى 15 ألف جنيه.

موقع المنبر
Logo