عفراء فتح الرحمن
ود صديق الفتى غض العمر ضخم الشجاعة الذي ظهر أيقونة بارزة على جيد ثورة ديسمبر بجملته الشهيرة ( مخالف – والرهيفة التنقد) ودفع الثمن وظيفته ثم لم تلن له عزيمة ولم يصب ( بالرمد الربيعي) إنما لبى نداء الفطرة السليمة.
ومضى في دعاءه ( اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه)، هو لاينظر لك إنما لفعلك فتى تطابقت أقواله مع أفعاله سلما وحربا ودفع روحه ثمنا لما يؤمن به .
وعندما لم يستطيعوا إذلاله حيا يحاولون الآن إذلاله ميتا عن طريق تسويق أنه فر منهم كيف ذاك ؟
وآخر فيديو كانوا يحيطون به إحاطة السوار بالمعصم ؟، ثم لماذا توقفوا عن تصويره وهو يحاول الفرار ؟ وهم يركضون خلفه ؟ لماذا الجنجويدي الذي كان يحرك جثته الملفحة بتراب وطنه ويهزأ بالشهيد لم يتفوه بهذه المعلومة ضمن ماتفوه به من سب وشتم واستهزاء؟! ، والواقع يقول من خلال الفيديو الأخير إن البطل كان حريصا على رمزيته من الخدش بل حتى على هيئته الجسدية فعندما شعر بالتصوير نثر التراب عن وجهه ورأسه على عجل ووقف ممشوق القامة (مثل السيف وحده) ورسم على وجهه نظرة ثبات إنفعالي يدرس نظريا ويتمنع على التطبيق وعلى شفاهه ابتسامة مربكة لعدوه الذي فقد على إثرها السيطرة وقام بصفعه ليقبض على كفه سراب ( من ياتو ناحية )؟!
ومن الدلالات المهمة في لغة الجسد عقد ذراعيه خلف ظهره وهذه وقفة (الضباط) وهم يتفقدون صفوف جنودهم ومن ناحية تفسيرات لغة الجسد فهي تحمل أوجه الثقة بالنفس وعدم الاهتمام .
ثم لنفترض صدق روايتك (المعتوهة)و أن ود صديق قد نبتت له أجنحة بالفعل واستطاع عقب صفعه أن يتخلص من محاصرة الجنود له من جميع الاتجاهات بالفرار عبر أجنحته طيرانا إلى السماء !!
لماذا لم تضربه على ساقه أو فخده مثلا بغية تعطيله عن الحركة لماذا صوّبت نحوه في منطقه مميته أيها الجنجنويدي ( الكيوت) ؟!
وإن قتلته فقد مات قبله نفر كريم من أبناء وبنات السودان ليس بأعز منهم ، لكنك فعلت ذاك لتذله لتكسر أسطورته لتهزم كبريائه وماقر في ذهنك أن طائر 🦅 الفينيق يولد من تحت أكوام الرماد!!
لم يخطر بعقلك الغوغائي أنك تمنحه موتا مشرفا يخلده أبد الدهر وأنك تضع على جسده نيشان بطولة لا رصاصة غادرة!!
على مثل محمد صديق وعثمان ود فور فالتبكي البواكي .
اللهم أحقن الدم وادرء الفتنة وأوقف الحرب برحمتك .. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام 🤲