وكالات دولية: ملايينُ السُّودانُيين يٌواجهون خَطَرَ المجاعة

متابعات – المنبر 24

قالت وكالات الأمم المتحدة، إن العوائق المتعمدة أمام المساعدات الإنسانية، والتي تترك السكان المدنيين دون أساسيات البقاء على قيد الحياة تنتهك القانون الإنساني الدولي.

وأوضحت اللجنة الدائمة المشتركة لمنظمات الأمم المتحدة في بيان الجمعة، إن الوقت ينفد بالنسبة للملايين من الأشخاص في السودان الذين يواجهون خطر المجاعة الوشيك. إلى جانب النازحين، وأولئك الذين يعيشون تحت القصف، وانقطعت عنهم المساعدات الإنسانية.

وتعتبر اللجنة الدائمة أعلى هيئة للتنسيق الإنساني في منظومة الأمم المتحدة، وتضم 19 منظمة بينها منظمات غير أممية، أن “طواقم إنسانية تتعرض للقتل والإصابة والترهيب، في موازاة نهب المساعدات الإنسانية”.

وأكدت اللجنة أنه مع دخول الصراع الآن عامه الثاني، يعاني 18 مليون شخص من الجوع الشديد، بما في ذلك 3.6 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد.

وتابعت “تقترب المجاعة بسرعة من ملايين الأشخاص في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.

وبحسب هذه اللجنة، فإن السودان يستضيف أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم حيث يصل عددهم إلى حوالي 10 ملايين. وفر مليونا شخص آخر إلى البلدان المجاورة.

وأكدت اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات تزايد الهجمات المروعة ضد المدنيين – بما في ذلك العنف الجنسي إلى جانب الهجمات على المستشفيات والمدارس.

ولفتت إلى أن أكثر من 800 ألف مدني يستعدون لهجوم وشيك واسع النطاق في مدينة الفاشر، من شأنه أن يطلق العنان لعواقب إنسانية كارثية في المدينة، وفي جميع أنحاء دارفور.

نص البيان 

ﺑﯿﺎن ﻣﺪﯾﺮي اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻮﻛﺎﻻت
ﻻ وﻗﺖ ﻧﻀﯿﻌﮫ ﻷن ﻣﺠﺎﻋﺔ ﺗﻼﺣﻖ اﻟﻤﻼﯾﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻗﺘﺎل ﻋﻨﯿﻒ وﺣﺮﻣﺎن ﻣﻦ إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻮﺻﻮل
2024 ﻣﺎﯾو 31
نيويورك/جنيف/روما/واشنطن – إن الوقت ينفد لملايين الأشخاص في السودان الذين يواجهون خطر المجاعة الوشيك، والنازحين من أراضيهم، والذين يعيشون تحت القصف، والمنعزلين عن المساعدات الإنسانية.

فمع دخول النزاع عامه الثاني، يعاني 18 مليون شخص من الجوع الحاد، بما في ذلك 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وتقترب المجاعة بسرعة من ملايين الأشخاص في ولايات دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.

السودان هو موطن لأكبر عدد من النازحين في العالم حيث يبلغ عددهم حوالي 10 ملايين. وقد فرَّ مليونا شخص آخر إلى دول الجوار.

وتتضاعف الهجمات المروِّعة ضد المدنيين – بما في ذلك العنف الجنسي – وكذلك على المستشفيات والمدارس.

ويتأهب أكثر من 800 ألف مدني في مدينة الفاشر لهجوم وشيك واسع النطاق الأمر الذي من شأنه أن يطلق العنان لعواقب إنسانية كارثية في المدينة وفي أنحاء دارفور.

وعلى الرغم من الاحتياجات الهائلة لا يزال العاملون في مجال تقديم الإغاثة يواجهون عقبات منهجية وحرمانًا متعمدًا من إتاحة الوصول من جانب أطراف النزاع. وقد انقطعت حركة التنقل عبر خطوط النزاع إلى أجزاء من الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان منذ منتصف ديسمبر. ويعني إغلاق معبر أدري الحدودي في فبراير ـ وهو طريقنا الرئيسي إلى غرب السودان من تشاد ـ أن المساعدات ترشح إلى دارفور بشكل محدود. ويتعرض عمال الإغاثة للقتل والإصابات والمضايقات، كما تتعرض الإمدادات الإنسانية للنهب.

وفي شهري مارس وأبريل من هذا العام، حُرِم ما يقرب من 860 ألف شخص من المساعدات الإنسانية في ولايات كردفان ودارفور والخرطوم. إن العرقلة المتعمدة التي تعترض سبيل المساعدات الإنسانية والتي تترك السكان المدنيين دون مقومات البقاء على قيد الحياة تشكل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.

لقد بدأ الجوع الحاد يتكشف، والتوقعات بالنسبة لإنتاج الغذاء في عام 2024 قاتمة. ولدينا فرصة تتقلص بسرعة لإيصال التقاوى للمزارعين قبل انتهاء موسم الزراعة الرئيسي وبداية موسم الأمطار. وإن تحركنا في الوقت المناسب سيمكن الأشخاص ــ وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق التي يتعذر الوصول إليها ــ من إنتاج الغذاء محليًا وتجنب نقص الغذاء في الأشهر الستة المقبلة. وبدون اتخاذ إجراءات فورية، سيعاني الأشخاص من الجوع وسيضطرون إلى التنقل بحثًا عن الطعام والمأوى والحماية.

ودعونا نكون واضحين: إذا مُنعنا من تقديم المساعدات بسرعة وعلى نطاق واسع، سيموت المزيد من الأشخاص.

وبدون تغيير فوري وكبير، سنواجه سيناريو كارثي: حيث ستضرب المجاعة أجزاء كبيرة من البلاد. وسيفِّر المزيد من الأشخاص إلى دول الجوار بحثا عن القوت والسلامة. وسيستسلم للردى المزيد من الأطفال بسبب الأمراض وسوء التغذية. وستواجه النساء والفتيات، اللائي يتحملن بالفعل وطأة النزاع معاناة ومخاطر أكبر.

ولمنع هذه السيناريوهات الأسوأ نطلب نحن، رؤساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات وعلى وجه الاستعجال من أطراف النزاع القيام بما يلي:

اتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين، بما في ذلك الامتناع عن توجيه الهجمات ضدهم، والسماح لهم بالمغادرة إلى مناطق أكثر أمانًا، وإنهاء العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
تيسير وصول المساعدات الإنسانية دون عقبات عبر جميع المسارات الممكنة عبر الخطوط والحدود للسماح للمدنيين بتلقي المساعدات الإنسانية.
الوقف الفوري لجميع الأعمال التي تمنع العمل الإنساني أو تعرقله أو تتدخل فيه أو تسيسه.
تبسيط وتعجيل الإجراءات الإدارية والبيروقراطية المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية.
تهدئة الوضع في الفاشر واعتماد وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد.
وقف انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، ومحاسبة الجناة على جرائمهم.
ويساورنا القلق أيضاً إزاء الدعم المحدود المقدم من المانحين. فبعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر من العام – وبعد ستة أسابيع من انعقاد المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس في 15 إبريل – تلقينا 16 في المائة فقط من مبلغ ال 2.7 مليار دولار التي نحتاجها.

يجب على المانحين أن يسددوا وعلى وجه السرعة التعهدات التي قطعوها على أنفسهم في باريس وأن يسرعوا بتقديم تمويل إضافي للنداء الإنساني. فمع المجاعة التي تلوح في الأفق، يتعين علينا تقديم المزيد من المساعدات المنقذة للحياة الآن، بما في ذلك التقاوى للمزارعين قبل انتهاء موسم الزراعة.

فالساعة تنبه إلى مضي الوقت والاختيار واضح.

الموقعون:

السيد مارتن غريفيث، منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ ووكيل الأمين العام للشئون الإنسانية (أوتشا)
السيدة صوفيا سبريشمان سينيرو، الأمينة العامة لمنظمة كير الدولية
الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)
السيد جيمي مون، المدير التنفيذي للمجلس الدولي للوكالات الطوعية
السيدة إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة
السيد توم هارت، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة انتر آكشن
السيدة تجادا دوين ماكينا، الرئيسة التنفيذية لمنظمة فيلق الرحمة
السيد فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
السيدة باولا غافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين
السيد أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
السيدة جانتي سويريبتو، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفولة
السيد مايكل ملينار، المدير التنفيذي بالنيابة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)
السيد فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين
الدكتورة ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان
السيدة كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)
السيدة سيما باحوس، وكيلة الأمين العام والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة
السيدة سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي
الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
السيد أندرو مورلي، الرئيس والمدير التنفيذي للمنظمة الدولية للرؤية العالمية

 

موقع المنبر
Logo