مجزرة «ود النورة»   .. تفاصيل الإبادة الجماعية لـ « المليشيا»  

تقرير –  خاص المنبر 24  

تتضارب أعداد ضحايا مجزرة «ود النورة»  في ولاية  الجزيرة أواسط  السودان ظل انقطاع الاتصال والإنترنت عن المنط»قة، فيما يتحدث ناشطون عن مقتل 200 مدنيًا على الأقل، قال آخرون أن عدد الشهداء 325 قتيلاً ونحو مائتي جريح .

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحادثة «ود النورة» وتنكيل الدعم السريع بالأهالي في جريمة بشعة تضاف لسجلها  الاجرامي.

الجيش يتدخل

في  الأثناء  نقلت مصادر الخميس معاودة  المليشيا لاطلاق  النار في« ود النورة »والتي ترتكز  خارج القرية، غير أن تدخل الطيران الحربي  التابع للجيش السوداني ساهم في تراجعها قليلاً، ونقل شهود عيان  لـ(المنبر 24) أن مقاتلات  الجيش أسقطت أربعة براميل  متفجرة سمع  دويها في قرية ود النورة والمناطق المحيطة بها.

 وتقع «ود النورة »  مع نهايات امتداد مشروع الجزيرة وبداية حدود ولاية النيل الأبيض حيث تبعد جنوب شرق القطينة على بعد 40 كيلومتر تقريباً وترتبط تجاريا مع ولاية  الخرطوم.

ونشرت لجان مقاومة مدني، مقطع فيديو، يُظهر دفن الضحايا في ميدان عام وسط تجمع غفير من السُّكان.

بيان مجلس السيادة

 قال مجلس السيادة في بيان اطلع  (المنبر 24) عليه إن مليشيا الدعم السريع أقدمت على ارتكاب مجزرة بشعة بحق المدنيين العُزل في  «ود النورة »  ، راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين، حيث تضاف هذه الجريمة لسلسلة الجرائم التي ترتكبها، وهي إفعال إجرامية تعكس سلوكها في استهداف المدنيين وتهجيرهم قسريا -وفقا للبيان.

وطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بادانة واستنكار جرائم الدعم السريع ومحاسبة مرتكبيها، إعمالا لمبدأ عدم الإفلات عن العقاب.

الأمة القومي يدين

 من جهته أكد حزب الأمة القومي السوداني مقتل ما لا يقل عن 100 من أهالي قرية  «ود النورة » بولاية الجزيرة الأربعاء إثر اقتحام  مليشيا الدعم السريع للبلدة الواقعة بمحلية 24 القرشي.

ودان الحزب انتهاكات الدعم السريع المستمرة بحق المواطنين في القرى، واصفًا الهجوم الذي شنته على قرية ود النورة بـ “العنيف”، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين.

لمؤتمر السوداني يٌندد بالحادث

 وقال حزب المؤتمر السوداني في بيان حصل (المنبر 24) على نسخة منه ، إن الدعم السريع، هاجمت صباح الأربعاء قرية  «ود النورة » بالجزيرة، حيث أسفر الهجوم عن ارتكاب مجزرة وجريمة بشعة راح ضحيتها عشرات المدنيين فاقت اعدادهم المائة، وأعداد أخرى من الإصابات، كما قامت القوة المهاجمة بعمليات سلب ونهب واسعة لممتلكات وسيارات الأهالي، وفق البيان.

وندد البيان بالجريمة، داعيًا قيادة الدعم السريع إلى التوقف فوراً عن ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات في حق الابرياء في الجزيرة وغيرها، قائلًا إن “جرائم وانتهاكات حرب 15 ابريل اللعينة لا مناص من اجراء حكم القانون والمثول أمام منصات العدالة لكل منفذيها.

الإبادة  الجماعية

 وأدان حزب الأمة، برئاسة مبارك الفاضل المهدي، الإبادة الجماعية التي نفّذتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية وقواتها من المرتزقة في قرية  «ود النورة »  بولاية الجزيرة.

 وقال الحزب في بيان له: “استخدمت المليشيا كل أنواع الأسلحة الثقيلة قتلت خلالها أكثر من 200 من المواطنين الأبرياء العُزّل، مصحوبة بتصفيات جسدية للأطفال والنساء، بعد انتشار عناصر المليشيا الإرهابية على أسطح المباني والمساجد، وهجّرت المئات قسرياً بعد نهبهم وترويعهم”.

وأضاف: “إن بشاعة هذا الفعل يعكس مدى إجرام هذه المليشيات وإرهابها ويرقى ليكون جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وتحدياً سافراً لكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، وتجاوزاً فاضحاً لكل الأخلاقيات المتعارف عليها لدى البشرية منذ الأزل”.

ومضى في القول: (إنّنا في حزب الأمة نترحّم على أرواح الضحايا، ونرسل دعوات الشفاء للجرحى، وندين بأغلظ العبارات هذا السلوك الهمجي الإجرامي، الذي يؤكد أنّ هذه الحرب ضد المواطنين السودانيين في منازلهم وقراهم الآمنة بغرض المساومة على السلطة والقوة، ولن تستطيع المليشيات وحلفاؤها أصحاب إعلان أديس أبابا تغيير طبيعتها بشعارات جوفاء، ويؤكد الحزب أنّ ما يجري في الجزيرة من تطهير عرقي وإبادة جماعية مواصلة للمخطط الذي اعتمد الجنجويد العام 2003، ويحدث الآن للمرة الثانية والعالم يتفرّج، ويُحَذِّر الحزب، جميع الجهات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالشأن السوداني من مغبّة التهاون مع جرائم الإبادة الجماعية والاغتصاب والتهجير القسري التي ترتكبها مليشيات الدعم السريع دون أن يجد من يردعها ويحاسبها على أفعالها وممارساتها).

وأكّـد الحزب أنّه مهما تدثّرت مليشيات الدعم السريع الإرهابية المستجلبة من خارج الحدود خلف سلاحها، إلّا أنّ ساعة الخلاص منها آتيةٌ لا محالة، وتقديم آل دقلو المُجرمين إلى محاكم عادلة لينالوا جزاءهم لما ارتكبوه من جرائم بحق أهل الجزيرة والشعب السوداني.

المليشيا تكذب

 وفي تنصل  من مسئوليتها عن الهجوم الإرهابي  وتكذيب  للوقائع  زعمت   مليشيا  الدعم السريع في بيان على منصة “إكس” إنها هاجمت في تمام الساعة الخامسة من صباح اليوم الأربعاء، ثلاثة معسكرات غرب وجنوب وشمال منطقة “ود النورة” تضم قوات مما اسمتها بـ”مليشيا البرهان، وجهاز المخابرات، وكتيبة من كتائب الإسلاميين المعروفة بـ (الزبير بن العوام) إلى جانب مستنفرين”.

وقالت أنها اشتبكت مع هذه القوات في المعسكرات المذكورة التي تقع خارج المدينة وتمكنت من الاستيلاء على عدد 4 عربات بكامل عتادها وعدد 70 بندقية كلاشنكوف وعدد 4 مدافع قرنوف واحتسبت 8 قتيل وعدد من الجرحى.

وقالت المليشيا إنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تحركات أو تجمعات لـ”العدو”، وستعمل على ملاحقته وحسمه ولن تجدي أي محاولات للفلول وغرف التضليل التي تحاول جاهدة تغبيش وحجب الحقيقة التي يعلمها الجميع بما في ذلك أهل المنطقة، وفقًا للبيان.

وتحدث شاهد عيان عن شن الدعم السريع هجوما على  «ود النورة » بعدد 35 عربة قتالية حيث اطلق الجنود النيران بشكل عشوائي،على الاهالي الذين خرجوا لمعرفة ما يدور، وافاد بسقوط 140 قتيل وجرح ما يزيد على المائتين.

 وتعمد الدعم السريع، بعد سيطرتها على الجزيرة في أواخر العام السابق، الى مداهمة قرى الولاية مرتكبة بحق سُكانها العُزل أفظع الجرائم التي تشمل القتل والاختطاف والتهجير القسري ونهب الممتلكات بما في ذلك المحاصيل والأثاث المنزلي.

واندلع القتال بين الجيش السوداني و الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل     2023، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.

موقع المنبر
Logo