القاهرة – المنبر 24
قال أحمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية أنه اجتماع اليوم في ظل حرب غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث.
تدور أحداثها منذ أربعة عشر شهراً بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع التي راح ضحيتها في أقل تقدير حوالي خمسة عشر ألف شخصاً حتى الآن، وعشرة ملايين تشردوا بعيداً عن مساكنهم ومدنهم وقراهم مع إسقاط واستهداف متعمد لمؤسسات الدولة وبخاصة في العاصمة الخرطوم، وعمليات تطهير عرقية بشعة عادت لتطل برأسها من جديد في دارفور وكردفان، إضافة إلى انتهاكات بالجملة لحقوق الانسان الأساسية وصلت إلى حد ارتكاب مجازر يندى لها الجبين كما حدث في ولاية الجزيرة الأسبوع الماضي، ومجاعة توشك أن تفتك بشعب هذا البلد الذي اشتهر بكونه سلة خبز أفريقيا والوطن العربي.
وأضاف خلال كلمته في الإجتماع التشاوري بشأن تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان الذي انطلقت أعماله اليوم الأربعاء في الجامعه العربية أن الوضع السوداني قد يحتمل كثير من التحليل حول جذور الأزمة وأسباب انحداره إلى هذا المستوى غير المسبوق ولكننا لا ينبغي أن نسمح بأي تأخير في المعالجة فالوقت ليس في صالح الشعب السوداني والدولة السودانية.
وأكد أبو الغيط علي استمرار هذه الحرب يعني استمرار تآكل قدرات الدولة السودانية على أداء مسؤولياتها، وإجبار الأجيال السودانية الحالية والقادمة على التشرد فراراً من أتون الصراع.
وتابع ابو الغيط في كلمته نعلم جميعاً أن إنهاء الأزمة هو أساساً مسؤولية النخب السودانية إلا أن المجتمع الدولي، بمنظماته الدولية والإقليمية، عليه أيضاً مسؤولية كبيرة تمليها قراراته ومواثيقه بضرورة بذل كل المساعي لاستعادة الاستقرار في هذا البلد والحفاظ على السلم والأمن الإقليمي، والحيلولة دون سقوط الدولة السودانية ومؤسساتها.
وأكد أبو الغيط انه ليس من الحكمة أن تظل جهودنا مبعثرة وليس من الصواب أن تمضي مساعينا دون تنسيق كافٍ يضمن تناغمها ويوحد الرسالة الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة السودانية وليس من المقبول أن نسمح بأن يكون قادم الأمور في السودان هو الأسوأ.