متابعات – المنبر 24
وصف القيادي بقوى الحرية والتغيير خالد عمر تصريح رئيس وفد الحكومة السودانية للتشاور مع الجانب الأميركي في جدة محمد بشير أبو نمو بانتهاء المشاورات دون التوصل لاتفاق، بالغريب لجهة أنه حمل “توصية” للقيادة أعلنها عبر الإعلام.
ورجح عمر في تغريدة على منصة إكس، أن ذلك يأتي في سياق الضغط على قيادة القوات المسلحة لعدم الذهاب للتفاوض مضيفا “وهو أمر تزامن مع حملة ينظمها عناصر النظام البائد عبر القنوات الإعلامية ومنابر المساجد تسير في ذات الاتجاه الداعي لاستمرار القتال ورفض الحلول السلمية التفاوضية”.
نص التعليق
كتب خالد عمر يوسف
..
التصريح الذي أدلى به السيد محمد بشير أبو نمو عن خلاصة نقاشاتهم مع الجانب الأمريكي التي انعقدت بالمملكة العربية السعودية، والذي أعلن فيه توصيتهم لقيادة القوات المسلحة بعدم المشاركة في مفاوضات جنيف، هو موقف مخيب لآمال الملايين من السودانيين/ات ممن شردتهم هذه الحرب ودمرت حياتهم.
جاء التصريح غريباً إذ أنه حمل “توصية” للقيادة أعلنها عبر الإعلام، وإن كان الأمر أمر توصية لا زالت قيد النقاش، فمكانها هو قاعات الاجتماعات الداخلية وليس الوسائط الإعلامية. لذا فإن المرجح هو أن هذا الإعلان يأتي في سياق الضغط على قيادة القوات المسلحة بعدم الذهاب للتفاوض، وهو أمر تزامن مع حملة ينظمها عناصر النظام البائد عبر القنوات الإعلامية ومنابر المساجد تسير في ذات الاتجاه الداعي لاستمرار القتال ورفض الحلول السلمية التفاوضية.
تتخذ أطراف في معسكر القوات المسلحة مواقف ضد الحل السلمي التفاوضي لأسباب عديدة ليس من بينها النظر لمعاناة الشعب السوداني التي تطاولت بسبب استمرار الحرب. تروج هذه الأطراف للحل العسكري للنزاع وهذا المسار لم يقدم للناس سوى الموت والدمار والتشرد، فهذا النزاع لا حل عسكري له، وهو أمر يتضح يوماً بعد يوم لكل ذو عقل وحس سليم.
الخيار الآن لدى قيادة القوات المسلحة، فلتنظر لملايين السودانيين/ات الذين يتطلعون لمفاوضات جنيف كبارقة أمل تنهي معاناتهم، فليستمعوا لأصوات الجوعى والنازحين واللاجئين والمرضى والذين يريدون العودة لديارهم وعيش حياة طبيعية دون حرب أو دمار .. هذه الأصوات هي التي يجب الاستماع لها وليس ضجيج من يريدون اتخاذ هذه الحرب كوسيلة لتحقيق مكاسب سلطوية بائسة لا قيمة لها.
#لا_للحرب