د. عفراء فتح الرحمن
يجب أن تتوقف الحرب لأجل أبناء وبنات السودان الذين يموتون أرتالاً من طلقات البنادق مثل أسراب الجراد الموسمي ، من أجل الذين يموتون عطشا واحتراقا من أشعة الشمس وهم في طريقهم إلى مصر وليبيا فارين من قضاء الله إلى قضاء الله ،
من أجل النساء اللواتي يضربن ويهن ويقتل أبناؤهن وأزواجهن لمجرد البحث عن جرعة ماء للشرب مثلما يحدث في غابات إثيوبيا من عصابات الشفتة والجيش النظامي .
يجب أن تتوقف من أجل الحرائر اللواتي أصبحت أجسادهن موائد للبغاة المنبتين مخرومي المروءة ، يجب أن تتوقف من أجل قرى السودان الوادعة التي لم تخبر غير ( حيشانها) المتسعة للقادمين أفواج ، لأجل موارد السودان البشرية وثرواته يجب أن تتوقف لأن لا أحد سوي يستعذب رؤية أنهار الدم تتفجر في كل مكان .
يجب أن تتوقف حتى لا يتواصل استهداف الاثنيات وممارسة التطهير العرقي ، هذه الحرب ليست حماقة الدعم السريع فقط إنما حربه بالوكالة لدول هي الأخرى مخلب قط لمن يريد تفتيت هذا الوطن ووضع ترابه في جيبه لمصالح استراتيجية كبرى ،
أنا لا ثابت لدي غير لا إله إلا الله ولا وطن إلا السودان 🇸🇩 ليست لدي جنسية أخرى ولا وطن موازٍ ولا امتدادات محاذية ، لا أريد لوطني أن ينهار بالكامل ولا تسرني رؤيته أطلالاً بالية ينعق فيها البوم ، إذا ذكر أحد أن هذه الحرب قصدية لتجريف الذاكرة وخلق تطهير عرقي وتهجير قسري قلت نعم وزيادة .
ولكن علينا أن نوقف الحرب أولا دون أن نجسر الطريق لفرار المخطئين من العقاب الفردي أو مسؤولية من أطلق الأوامر ، علينا أن نكون جسورين في رؤية الحق والتأكيد عليه والمدافعة عنه والتأشير نحو الفئة الباغية وتغليب المصلحة الوطنية في آن لوقف هذا النزيف .
وبذات الجسارة علينا أن نتصدى لمخاوفنا ضد الحركات الشعوبية إن صح التعبير وعلينا أن نكف عن التدليل وطاقات الابتزاز الوطني الدائرية ومراحل الطفولة الوطنية التي تمثل براكين خاملة آيلة لدوي مباغت ، علينا أن نفكر في سودان مابعد الحرب الذي يقرر أبناءه حقهم في الحكم وصولا إلى تقرير المصير لقد أرهقنا لأجيال طويلة وجربنا الوقوف على الرأس والصعود نحو الهاوية كثيرا فلنجرب مرة إعطاء حق تقرير المصير لكل من رغب في سودان مابعد الحرب والتفكير بعدها فيما عداه ، مع إيجاد دولة قانون صارمة ولو أن أبرز ممسكات سلوكنا الجمعي هو الخروج على القانون بدءا من تخطي إشارة المرور وصولا إلى التعدي على الحقين العام والخاص ، لابد أن تقوم دولة القانون والمؤسسات والكف عن الغوغائية والهمجية وتيارات التوحش والتلويح بالمصاحف على أسنة الرماح التي تقطر دما ، كما أن إدارة التنوع الثقافي لسودان مابعد الحرب خارج إطار ( مجاميع تقرير المصير ) يجب ألا يتساهل فيها مع ثقافات القتل والنهب والهتك والهدم وان إستمرار التساهل واللامساءلة في سودان مابعد الحرب يعني التبشير بأكثر من دولة في الإقليم الواحد لنتخطى هذا التحدي الكبير يجب أن نفرق بين الرغائبية والمطلبيه والواقعية .
ويجب على القوى السياسية الابتعاد عن أحادية الرؤية ومحاولة تسجيل السودان كملكية خاصة تتجاذبها الأيدولوجيات وتغزوها حظوة النفس لأن تجربة الحرب أخبرتنا عن امكانية فقدانه إلى الأبد.
أما التحدي الأبرز هو كيف تنتهي الحرب ؟!.
لاطريق معبد يمكن أن يسلكه السودانيون لإخماد الحرب إلا من صنع أيديهم مثلما صنعوا الحرب وولغوا فيها كمجاميع يجب أن تتوفر إرادة السلام التي تحاسب المخطئ وتقتص للمغتصبات والشهداء والمهجرين والمنهوبة أموالهم وتمنع التدخل الأجنبي في أمن وسلامة السودان ونهب ثرواته بيد أبناءه .
يجب أن نجنح للسلم كإرادة وطنية حرة لا كتنفيذ لخطة الكفيل البديلة.
لاتحدي أمامنا للخروج من هذا المأزق سوى البحث عن طريق أبلج تسمى فيه الأشياء بأسمائها وترد فيه الحقوق وترفع المظالم ونسلم السودان لمن بعدنا كما سُلمناه لاكما صنعت أيدينا.