بقلم / محمد حامد جمعة
حزنت لمقاطع فيديو يظهر فيها البروفيسور صلاح فرج الله، أستاذ علم الاجتماع بالجامعات السودانية .وهو يعاني بأحد دور الإيواء بكسلا . شرطة ولاية كسلا بقيادة اللواء شرطة سفيان عبدالوهاب. وهي تنقل البروفيسور إلى مستشفى الشرطة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة ومتابعة علاجه ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير سكن مناسب . وطاف بذهني وأنا أكف الدمع شريط ذكريات في حضرة البروف وهو يطوف بالسامعين في القصص والحكايات وتفسير الظواهر . يخلط تبر العلم بعجين من مزيج تراب الأزقة فيستدعي الطرفة ويستخرج خيوط الحكمة .تارة يقيم النوتة على نغمة الجدية ومرات على النكتة فيسوق الحضور إلى جذوة التنوير المتقد دون أن يتخلى عن حياد الباحث أو يميل لغير حقيقة ما يعتقد .
2
وكما أن بالرجل طيوف من روح البروفسير الراحل علي المك .فصلاح هجين من المثقف المديد الجذور في أنساب المعرفة وخصائص الأشياء وهو ما ينقله من مقام العالم للعارف (تفسير الزمخشري) وهو في الوقت نفسه إبن الشمس الحارة ومساهمات العتامير وأفق الحياة البسيطة فهو من ظلال العمال والصنياعية إلى جدل الباعة في مصاطب الخضار إلى أفواج ملوك المدرجات في دار الرياضة عصرا (شخصيا كنت أذهب لامتع نفسي بدهشة الانصات في مدرج يغشاه ودار الحكام جنوبنا ) هم هو في المساء بين ندوة ولقاء لا يتقيد فيه برونق الأمكنة .فصلاح ـ والمقام محفوظ واللقب ـ قد يأتيك لدعوة في قطاطي عرب أو الديوم أو الحاج يوسف بنفس مسلكه أن حمل الأسم دارا في حي ثري ومقام رفيع
3
مثل البروفسير صلاح فرج الله لو أنه كان من المقدمين في حزب أو جماعة .يمين او يسار لكان قد تدبر له الرفاق والإخوان مخرجا ولو أنه كان غانية ذات نهد وجيد لتطوع (بعام) بنقله إلى حيث النكهة . لكنه مثل أغلبية صامتة من العلماء وأهل الإبداع النقي والكفاءة المحايدة تنتهي بهم الآلام حيث مراقدهم .ومثلهم لا يدخرون لأنهم بالأساس لا يحصلون إلا على المتاح الشريف وهذا (الجاي قدر الرايح) لذا لا أتعجب أن طاله ما طال مثلما رأيت العديد منهم في شوارع أمدرمان (معسرون وطبعهم جميل) يضحكون ويتسامرون .يمنحون حتى في ظروف محنة البلد الكبيرة غيرهم الأمل ومنافذ الحياة .
حيا الله البروفسير صلاح فرج الله وإن كان من همسة فهي في ٱذان من يحيطون بالمسؤولين ماذا تفعل مكاتبكم وأظن أن همس النمل يبلغكم ولكم المراصد .
لماذا لا يبادر اولئك بإسم من يحيطون فيتفقدون أقله العلماء النجباء . هؤلاء في ظروف الحرب مثل الأسرار المقدرات يؤمنون وينقلون ويكرمون .
وليت مكتب رئيس المجلس السيادي يلتقط (صلاح) بعد الثناء على الشرطة فالرجل مقامه سيادي وأما وزير التعليم العالي ..والله العظيم ما عارفه منو ؟ حي ولا ميت ولا شفشفو .!
من صفحة الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة ـ على (الفيسبوك)