خاص : المنبر 24
بدأت اليوم السبت في تونس ، جولة الانتخابات الرئاسة ، وسط مراقبة دولية واهتمام خليجي متزايد بهذا البلد الذي يشكل موقعاً فريداً في الساحتين الجغرافية والسياسية .
ويبلغ عدد الناخبين التونسيين المسجلين حتى 16 أغسطس 2024 حوالي 9 ملايين و700 ألف ناخب ،وفق وكالة تونس أفريقيا للأنباء.
.
وتفيد متابعات (المنبر 24) أن الرئيس الحالي ،قيس سعيد صاحب الحظ الأوفر في هذه الجولة ، فمنافسه الأقوى رجل الأعمال العياشي الجمال ، ما يزال يقبع في السجن إثر تهم قال محاميه إنها كيدية وملفقة ، أما منافسه الأخر زهير المغزاوي المدعوم من حركة الشعب ، هو الأخر يواجه بعقبة السند الخارجي الذى يتوفر لمنافسه الأقوى .
ولم يشكل صعود قيس سعيد إلى الرئاسة في تونس عقب انتخابات رئاسية في 2019 ، تغيراً جوهرياً في المسار الديمقراطي للبلاد ، بعد عقود طويلة من الحكم الديكتاتوري العضوض ، وحتى بعد أن تخلص الشعب التونسي من حقبة زين العابدين بن علي المظلمة ، وأشعل ربيع الثورات العربية ، لكن سرعان ما أثارت توجهات سعيد ذات التي تحمل جينات الطبيعة الديكتاتورية المنتخبة ، مخاوف التونسيون من عودة البلاد إلى الوراء.
وتأثرت الأوساط التونسية بعدة قرارات أصدرها قيس سعيد متعلقة بالسياسة والاقتصاد ، كان أبرزها إبداء سعيد التزما صميماً تجاه محاربة الإسلام السياسي في البلاد ، بعد أن صعد هذا التيار على سلالم الثورة عبر بوابة حركة النهضة ورمزية الشيخ راشد الغنوشي.
فعمد إلى حل البرلمان في عام 2021 ورفع الحصانة عن النواب تمهيداً لمحاكمتهم بتهم الفساد ، لكن القوى الديمقراطية والعلمانية في تونس لم تمضي خلف سعيد مؤيدة لتكل الإجراءات وشهدت البلاد مرافعات قوية عن ” ديمقراطية تونس” تصدرها اليسار التونسي والنقابات المهنية واتحاد الشغل .
ورغم التحديات الاقتصادية الهائلة التي عمل قيس سعيد على معالجتها عبر صندوق النقد الدولي ، إلا أن أنه لم يتمكن من الحصول على القروض اللازمة ، برغم إتباعه شروط الصندوق بخاصة المتعلقة بالسياسات المالية وقانون استقلالية البنك المركزي التونسي الذي أضطر إلى التراجع عنه بعد أن يئس من مماطلة الصندوق .
وخلال فترة رئاسته حاول سعيد التقرب من تركيا لكن مشكلاته الداخلية مع حركة النهضة أدت لتراجع أنقرة عن دعمه ، حالياً يحاول قيس سعيد إقامة نوع من الارتباط مع دول الخليج الغنية لفك الضائقة الاقتصادية عن تونس ، لكن هذه الخطوة وفقاً لمراقبين ترتبط بمدى التزام قيس سعيد تجاه شروط المنطقة .. فهل يفاجئ الشعب التونسي العالم مرة أخرى بعد أن فعلها مع قيس سعيد نفسه ، أم أن الرجل المدعوم خارجياً سيصل إلى قصر الحكم وهو على جواد مضمون الرحلة.