متابعات : المنبر 24
بعد الإعلان عن تولي مصر ، رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي ، في الأول من أكتوبر ، من المرجح عودة الملف السوداني إلى الأجندة الأفريقية .
فالسودان بحسب بيان صادر عن السفير المصري لدى إثيوبيا سيشكل المحطة الثانية في جولة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي .
عودة صعبة :
ولكن محطة عودة السودان إلى البيت الأفريقي ، لا تبدو سهلة ، لان للسودان شواغل ومهددات وتشكك في مدى حيادية كبار المسؤولين بالاتحاد الأفريقي ، كما أن للأخير موقف ثابت يفسر تحركاته الأخيرة التي بدت أكثر حزماً وصرامة في مواجهة السلطة السودانية الجديدة ، فالاتحاد الأفريقي ينظر للأزمة من زاوية واحدة وهي أنها أزمة صراع على السلطة تسبب في إشعال هذه الحرب ، بعد تخلي الجيش عن التزامه بالحكم المدني والانقلاب عليه في 25 أكتوبر 2021.
زيارة السودان
وقال السفير محمد جاد في بيان:” إن مجلس السلم والأمن تحت الرئاسة المصرية سيقوم بزيارة إلى بورتسودان والتي تعد الأولى منذ اندلاع الأزمة السودانية في 15 إبريل 2023 في إطار حرص مصر على تعزيز التضامن مع الشعب السوداني ودعم مؤسسات الدولة السودانية، وتهيئة المجلس والاتحاد الأفريقي للإطلاع على الأوضاع على الأرض، ولتحمل مسئولياته في دفع جهود التوصل لحل سلمي للأزمة ” .
مطالب ورفض
ويطالب الاتحاد الأفريقي بتشكيل حكومة مدنية ليتمكن من إلغاء قرار تعليق عضوية السودان . وأطلق في هذا السياق عملية حوار سوداني سوداني بمشاركة كبيرة للأحزاب والقوى المدنية السودانية في أديس أبابا .
وفي وقت سابق أعلن السودان رفض خارطة طريق قدمها الاتحاد الافريقي بمعاونة اطراف دولية حيث قالت الخارجية السودانية إن الحكومة لم تكن طرفاً في تلك المشاورات وغير معنية بأي مخرجات ناتجة عنها .
كما عقد مجلس السلم والأمن الأفريقي اجتماعاً خاصاً عن السودان ،في يوليو الماضي، وقرر تكوين لجنة رئاسية بقيادة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للاطلاع بهمة ترتيب لقاء بين البرهان و حميدتي .
ورفض السودان مخرجات مجلس الأمن والسلم الأخيرة أو لقاء حميدتي مطالباً مجلس السلم والأمن والاتحاد الافريقي إعادة تقييم ما يحدث في السودان وطالب بعدم مساواة الجيش الوطني بالمليشيا المتمردة والاعتراف بمؤسسات الدولة الشرعية.
تماس ومخاوف
لكن النقطة الأهم في هذا السجال تتمثل في أهمية الدور الأفريقي بناء على إعادة مجلس الأمن الدولي قضية الحرب إلى القارة الإفريقية وبعض المساعي الدولية ، بعد أن قرر في أبريل من عام اندلاع الحرب أنها أزمة داخلية أي انها لم ترتقي حينها لتشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين ، ويبدو أن هذه هي المساحة التي ستتحرك فيها الجهود المصرية لتجنيب السودان إعادة الاتحاد الافريقي الملف لمجلس الأمن كحالة مهددة للسلام والأمن الإقليمي ، وهو ربما يتيح لمصر إيجاد مقاربة بين عودة العلاقة بين السودان والمؤسسات الأفريقية والعمل على إبعاد التدخل الخارجي والتدويل وإعادة ترتيب العملية التفاوضية لوقف الحرب في السودان.
برنامج مجلس الأمن
أوضح سفير مصر لدى إثيوبيا د. محمد جاد أن برنامج الرئاسة المصرية سيتضمن عقد المشاورات السنوية بين مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، والثلاثي الأفريقي بمجلس الأمن، ولجنة الأمم المُتحدة لبناء السلام، كما سيتم عقد جلسة مشتركة بين مجلس السلم والأمن ولجنة المندوبين الدائمين الفرعية للإشراف العام وتنسيق الميزانية والشئون المالية والإدارية – التي ترأسها مصر– بهدف دراسة تمويل عمليات السلام الأفريقية، وكذلك جلسة حول تطورات الأوضاع في الصومال وترتيبات ما بعد خروج بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية بهدف دعم مؤسسات الدولة الصومالية في مكافحة الإرهاب وبناء واستدامة السلام.
وأضاف السفير محمد جاد، أنه خلال الرئاسة المصرية للمجلس سيتم تنظيم العديد من الفعاليات بدايةً بزيارة المجلس للقاهرة لعقد لقاء تفاعلي مع وزير الخارجية والهجرة حول قضايا السلم والأمن في القارة، ومشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، وجلسة للمجلس على مستوى المندوبين الدائمين حول الرابط بين السلم والأمن والتنمية إتساقًا مع ريادة رئيس الجمهورية لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، فضلاً عن زيارة المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام التابع لوزارة الداخلية.