بقلم : د. امجد فريد الطيب
يقتل الجنجويد الناس، ويحتلون بيوتهم بعد أن ينهبوها، ويطردونهم من منازلهم ويشردونهم في أقطار الأرض الأربعة، ويغتصبون نساءهم وفتياتهم حتى أصبحت الأسر تخفي بناتها في الغرف المهجورة وتغلق أبوابها، ليطل علينا أصحاب البدل المتكلفة وربطات العنق الفاقعة والمنطق المعوج من فلل أبوظبي ومقاهي دبي ومراقصها ليعبروا عن قلقهم من عودة رموز الحزب المحلول والنظام البائد الذي خلعته ثورة ديسمبر بنفس هتافات هذا الشعب الذي لا يأبهون لمعاناته في بلاده التي يدمرها الجنجويد كل يوم. ويتأسفون كيف أن ذلك يشرعن الحرب وأطرافها!
ماذا كنتم تشرعنون إذن وأنتم تلتقون حميدتي وتحيونه بينما كان مرتزقة مليشيته يحرقون الأرض والسماء فوق رؤوس أهل ومواطني الجزيرة ويذيقونهم شر العذاب؟ وماذا كنتم تفعلون وأنتم تجالسون رموز النظام السابق من مستشاري حميدتي وثلته المقربة من عبدالغفار الشريف وطه عثمان الحسين وحتى وزير البشير الأخير إبراهيم الميرغني؟ وماذا عن رموز ولصوص النظام المخلوع الذين هم بين صفوفكم، أم أنكم غسلتموهم بماء الطهارة الثوري الذي تموله أموال الإمارات!
توقفوا عن محاولة تسجيل النقاط السياسية بترديد هذا السخف وترويج سرديات تبرير الحرب، على حساب معاناة الناس منها بعد أن أشعلتها المليشيا التي تتماهون معها، فقد أصبح دوركم -مثل حالكم- مكشوفًا للغاية!
أمجد فريد الطيب