جعفر الميرغني يكشف تفاصيل محادثة بينه والبرهان

جوبا- المنبر24

كشف جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، رئيس الكتلة الديمقراطية، عن محادثة قبل يومين مع رئيس مجلس السيادة، الفريق عبدالفتاح البرهان، وأكد له أنّ الشعب ملتف حول مؤسسات الدولة، وطالبه بتفعيل لجان التحقيق، وتقديم خارطة طريق قانونية، مبنية على الخبرة الدستورية السودانية.

وأضاف “لا يوجد حل للمشكل في السودان بدون صناعة الحدث السياسي، الذي يبني وحدة الأحزاب السياسية حول خطوات واضحة”.

 

واشار إلى أن البلاد مرّت بمحنٍ كبيرةٍ على مدارِ تاريخها المديد، واستطاعت بعزيمة شعبها، ووحدة قادتها، وحكمة رجالها ونسائها العبور من الأزمات، والصمود في وجه التحديات. ولكنّ الأزمة الراهنة اليوم، أزمةٌ قوية؛ ومتعددة الجوانب، ولا يمكن الانتصار فيها، إلا بتوحيد الكلمة، وتغليب الحكمة، والترفّع عن حظوظ النفس.

وقال خلال خطاب في جوبا، إنّ هذه الحرب التي دخلت البلاد في أتونها،بسبب تمرد مليشيا الدعم السريع ، هي نتاجٌ لتراكمات كثيرة من الأخطاء، التي ارتكبها نظام الجبهة منذ العام 1989، عندما جعل الكيانات الموازية هي الأساس في الالتفاف على كلّ شيء، وحطّم قدرة الأحزاب السياسية في التفاعل الحقيقي، فعاد النّاس إلى القبائل، وأصبح الخطاب العنصري والجهوي هو السائد. لا نقول ذلك من باب المكايدة ولكن من باب الانتباه، إلى أهميّة البدء بحكمة في دعم المؤسسات الدستورية والقومية بالبلاد، واستئناف مشروع الدولة، وإصلاح هياكلها، ورعايتها، واعتبار ذلك نقطةً أوليّةً في الملتقى السياسي، هذا وكل الملتقيات التالية.

وعلينا التعاون الآن، جميعًا من كل التيارات، من كل المكونات المدنية والعسكرية، لإدارة الخلاف في الفترة الانتقالية، والوصول إلى الانتخابات الحرة، التي يجب أن لا تتأخر أكثر من هذا الوقت، فلا يعقل أن تكون آخر انتخابات أقيمت في السودان كانت منذ عهد الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير.

مشيرا إلى أنّ تأخير الانتخابات؛ وتعليق الآمال على تطويل الفترة الانتقالية، تسبب في أزمات كثيرة، يجب علينا أن نتعاهد اليوم لمنعه.

علينا أن نتفق على العمل من أجل إحياء، المحكمة الدستورية، وتبني مسار الاصلاحات الدستورية، وإطلاق مؤتمرات إعادة الإعمار، بمشاركة كل الأصدقاء والأشقاء في الخليج العربي، فمؤتمر إعادة الإعمار والسعي في هذا الملف، يجب أن يتفرغ له، بعض المختصين.

 

وأضاف “لقد أدّت الحرب إلى معاناة لا مثيل لها. معاناة مؤلمة، ومؤذية، وصلت إلى كلّ مواطنٍ سوداني. وقد فاقم دخول مليشيات المتمردين إلى ولاية الجزيرة، إلى مضاعفة الأذى؛ وتشريد النازحين، وقد كان تصعيداً مدان.

وتابع “تحدثت إلى كل أطياف المفاهمات السياسية، من رئيس الوزراء السابق، وقادة حزب الأمة، وأحزاب الوحدة الاتحادية، وكلهم مجمع على ضرورة تبني زمام المبادرة، والتحرك لصناعة حدث سياسي. ولا يوجد حل للمشكل في السودان بدون صناعة الحدث السياسي، الذي يبني وحدة الأحزاب السياسية حول خطوات واضحة.

وأكد السعي إلى الوصول إلى اتفاق يؤمّن وصول المساعدات إلى المواطنين؛ ونحث الجميع على قبول التزاماتهم تجاه النازحين، وتجاه المواطنين، ومؤسسات الدولة.

وقال إن ما قامت به مليشيات الدعم السريع المتمردة من حرمان الناس اليوم من وسائل التواصل، جريمة لا تغتفر. قطعت تواصل الناس ووسائل الاطمئنان. فاليوم يرزح كل شعبنا تحت الظلام الشامل، والانقطاع الكامل عن العالم، في خرق لكل الحقوق الأساسية، حق الوصول إلى المعلومة، وحق الاتصال بالانترنت، في وقتٍ أصبح الانترنت؛ جزءًا رئيسياً من حياة النازحين المالية.

وكما أنّ هذه المحنة أظهرت معدناً طيبًا لشعبنا، خاصة في المناطق التي استضافت المتضررين والنازحين، مثل كوستي الكرم وسنجة الخير وعطبرة والأبيض، وأخص بالتحية أهل كسلا وبورتسودان، وشندي؛ الذين قضينا وقضى معهم مولانا محمد عثمان الميرغني، سبعة أشهر من عمر الحرب. وعلينا اليوم أن نتقدم بالشكر لهم، وهم يضربون المثال، في الكرم، والتفاني. وهو المعهود منهم.

ولا يفوتنا ونحن نتحدث عن مواقف الأخوة، أن نشيد بالدول العربية، التي سهلت بقاء السودانيين فيها، ودخولهم إليها عبر إجراءات كريمة، تقدر ما جرى.

موقع المنبر
Logo