في هذا التوقيت الذي ينقسم فيه الناس إلى فئة مدافعة وثانية باغية وثالثة تلتزم الحياد وهي إن لم تنصر الباطل خذلت الحق كما قال الإمام علي كرم الله وجهه.
ولكنه قال أيضا : (إذا أخذ الحق وعمل به لم يخفى على ذي حجى ولكن أخذ ضغث من ذا وضغث من ذاك فمزج وعمل به فهنالك يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ ، وَيَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللّهِ الْحُسْنَى ).
وفي هذا التوقيت دون غيره عليك أن تختار منطقتك هل هي منطقة الراحة والسباحة مع التيار العام والعيش في مأمن الجماعة ؟
أم منطقة التأثير التي تتجرد فيها من السباحة مع التيار إلى السعي وراء التغيير الحقيقي وتغليب المصلحة العامة على الآني والراهن والاستعداد لدفع فاتورة رأيك .
إن الحرب التي تقترب من عامها الثاني الآن قد جرت على البلاد موجات من التردي الأخلاقي غير مسبوقة وطفت على السطح غبائن لاتنسى وأسقطت ورقة التوت عن الادعاء الكذوب بتميز الشخصية السودانية وفرادتها لنراها بوجهها الحقيقي الجشع في الاستفادة من تجارة الأزمة من ناحية وفي تحريض رجال سودانيين مسلمين عبر وسائط السوشيال ميديا على اغتصاب النساء على أساس عرقي دون أن يردعهم حياء أو مروءة أو دين لاشك أن سودان مابعد الـ”15″ من أبريل لن يعود ما كان عليه قبل ذلك أبدا فهنالك قصص مشهدية غير مبررة مثل مارواه مؤتمر الجزيرة مثلا عن تقييد الزوج وتركه يشاهد اغتصاب زوجته من مجموعة عصابة الجنجويد كل هذه المظالم لن تذهب أدراج الرياح، ستشكل وعيا جديدا لمفهوم الوطن والمواطنة والمساءلات الجارحة حول إمكانية امتزاج الزيت بالماء أو معايشة الحمل مع الذئب أو إعادة اختراع العجلة كل ذلك سيأتي وقته لامحالة.
الآن وقت الخروج من الشرنقة بحثا عن طريق ثالث لإيقاف الحرب ، علينا الخروج من منطقة الراحة إلى منطقة التأثير وقول كلمة الحق وهي من وجهة نظري يجب أن تتوقف اليوم وليس غدا ، هذه الدعوة التي أكررها للمرة الثانية غير مبنية على قاعدة رغائبية إنما منطقية فتقدم الجيش الأخير يجعل وضعه أفضل على طاولة التفاوض كما أن الجلوس للتفاوض لا يعني عودة الملي-شيا إلى المشهد إنما يعني توقف الشفشافة والنهابين وتوقف ماذكره موسى خدام مع بداية الحرب ( التغيير الديموغرافي قادم ) وتغافل عن كلمة (القسري) ، إن إنهاء هذه الحرب العبثية يعني توقفها عن حصد الرجال النادرين والشجعان أمثال محمد صديق وعثمان ود فور والمقدم أمير، ويجعل مشاهد الموت الجماعي المجاني تتوقف مثل التسمم الغذائي المقصود الذي لحق بسكان الهلالية بعد تهجيرهم القسري، وأن توقفها هو الرأفة بالنساء اللواتي يتعرضن للإذلال والاستعباد الجنسي و ارتفاع نسبة الإجهاض في معسكرات الإيواء ، هذه الدعوة تعني توقف الصورة المشهدية القاسية التي أوردتها منصة نداء الوسط عبر شاهد عيان من قرية ود السيد يروي إلقاء عدد من النساء بأنفسهن في النيل خوفا من تعديات الجنجويد .
يجب أن يتوقف كل هذا النزيف لتعقبه مائدة مستديرة لا تستثني أحد لمناقشة ماينبغي أن يكون عليه سودان مابعد الحرب لأن من رأى وعايش ليس كمن سمع !!.