التصعيد سيمهد للقرار الحاسم!!

أشرف عبدالعزيز

أشرف عبد العزيز الصباح الجديد

الصباح الجديد – أشرف عبدالعزيز
من الواضح أن الأيام القادمة ستشهد معارك حامية الوطيس بين الطرفين، والقصد والهدف منها ليس تحقيق انتصار نهائي وإنما إعادة تموضع للقوات ما يجعل الطرف المتقدم هو القادر على فرض شروطه على الطاولة، وهذا ما يفسر تحول الجيش من موقع المدافعة إلى الهجوم مهما كانت الكلفة العالية والطريق مليء بالألغام وكثافة نيران القناصة.
في المقابل تأكيدات الجنرالات بمواصلة الحرب وإغلاق الطريق أمام أي حل سلمي، والتهافت نحو التحالفات المنبوذة دولياً كما في حالة لقاء وزير الخارجية علي الصادق ونظيره الإيراني بن اللهيان، كذلك خطاب قائد قوات الدعم السريع لا يخلو من تأكيدات بمواصلة الحرب .. هذا الإصرار فيه تحدي للمجتمع الدولي وستكون انعكاساته سالبة على طرفي الحرب.
قبل أيام فرح (البلابسة) وهللوا وكبروا لأن نواب بالبيت الأبيض قدموا مشروع قرار زعم (البلابسة) أنه صنف ما حدث في الجنينة بولاية غرب دارفور جريمة إبادة جماعية، وبدلاً من أن يستفيدوا من ذلك قاموا في اليوم الثاني بذبح أحد جنود الدعم السريع وتوثيق ذلك بأنفسهم وتوزيعه كبشرى من البشريات للشعب السوداني.
الإصرار على الاستمرار في الحرب لم يعد يجد القبول من المجتمع الدولي وما لم يفهمه (البلابسة) أن ذلك هو الذي أدى إلى تزايد الدعوات في الكونغرس الأميركي إلى تعيين مبعوث رئاسي خاص لمحاولة حل الأزمة وطرح قيادات ديمقراطية وجمهورية في مجلس النواب مشروع قرار يدين العنف في السودان ويدعو المجتمع الدولي إلى دعم الجهود الدبلوماسية لوقف الأعمال العدائية والحرص على حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، إلى جانب تنفيذ إجراءات حازمة ضد الحكومة السودانية بلغت حداً دعا فيه النواب إلى “تعليق مشاركة السودان في المنظمات الإقليمية والمتعددة الأطراف جميعها حتى يتم إنشاء حكومة بقيادة مدنية”.
وقال النواب الديمقراطيون والجمهوريون في الكونغرس في بيان مشترك لدى طرح المشروع، “نريد للعالم أن يعرف أن الكونغرس مُوحد في غضبه وإدانته لأفعال القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وكل من يدعمهما. على أميركا أن تستعمل قوتها الدبلوماسية للضغط على الطرفين لوقف الحرب وتسليم السلطة إلى الشعب”.
هذه هي الحقيقة المجردة التي لا يراها من يريدون لهذه الحرب اللعينة الاستمرار بالرغم من نزوح ملايين السودانيين وافتقار دور إيواء النازحين لأبسط مقومات الحياة لدرجة أن 37 منهم مات جوعاً فيما تهدد المجاعة 18 مليون فضلاً عن عدم توفر الخدمات الصحية ليزيد قطع الاتصالات الطين بلة، وبالتالي لن يتفرج العالم في هذه النكبة، وما يقوم به (البلابسة) سيوفر للمجتمع الدولي إرادة قوية للحسم، وكما ظللت أردد كل مرة نحن في مرحلة (الذروة) والحل سيأتي قريباً وغداً لناظره قريب (لا للحرب).
الجريدة
موقع المنبر
Logo