تقرير_ محمد جمال قندول
للمرة الثالثة، يزور المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، حيث التقى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس (الاثنين)، كما التقى عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، وكذلك وزير الخارجية السفير علي يوسف.
لعمامرة في رحلته الأخيرة لبورتسودان، استعرض عددًا من الملفات مع المسؤولين، وفي هذا التقرير نحاول أن نقرأ حصاد زيارة المبعوث الأممي.
العمل المشترك
والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ظهر أمس، وذلك بحضور وزير الخارجية السفير علي يوسف.
رئيس مجلس السيادة خلال اللقاء، شدد على ضرورة أن تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال الدول التي تقف خلف المتمردين وتقوم بدعمهم.
البرهان جدد التزام السودان بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة وبلورة رؤية مشتركة لمستقبل العمل في كافة المجالات، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على الميلي.. شيا المتمردة وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورةٍ أكثر صرامة ووضوح.
َوقال لعمامرة في تصريحات صحفية إن اللقاء استعرض الأوضاع في السودان، مشيرًا إلى انخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان، وأكد المبعوث الأممي تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة، والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية، والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد سعد إ,نه من الواضح أن ثمّة أمر وراء تسريع حراك دولي إزاء الوضع في السودان، وتعد زيارة لعمامرة ضمن هذه الجهود الدولية.
يلفت الانتباه في لقائه بالبرهان، الحديث عن عودة المواطنين إلى بيوتهم، ما يؤشر على أن موقفه التفاوضي يستند على اتفاق جدة، مع مراعاة التغييرات الجارية التي حقق فيها الجيش تقدمًا في بعض المناطق.
ويضيف سعد قائلًا: غالبًا تبدو الأمم المتحدة حريصة على قيادة التفاوض بتجميع كافة المبادرات الأخرى، لكنها أيضًا قد تكون حريصةً على الجانب الإنساني، إذ ما تزال تواجه عوائق هنا وهنا في انسيابها، فضلًا عن التقييم الذي يعتبر استمرار المساعدات في أجواء عدائية ومع استمرار الحرب، بصبح غير كافٍ خصوصًا بالنسبة للمحتاجين في مناطق النزاع.
موقف يتبلور..
ويواصل الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد سعد ويذهب إلى أن هنالك موقف بدأ يتبلور وسط المجتمع الدولي والإقليمي بأن استمرار حرب السودان قد يضر بالجميع، وأن أي طرف لم يحقق أهدافه من هذه الحرب.
وتابع: لا بد أن نشير إلى أن لعمامرة لم يزر السودان إلا بعد أن أجرى اتصالاتٍ ولقاءاتٍ عديدة مع الأطراف المؤثرة في الأوضاع بالسودان، ولربما حصل على تعهداتٍ بدعم جهوده لوقف الحرب.
نقطةٌ أخرى، وهي أن اقتراب نهاية مهمة المبعوث الأمريكي قد تتيح مجالات لتحرك ممثل الأمم المتحدة دون ضغوط، وبإمكانه إعادة تصميم خارطة طريق جديدة تراعي كافة المخاوف والنقاط التي لم تشملها خطة المبعوث الأمريكي، مثل: تحديد من هم رعاة الوساطة التي لم يراعِ فيها المبعوث الأمريكي مخاوف الجيش من وجود دولة مثل الإمارات التي يتهمها بالضلوع في دعم الطرف الآخر في الحرب، إضافةً إلى مراعاة التداخل الإقليمي في حرب السودان.
من جانبه، يقول القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل: إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، أنهى زيارته للسودان بعد إجراء مشاوراتٍ مع قيادة الدولة انتهت بلقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وجدد البرهان تعهداته بأن العملية السياسية بعد عودة المواطنين إلى بيوتهم وإنهاء الحرب.
ولكن، يظل الملاحظ بأن لعمامرة لم يلتق القوى السياسية ويجري معها مشاوراتٍ، واختصر اللقاءات مع قيادة الدولة.
ويرى الفحل بأن الحديث عن العملية السياسية فى ظل استمرار نزيف الدماء، يعتبر ضربًا من ضروب الخيال، فليس هنالك منطق للحديث عن عملية سياسية تؤمن عودة الميليش.. يات أو الفصيل السياسي لهم تنسيقية تقدم، التي ظلت تدعم التمرد وتتضامن معه وتمثل لهم الغطاء السياسي.
وأضاف: يجب أن تدرك قيادة الدولة، بأن الشعب السوداني لن يقبل عودة قيادات تقدم للمشهد السياسي، وأن أي خطوة في هذا الاتجاه سوف تؤدى إلى مخاطر داخلية فى البلاد وتزيد من تعميق الأزمة.